«بلومار السخنة» صداع في رأس «وادي دجلة».. بلاغات تتهم الشركة بالنصب على العملاء في 6 مليار جنيه
الأربعاء، 28 أغسطس 2019 09:29 م
لم يتصور عملاء شركة وادي دجلة للاستثمار العقاري، أن تضيع أموالهم التي دفعوها في مشروع «بلومار العين السخة»، منذ 5 سنوات، وهم من وضعوا ثقتهم في الشركة التي تعد من كبرى الشركات الاستثمارية الضخمة في مجال التطويري العقاراي، إذ تهافت الراغبين على حجز الشاليهات التي أعلنت عنها الشركة في عام 2014، إذ زعمت شركة وادي دجلة أنه المشروع الأضخم في العين السخنة، من حيث المساحة وعدد الشاليهات، حيث يضم 3000 وحدة، بمساحة ما يقرب من 261 فدانا، على امتداد شاطئ بطول 350 متر مربع، وبعمق يصل إلى 1 كم من الشاطئ وحتى مدخل الكمبوند، بحيث تخصص جزء كبير منها للمناظر الطبيعية وتزويد المشروع بكافة المرافق التي تضمن رفاهية السكان.
أسهبت شركة وادي دجلة، في الإعلان عن مميزات مشروع بلومار العين السخنة، لإغراء الراغبين في الحجز بالمشروع، وأوهمتهم بتخصيص ملاعب الجولف على مساحة كبيرة، لتحقيق مزيد من الرفاهية للسكان بالمشروع، وتوفير حمامات سباحة بتصميمات عالمية، إلى جانب إنشاءها ملاهي مجهزة بأفضل الألعاب الترفيهية لضمان مزيد من الترفيه، بخلاف تنويه الشركة عن وجود فندق ضخم يقدم خدماته على أعلى مستوى من الكفاءة للنزلاء فيه، وزعمت خلال حملتها الدعائية أن الكومبوند إحدى أهم الوجهات التي يقصدها الباحثين عن الاستجمام والهدوء، كما أن إطلالة الوحدات على اللاند سكيب يعتبر أحد ابرز المزايا بالمشروع، مما يجعل الاستثمار به خيار ذكي جدًا للعملاء.
نصت شروط تعاقد شركة وادي دجلة، مع العملاء والحاجزين، على أن مشروع بلومار العين السخنة مقسم إلى 4 مراحل، تختلف في مدة التقسيط، فيسدد العميل الراغب في شراء وحدة بالمرحلة الأولى 5% مقدم (دفعة أولى)، و10% دفعة ثانية، مع تقسيط باقي القيمة على أقساط تصل مدتها إلى 4 سنوات، بينما يسدد حاجزي المرحلة الثانية نسبة 5% مقدم (دفعة أولى) و10% دفعة ثانية، وتقسيط باقي المبلغ على أقساط لمدة 6 سنوات،أما المرحلتين الثالثة والرابعة، فتصل مدة سداد الأقساط فيهما إلى 7 سنوات، إلى جانب سداد مقدم 5% كدفعة أولى و10% دفعة ثانية عند التعاقد.
وأكدت الحملة الإعلانية لشركة وادي دجلة، أن تسليم وحدات المرحلة الأولى في بلومار، بنهاية عام 2017، والمرحلة الثانية مارس 2018، أما المرحلتين الثالثة والرابعة بنهاية ديسمبر 2019 و 2020، وأنه يتم تجهيز المرحلة الخامسة، على أن تسلم بنهاية عام 2021.
لم يجد الحاجزين في مشروع بلومار العين السخنة، أي مما جاء في إعلانات شركة وادي دجلة، فتقدموا بعدد من البلاغات واستغاثات لكل الجهات الحكومية والقضائية، بحثا عن حل لازمتهم مع الشركة، وما نتج عنها من أضرار بسبب سياسات الشركة تجاه المشروعات العقارية، والتي أدت إلى تأخر تسليم وحداتهم في مشروع بلومار ، مما أدى بالحاجزين إلى تحرير محاضر في نيابة السويس.
حصلت «صوت الأمة» على نسخة من محاضر المتعاقدين، بتاريخ مارس 2019، ضد الشركة ورئيس مجلس إدارتها، لمخالفة بنود التعاقد وعدم تسليمهم الوحدات في الموعد المحدد، اتهموا فيه الشركة بالنصب والإحتيال عليهم في مبلغ 6 مليار جنيه، كقيمة إجمالية للشاليهات، حيث يصل ثمن الواحد 2 مليون جنيه.
وقالت هالة حسن، أحد متعاقدي شاليهات مشروع بلومار العين السخنة، أن موعد استلام الشاليه الخاص بها كان في 31/12/2018 كما في التعاقد، وأنها حضرت إلى مصر، من خارج البلاد شهر مارس الماضي، لاستلام وحدتها كما هو متفق عليه، إلا أنها فوجئت بأن الشاليه عبارة عن أرض فضاء ولم تقام أي إنشاءات عليها، فحررت محضر في قسم شرطة عتاقة لإثبات الحالة، مشيرة أن المشروعات الأخرى للشركة تواجه نفس الأزمات، منها مشروع بروميناد أكتوبر .
في نفس السياق، أوضح سامح سمعان، أحد المتضررين من وادي دجلة، أنه توجه ببلاغ عاجل ضد مشروعات الشركة العقارية، بسبب توقفها فجأة منذ عامين، دون أي أسباب واضحة، مشيرا أن ردود الشركة على المتعاقدين، جميعها تهرب من التسليم، في مقابل أن الشركة حصلت على كافة حقوقها المادية ولاتزال تُحصل تجمع أقساط الوحدات دون تسليمها لارتباطها بالتمويل العقاري .
فيما قال أنسي جورج، أحد الحاجزين، أنه تعاقد على شاليه بالتقسيط، وبالفعل دفع ٥٠% من قيمة الوحدة للشركة كمبلغ مقدم، ولم يتخلف عن أي من مواعيد الأقساط المتبقية، وعند عودته من الخارج، ذهب لمعاينة موقع الشاليه، لاستلامه فقد مر على موعد تسليمه عاما ونصف، إلا أنه أصابته الصدمة بعدما اكتشف أن الشركة لم تنجز مرحلته من الأساس، ووجد بدلا من الشاليه رمل وحفر للأساسات، فتوجه لقسم شرطة السويس، لإثبات الوضع.