أولياء الله الصالحين لا يكرهون الخير لمصر.. أهل الشر يفشلون في إشعال فتنة سيدي الزرقاني
السبت، 24 أغسطس 2019 06:00 م
- الشيخ الشعراوي يروى حكايته مع الإمام الحسين و الدكتور "عبدالحليم محمود" يسرد كرامات الشيخ " أبى الحسن الشاذلي"
يتجلى الحب عند الصوفية فى كل ما يفعلونه، فهم ليسوا كغيرهم من «أهل الشر» الذين ارتدوا عباءة الدين، واتخذوه مطية للوصول إلى أغراض سياسية،لذلك يتعرض الصوفية لهجوم الإخوان والسلفيين،مع أنهم لم يكفروا أحدا طوال مسيرتهم الحافلة بالهيام حبا في الله، ورسوله، وحب الخير للمسلمين، مقتدين بآل بيت النبي رضى الله عنهم الذين تحتضن مصر الكثير من أضرحتهم الشريفة من قبيل الإمام الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة وعلى زين العابدين.
حاولت جماعة الإخوان الإرهابية أن تنفخ فى النار بتحريض اتباعها على المتاجرة بقرار نقل ضريح "سيدي أبو الإخلاص الزرقاني" بالإسكندرية بناء على تعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ لاستكمال محور المحمودية،مع أن الجماعة الإرهابية وأتباعها يعادون الصوفية ودائما ما يهاجمونهم ووصل الأمر بالسلفيين إلى تكفيرهم.
التصوف
مشايخ الطرق الصوفية كانوا على وعى بمخطط "الإرهابية" لذلك قال الشيخ "علاء أبو العزائم" عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية ورئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، أن الطرق الصوفية والمجلس الأعلى للطرق لا يمانع في نقل الضريح، الذي أشار إليه الرئيس السيسي، أثناء افتتاح عددا من المشاريع، ويعيق محور المحمودية، موضحين أنه ضريح العارف بالله الشيخ برهان الدين أبو الإخلاص الزرقاني، "طالما كان الأمر للمصلحة العامة، ويبقي المصلحة العامة فوق أي مصالح خاصة".
وأوضح "أبو العزائم" فى تصريحات له أنه سيجري تشكل لجنة من الأوقاف والأزهر، لجمع رفات جثمان الشيخ ويجري نقلها للمقام الجديد، بعد بنائه ويعود الوضع كما كان من قبل، مشيراً إلي أن أبناء الصوفية يؤيديون المصلحة العامة ولا اعتراض على نقل الضريح.
جرى نقل مقام مسجد "أبو الاخلاص" من غيط العنب إلى ساحة الأولياء الصالحين بجوار مسجد "أبى العباس المرسي"،ما مثل صفعة جديدة على وجه الإرهابية،حيث أن محور " المحمودية" مهم للتنمية و تنفذه الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، و يعد أحد أهم المشروعات القومية لحل الأزمة المرورية التى تعمل الدولة على حلها،ما يعود بالخير على محافظة الإسكندرية وبالتالى على مصر كلها ،فكيف كان حب الخير وجهاد الأعداء حاضرا في حياة أولياء الله الصالحين الذين عاشوا فى مصر؟
الشيخ علاء أبوالعزايم
يقول الله عز وجل فى سورة يونس: "ألاَ إن أولياءَ الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، لهم البُشْرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، لا تبديل لكلماتِ اللهِ ذلكَ هو الفوز العظيم".
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن من عباد الله عبادا يغبطهم الأنبياء والشهداء. قيل: من هم يا رسول الله ؟ لعلنا نحبهم . قال : هم قوم تحابوا في الله من غير أموال ولا أنساب ، وجوههم نور على منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس ، ولا يحزنون إذا حزن الناس، ثم قرأ: " أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ " رواه أبو داود.
ومن صفات أولياء الله وفق كتابات صوفية هى:" العلم بأسماء الله الحسنى وصفاته: والعلم بشرعه وسنّة نبيّه صلى الله عليه وسلم. الصلاح والتقوى: الوليّ يحرص على فعل كل ما يرضي ربّه واجتناب كل ما يغضبه، ويتحرّى الفرص ليقوم بعمل صالح؛ لأنّه وصل إلى درجة يعرف فيها قيمة الأعمال الصالحة وعظم أجرها، ويعرف بالمقابل الضيقَ الذي سيكتنفه في حال عصى الله تعالى ولو بذنب صغير. التوحيد الخالص: يؤمنون بالله وحده ولا يشركون معه أحداً، لا يتكلون إلا عليه ويعلمون أنّ كل ما يجري في الكون هو بتقديره، ولا أحد يستطيع فعل شيء إلا بإرادة الله. إحياء الليل في عبادة الله تعالى: من خلال الدعاء والمناجاة والتضرّع والانكسار، وقراءة القرآن الكريم وتدبّره والتّفكر فيه، والصلاة والذكر والاستغفار. فلا يصل إلى مرتبة الوليّ إلا من ترك كابد نفسه وهجر فراشه وترك لذّة النوم وهرع إلى خالقه ليأنَس بمناجاته. التوازن في الأمور كلها: معتدلون في تلبية احتياجاتهم الجسديّة والروحيّة؛ فلا يجعلون للجسد نصيباً يطغى على نصيب الروح ولا العكس، ومعتدلون في الإنفاق؛ فلا تبذير عندهم ولا تقتير. كذلك حالهم في إعطاء كل ذي حقٍّ حقّه. تكريم الله تعالى لهم بنسبتهم إليه: فأصبح اسمهم "عباد الرحمن". ونسبة الله عبدٍ إلى اسم من أسمائه يعني حصولَه على شرف كبير ومحبّه منه تعالى. حرصهم على آخرتهم: وخوفهم من العذاب فيها ودعاؤهم إلى الله بالرحمة والإجارة من النار وصرف عذابها عنهم. كفّ الأذى: والاعتداء عن الناس. البعد عن الفاحشة: والرذيلة ومزالق الشهوات. الحلم والعفو والصبر على الأذى: وكلها أخلاق حسنة حث عليها الدين الإسلامي. التوبة العاجلة: عند اقتراف الذنب. الاهتمام بشؤون أسرهم: والحرص على صلاحها ونشوئها نشأةً تُرضي الله تعالى. الحرص على صلاح المجتمع: وهداية الناس إلى الحق والخير. التواضع: وحُسن الخُلق والبعد عن التكبر والغرور. البعد عن المعاصي: وتجنّب مجالسها. الاتعاظ بمعاني آيات الله: والوقوف عليها وفهمها والتفاعل معها والعمل بها.
مسجد الإمام الحسين
"الله الله يا بدوي جاب اليسرى".. ربما لا يعرف البعض أن انتشار هذه المقولة في التراث الشعبي المصري يرجع إلى القطب الصوفي السيد البدوي والذى يقول عنه الصوفيين إنه يعد مثالا للصوفي المجاهد، فقد كان يأتي بالأسرى المصريين الذين تم أسرهم في الحروب الصليبية، وتعنى أن البدوي قد جاء بالأسرى.
يقول "بن بطوطة" عن كرامة "أبي الحسن الشاذلي": "أخبرني الشيخ ياقوت عن شيخه أبي العباس المرسي، أن أبا الحسن كان يحج في كل سنة، ويجعل طريقه على صعيد مصر، ويجاور بمكة شهر رجب وما بعده، إلى انقضاء الحج، ويزور القبر الشريف، ويعود على الدرب الكبير إلى بلده، فلما كان في بعض السنين، وهي آخر سنة خرج فيها، قال لخادمه: استصحب فأساً وقفة وحنوطاً، وما يجهز به الميت فقال له الخادم: ولم ذا يا سيدي؟ فقال له: في حميثرا سوف ترى وحميثرا في صعيد مصر، في صحراء عيذاب، وبها عين ماء زعاق، وهي كثيرة الضباع".
ويكمل بن بطوطة: "فلما بلغا حميثرا اغتسل الشيخ أبو الحسن، وصلى ركعتين، وقبضه الله عز وجل في آخر سجدة من صلاته، ودفن هناك، وقد زرت قبره مكتوب عليه اسمه ونسبه متصلاً بالحسن بن علي رضي الله عنه".
وفى كتاب "درة الأسرار"، للدكتور "عبدالحليم محمود"، شيخ الأزهر الأسبق، يحكى عن كرامات الشيخ الكثيرة ويحتفى به في كتابه، مؤكداً أن: "له من العلم الكثير"، ومن إحدى الكرامات التي ذكرها الشيخ في كتابه أن "الله كلّمه على جبل زغوان"، وهو الجبل الذي اعتكف الشاذلي على قمته، وتعبّد وتحنّث.
أما الشيخ إبراهيم الدسوقي فمن الكرامات المنسوبة إليه أن تمساح النيل كان منتشرا في نهر النيل بمصر في ذلك الوقت – خطف صبيا من على شاطئ دسوق، فأتت أمه مذعورة إلى الدسوقي تستنجد به، فأرسل نقيبه فنادى بشاطئ النيل: "معشر التماسيح، من ابتلع صبيًا فليعيده"، فطلع ومشى معه إلى الشيخ -الدسوقي-، فأمره أن يلفظ الصبي فلفظه حيًا في وجود الناس، وقال للتمساح: "مت؛ فمات في حينه".
الشيخ عبدالحليم محمود
ويقول القطب الصوفي ابن عربى عن الحبّ:"اعلم أنّ الحبّ معقول المعنى وإن كان لا يُحَد، فهو مُدْرَك بالذوق غير مجهول، ولكنه عزيز التصوّر، فإنّ الأمور المعلومات، على قسمين: منها ما يُحدّ ومنها ما لا يُحدّ، والمحبّة عند العلماء بها المتكلمين فيها من الأمور التي لا تُحدّ، فيعرفها من قامت به ومن كانت صفته ولا يعرف ما هي ولا ينكر وجودها، ولهذا قلنا:"الحبّ ذوقٌ ولا تُدرى حقيقتهُ، أليس ذا عجـب والله والله".
معنى الصوفي اللغوي مشتق من كلمة "صوف" وهو هذا اللباس الخشن الذي كان يرتديه هؤلاء الناس صيفاً وشتاءاً ، ويقول أبو نصر الطوسي أن لبسة الصوف كانت " دأب الأنبياء عليهم السلام وشعار الأولياء والأصفياء" ويتابع: " نسبوا إلى ظاهر اللباس، ولم ينسبوا إلى نوع من العلوم والأحوال التي هم بها مترسّمون ،لأن لبس الصوف كان دأب الأنبياء عليهم السلام والصدّيقين وشعار المساكين المتنسّكين".
ويقول الكلاباذي:" أنّهم سمّوا صوفيّة للبسهم الصوف ، لأن " الصوف لباس الأنبياء وزي الأولياء". وهذا مايقوله السهروردي أيضاً " فالقول بأنهم سموا صوفيّة للبسهم الصّوف أليق وأقرب إلى التواضع ، وأقرب أن يقال لمّا آثروا الذبول والخمول والتواضع والإنكسار والتخفي والتواري كانوا كالخرقة الملقاة والصّوفة المرميّة التي لايرغب فيها ولايلتفت إليها فيقال صوفي، ولم يزل لبس الصّوف اختيار الصّالحين والزهاد والمتقشّفين والعبّاد ويقول " ابن خلدون ":" والأظهر إن قيل بالإشتقاق أنّه من الصّوف وهم في الغالب مختصّون بلبسه لما كانوا عليه من مخالفة الناس في لبس فاخر الثياب إلى لبس الصّوف "
كما أن للشيخ الراحل "محمد متولى الشعراى" مع الإمام الحسين رضى الله عنه قصة تستحق أن تروى فعندما قطعت العلاقات بين مصر والسعودية فى عهد الرئيس "جمال عبدالناصر"، وكان الشيخ "الشعراوى" قد اعتاد السفر إلى المملكة العربية السعودية منذ عام 1950م خشى الشيخ أن تطول مدة قطع العلاقات بين البلدين فيحرم من زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم بمسجده بالمدينة المنورة ليرى الشيخ الرسول صلى الله عليه وسلم فى المنام حيث يضع الرسول يده الشريفة على رأس الشيخ قائلا له "لا تحزن يا شعراوى فإن لنا بابًا بمصر هو الحسين".. ليستيقظ الشيخ من النوم سعيدا وقد تحققت البشارة فعقب عودة الشيخ إلى مصر وقبل أن يذهب إلى مسقط رأسه دقادوس بميت غمر زار الشيخ مسجد الإمام الحسين وعقب خروجه من المقام الشريف رأى عمارة تبنى وهى تطل على المشهد الحسينى، فحجز الشيخ "الشعراوى" شقتين بها خصص إحداها لإطعام الطعام والأخرى اتخذها سكنا له ليجاور حفيد حبيبه سيدنا رسول الله صلى الله وسلم لتتحقق رؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم.
الشيخ الشعراوى
يقول الشيخ الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، عن رحلة السيدة زينب إلى مصر وبعد استشهاد الإمام الحسين إنه- أى السيدة زينب- دخلتها في أوائل شعبان سنة 61 من الهجرة، ومعها فاطمة وسكينة وعلي أبناء الحسين، واستقبلها أهل مصر في "بُلْبَيْس" بُكَاةً معزِّين، واحتملها والي مصر "مسلمة بن مخلد الأنصاري" إلى داره بالحمراء القُصوى عند بساتين الزهري "حي السيدة الآن".
وكانت هذه المنطقة تسمى "قنطرة السباع" نسبة إلى القنطرة التي كانت على الخليج المصري وقتئذ، فأقامت بهذه الدار أقل من عام عابدة زاهدة تفقه الناس، وتفيض عليهم من أنوار النبوة، وشرائف المعرفة والبركات والأمداد، حيث توفيت في مساء الأحد "15 من رجب سنة 62هـ"، ودفنت بمخدعها وحجرتها من دار "مَسْلَمَةَ" التي أصبحت قبتها في مسجدها المعروف الآن. وقد توفيت، وهي على عصمة زوجها "عبد الله"، وأمَّا قصة طلاقها منه فكذب من وضع النواصب "خصوم أهل البيت"، أو هي على أحسن الأحوال وَهْمٌ واختلاط وتشويش على أهل البيت من المتمسلفة.
الشيخ على جمعة
كان المسجد الزينبي الذي هو بيت أمير مصر مَسْلَمَةَ بن مخلد قائمًا على الخليج المصري، عند قنطرة على الخليج كانت تسمى "قنطرة السباع"؛ لأنها كانت مُزَيَّنَةً من جوانبها بسباع منحوتة من الحجر، ولما رُدِمَ الجزء الذي عليه القنطرة من الخليج زالت القنطرة فاتَّسَعَ الشارع، وظهر مسجد السيدة بجلالِه وتوالت التجديدات عليه، وقد أنشئ هذا المسجد في العهد الأموي، وزاره كبار المؤرِّخِين وأصحاب الرحلات.
ومشهدها ترياقٌ مجرَّبٌ، ترفع فيه التوسلات إلى الله، وتستجاب فيه الدعوات، وأمَّا ما قد يكون فيه أحيانًا -كما يكون في غيره- من بعض المخالَفَات لظاهر الشرع الشريف؛ فهو من أثر الجهل، الذي يخفف من سوئه حسن نية أصحابه وسلامة اعتقادهم".
يذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، كان قد وجه نقل مقام "سيدى أبى الإخلاص الزرقاني"المتواجد بمسجد بمنطقة غيط العنب بالإسكندرية والذي يعيق مشروع محور المحمودية في المحافظة، مؤكدا أن المكان للمنفعة العامة، لافتا خلال افتتاحه 1300 من الصوب الزراعية، إلى ضرورة التعامل مع الموقف خلال يومين على الأكثر، لأن "هذا الأمر لا يرضى النبي صلى الله عليه وسلم، ".ليجرى نقل ضريح وجثمان الزرقاني وجثمان شقيقته بشكل مؤقت لميدان المساجد بجوار مسجد أبو العباس المرسي بمنطقة بحري، ومن المقرر بناء مسجد جديد بنفس المنطقة وإعادة نقل الضريح إليه مرة أخرى، وذلك ضمن 14 مسجدا جديدا بطراز مميز بطول محور المحمودية.
الجدير بالذكر أن العارف بالله الشيخ أبو الإخلاص الزرقاني ولد في محافظة الغربية بقرية طيبة الجعفرية في 11 أبريل 1924، ينتمي إلى الأزهر الشريف، حيث حفظ القرآن الكريم فيه، وهو لم يتجاوز السابعة، ودرس الفقه والحديث والتفسير وغيرها من علوم أصول الدين والسنة النبوية الشريفة و دُفن في الإسكندرية التي عاش فيها منذ شبابه، ويعد الشيخ الزرقاني من تلاميذ الشيخ أحمد المرسي، وله العديد من الألقاب منها الحسيب النسيب الشريف، العارف بالله، المربي الكامل، الجامع للبحرين والنسبين الشريفين الحسنى والحسيني، وله طريقة صوفية تسمي الطريقة الإخلاصية الشاذلية.