ارتفاع أسعار الأعلاف يهدد الثروة الحيوانية وصغار المربين..والمزارعون ينتظرون"التنسيق"
الإثنين، 19 أغسطس 2019 04:00 ص
أثارت كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس، عن صغار مُربى الثروة الحيوانية، خلال افتتاح 1300 صوبة زراعية، على مساحة 10 آلاف فدان، في إطار المرحلة الثانية، بقطاع محمد نجيب للزراعات المحمية، أثارت اهتمام الجميع، بما فيهم المزارعين وصغار المستثمرين والخبراء فى الإنتاح الحيوانى، وأكدت على أن الرئيس السيسى، يتابع وبكل دقّة، أحوال وأوضاع وظروف المزارعين، ومُربى الثروة الحيوانية بتفاصيلها، وكان المُربون للثروات الحيوانية، قد تكررت شكواهم ومازالت، نتيجة الارتفاع المستمر لأسعار الأعلاف، والتى تتسبب فى تعرّضهم لخسائر فادحة، تؤدى إلى خروج مزارعهم وإنتاجهم من الأسواق والمنافسة، وتوقفهم عن تربية الماشية، وهو الأمر الذى تداركته الحكومة، مُمثّلة فى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، لدعم وتطوير المشروع القومى للبتلو، وفى نفس الوقت مساعدة مربى الماشية، للحفاظ على هذه الثروة الهامة والحيوية.
الثروة الحيوانية
النهوض بالثروة الحيوانية لتوفير اللحوم والألبان
فى شهر يناير من هذا العام، أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، عن ملامح أكبر مشروع للنهوض بالثروة الحيوانية المصرية، وكان ذلك ضمن تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسى، لسد العجز فى تلبية الاحتياجات المحلية من اللحوم والألبان، والذى يعادل حوالى 4.5 مليون رأس ماشية، من خلال مشروع لتحسين السلالات المحلية المصرية، وفقا لمنظومة التلقيح الاصطناعى لهذه السلالات، واستيراد رؤوس ماشية عشار، وتحت العشار، للتوفيرها فى الأسواق المحلية، وفقاً للاشتراطات، التى حددتها الوزارة، وأطلقت الوزارة عليه مشروع "ملء الفراغات للنهوض بالثروة الحيوانية"، ويعتمد المشروع على 6 عناصر، تساهم فى زيادة إنتاج مصر، من اللحوم والألبان، والنهوض بالثروة الحيوانية، ومنها إنشاء مراكز صغيرة لتجميع الألبان، وتوجه هذه الكيانات ناحية التصدير، واستيراد سلالات من رؤوس الماشية "العشار" و"تحت العشار" عالية إنتاجية اللحوم والألبان، مع إنشاء نقاط للتلقيح الاصطناعى للحيوانات تحت العشار، بالإضافة إلى التوسع فى العيادات البيطرية، وتوفير التمويل اللازم من خلال البنوك الوطنية لتنفيذ المشروع.
الثروة الحيوانية تحتاج إلى الدعم
وأكد تقرير لوزارة الزراعة وقتها، أنه ضمن اشتراطات المشاركة فى مشروع النهوض بالثروة الحيوانية، من جانب المربين، التقدم بطلبات الانضمام إلى المشروع، بديوان عام الوزارة، متضمنا رخصة تشغيل تربية الماشية، وعدد المواشى بها، وبيانات الترقيم القومى للحيوانات داخل المزرعة، التى تشمل نوع الحيوان ورقم التسجيل، وتعهدا بامتلاك الخبرات فى رعاية الحيوانات، والمشاركة فى مبادرة الشراكة مع الحكومة، بالدخول فى التنمية فى مشروعات توفر الألبان واللحوم الحمراء، مشفوعا بالموافقة على تزويد المزرعة محل الطلب للتطوير بعدد رؤوس الماشية العشار المستوردة، لأغراض إنتاج الألبان أو اللحوم، مع الالتزام بالضمانات والشروط والمحددات، التى وضعتها وزارة الزراعة، والتزامه بالترقيم والتسجيل والتحصين، والتأمين على الحيوانات، ودفع مقدم 10% من قيمة رؤوس الماشية العشار، لتأكيد جدية الحجز لدى البنك الممول.
الأعلاف العنصر الأساسى فى دعم وتطوير الثروة الحيوانية
كما تضمنت المستندات المطلوبة من العملاء الراغبين فى مشروع ملء الفراغات وقتها، صورة بطاقة الرقم القومى، وأن يتراوح سن المتقدم بين 25 عاما ولا تزيد على 65 عاما، وعقد الملكية أو إيجار المزرعة، وتراخيص التشغيل، ومستندات النشاط التى تشمل عقد الشركة والسجل التجارى والبطاقة الضريبية، والميزانيات فى حالة الشركات القائمة، وصورة تحقيق الشخصية للعميل والشركاء، وكانت وزارة الزراعة قد نجحت عام 2018، فى رفع احداثيات وقواعد بيانات 28 ألف مزرعة حيوانات كبيرة، باستخدام أجهزة GPS، وراجعت كذلك إجراءات تراخيص المزارع ،وقد وصل إجمالي عدد التراخيص، لتشغيل مزارع الدواجن والإنتاج الحيواني، خلال الفترة من مايو 2017 وحتى يونيو 2018 إلى 15 ألف و405 ترخيصا لمزارع إنتاج حيواني وداجني.
العلف الأخضر
ثروة حيوانية تنتظر الدعم
وعلى المستوى المحلى، تشير التقارير إلى أن مصر تستهلك حوالى 10 ملايين طن من اللحوم الحمراء سنويا، منها 60% لحوم مستوردة من الخارج، و30% من استهلاك اللحوم المجمّد، و30% تُذبح فى الداخل، و40% من الكميات، يتم إنتاجها من الذبح المحلى، كما أن متوسط نصيب المواطن المصرى، من استهلاك اللحوم، يصل إلى 8 كجم، ويرتفع هذا المتوسط، ليصل إلى 30 كجم فى الولايات المتحدة الأمريكية، و28 كجم فى أوروبا و40 كجم فى البرازيل.
وكان آخر تقرير صادر عن قطاع الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، قد أوضح، أن تعداد قطعان الثروة الحيوانية بمصر، يبلغ 18 مليون و250 رأسا منها 3.8 مليون رأس من الجاموس، و4.7 مليون رأس من الأبقار، و5.4 مليون رأس من الأغنام، و4.2 مليون رأس من الماعز، وحسب التقرير الزراعى الحيوانى، تبلغ درجات الاكتفاء الذاتى، من اللحوم البيضاء حوالى 90%، واللحوم الحمراء 60%، وبيض المائدة 100% ومن الألبان 80%، وفى خطوات على طريق استمرار المشروع القومى لتربية البتلو، بدأ مشروع المليون رأس ماشية الحالى، بـ200 ألف رأس من الأبقار، منها 180 ألف رأس عجول تسمين، و20 ألف رأس أبقار حلابة، يتم استيرادها من الخارج، كما تم تخصيص محطتين للإنتاج الحيوانى، فى منطقة "اليشع" بالنوبارية للمشروع، إلى جانب محطة أخرى، تابعة لصندوق التأمين على الماشية بهيئة الخدمات البيطرية.
مطلوب دعم الأعلاف
مشاكل الثروة الحيوانية والأعلاف
وكانت أسعار الأعلاف المرتفعة باستمرار، نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة والوقود، قد تركت آثارها السلبية على مستثمرى الثروة الحيوانية، وصغار وكبار ومتوسطى المربين، وتحركت أسعار الأعلاف خلال السنوات الأخيرة صعوداً، بنسبٍ كبيرة تتجاوز الـ 30% إلى 40%، فى كثير من مكوناتها، كما قال الحاج حسنى العيادى من البحيرة، حيث يحتوى علف المواشى، على كثيرٍ من العناصر الغذائية، الهامة والحيوية لنمو الحيوانات، ومنها البروتين 19 %، وسعر الطن 4 آلاف و 500 جنيه، من على أرضه، ومكوناته هى الذرة و كسر الفول و كسر العدس وبودرة الفول الحمص وقشر العدس و إضافات أعلاف وخمائر، وهناك أيضا دقيق الحمص الفاخر بروتين 22%، والخاص بالاستخدام الحيوانى للمواشى و الأغنام و الدواجن والبط، وسعر الطن 5 آلاف جنيه، وهناك أيضا علف كسر الفول على العدس، وسعر الطن 5 آلاف و 500 جنيه على أرضه بنسبة بروتين 28 %، وهناك أيضا علف كسر العدس، ويبلغ سعره 6 آلاف جنيه للطن، وقشر العدس التقيل 3 آلاف و 600 جنيه للطن، وكسر البسلّه فص 5 آلاف جنيه للطن، والترمس الحلو علف 4300 جنيه للطن، ودقيق الحمص علف 5 آلاف جنيه للطن، وقشر الفول البلدى القديم 3800 جنيه للطن، وبسباسة الفول القديم 4 آلاف جنيه للطن، علاوة على ارتفاع أسعار الأعلاف الخضراء، من برسيم وجراوة وغيرها، نتيجة ارتفاع أسعار الإيجارات للأراضى الزراعية، وكذلك لارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعى.