الذبائح كلها فوائد.. مخلفات الحيوانات كنوز مهملة
الثلاثاء، 13 أغسطس 2019 05:00 م
كل محتويات جسم الحيوانات يمكن الاستفادة منها، والفاقد الوحيدة من الحيوان فى المجازر دائما فقط هو"الصوت"، وخلاف هذا يتم استغلال باقى الأحشاء والأعضاء فى صناعة مساحيق تدخل فى العديد من الصناعات، بجانب إمكانية تصديرها للخارج والتى ستحقق بدورها عائد كبير، يصل إلى مليارات الجنيهات.
الدكتور يوسف العبد، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين، قال إن هناك نوعين من المخلفات، هما: الريش والأمعاء أو الأعضاء الداخلية للحيوانات، ويتم معاملتها حراريا بدرجات مرتفعة جدا، تفوق الـ100 درجة، فى جهاز يُسمى بـ"الكوكر"، ويتم الاستفادة بها كمصدر للبروتين يفوق الـ60%، بالإضافة إلى احتوائها على بعض الأحماض الأمينية المفيدة فى عمليات نمو وتغذية الحيوانات، لافتا إلى أن مخلفات مجازر الدواجن، دائما يتم الاستعانة بها كإضافت لأعلاف الدواجن، وأعلاف الأسماك،
وأضاف "العبد ": أن مخلفات الذبائح تنقسم إلى العديد من الأنواع، من أهمها الدم، العظام، الجلود، والأجزاء الداخلية، ومادة الجلوتين التى تدخل فى بعض العلاجات، حيث يصنع من العظام مادة الجلاتين التى تدخل الاستخدامات الطبية، وبعض مساحيق التجميل، بجانب أيضا الأظافر، التى تدخل فى مستحضرات التجميل، موضحا أن العظام يتم تجميعها وتكسيرها وطحنها، واستخدامها كمصدر لتقوية العظام، لاعتبارها مصدر غنى بالكالسيوم.
وأوضح العبد ، فى الخارج، لا يوجد قطعة من الحيوانات يتم التخلص منها، بل يتم تعظيم الاستفادة من كل المخلفات، قائلا: "كرش الحيوان"، به بعض متبقيات الأطعمة والتى عادة تزن 5 كيلو جرام، ولأنها تضم مجموعة من العصارات والأعلاف، لا يتم إهدارها، بل تجمع وتستخدم كمصدر للأسمدة الزراعية، هذا بخلاف الحيوانات التى يتم ذبحها فى المجازر كمصدر للحوم، يتم عمل "مسحوق اللحم"، ويتم الاستفادة منها لأنها غنية بالفيتامينات والأحماض الأمينية.
وأكد عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين ،على أهمية أن يتم معاملة المخلفات حراريا، للقضاء على أى أمراض أو فيروسات أو بكتيريا ضارة قد تتواجد بها، لافتا إلى أن هناك تطور تشهده تلك الصناعة، لكن تحتاج إلى التوسع، مضيفا: أن حجم صناعة الدواجن فى مصر كبير جدا، حيث تنتج أكثر من مليار و200 مليون طائر سنويا، وبالتالى فى حال استخدام مخلفات كل هذا العدد فى المجازر، سيوفر مليارات الجنيهات للدولة، مشيرا إلى أن تطوير المجازر يعظم من استخدام المخلفات، خاصة أن جميعها يعانى من ضعف البنية التحتية.
فى سياق مُتصل، قال الدكتور خالد العامرى ، نقيب الأطباء البيطريين، إنه لتطوير تلك الصناعات الخاصة بمخلفات الذبائح، لابد من تحويل المجازر إلى مدينة كاملة تضم مصانع صغيرة متخصصة فى المخلفات البيطرية، مضيفا: إن حيوان مثل البقرة، نجد أن الشئ الوحيد الذى لا يمكننا الاستفادة منه، هو "الصوت"، لكن باقى جسدها من جلود ومخلفات ودم وعظم وأظلاف، يدخل إلى المصانع ويتم إعادة تدويرها، مؤكدا على ضرورة إحداث نمو فى هذا القطاع، من خلال تطوير المجازر، معددا المساحيق التى يمكن تصنيعها من تلك المخلفات، فى: مسحوق الدم، الريش، العظام، اللحم، بجانب ضرورة تطوير صناعة الجلود والصوف والوبر والشعر.
وأوضح نقيب البيطريين، أنه من الممكن أن يتم عمل تصور لإلحاق مصنع خاص بالخيوط الجراحية، بمجازر الأغنام، والتى ستعتمد فى ذلك على الأمعاء، على أن يتم ذلك وفق معايير عالمية تسمح بتصدير المنتج النهائى للخارج، وتصبح دخلا إضافيا للدولة، مضيفا: كما أن تدوير العظام من الممكن أن يوفر الكثير، حيث يتم استيراد " مونو كالسيوم فوسفات"، و"داي كالسيوم فوسفات" بكميات كبيرة، وهى مواد يتم إضافتها للأعلاف، وهناك دولتين فقط يصدرونها لمصر هما: تونس وتركيا، والذين باتوا يتحكمون فى ذلك السوق بشكل كبير، لأن أغلب الدول تحتفظ بتلك المواد للثروة الحيوانية لديها فقط.
من جانبه، قال الدكتور سامى طه، نقيب الأطباء البيطريين السابق،: المجازر فى الدول المتقدمة، ليست مجرد مكان للذبح أو السلخ، بل مكان صحى ومصنع للاستفادة من المخلفات، وأحد العلماء الألمان قال: نحن نستفيد بالحيوان ولا نفقد غير صوته، فالحيوان بعد ذبحه، يصبح عبارة عن لحوم، وما لا يقل عن 11 نوع من المخلفات، يبدأ من الجلود سواء المواشى أو الأغنام التى يصنع منها ملابس أسعارها تفوق نظيرتها من باقى الحيوانات المتعارف عليها، والعظام والأظافر التى تدخل فى صناعة السيراميك، لأن العظام غنية بالكالسيوم والفوسفور، وهاشة وبالتالى تصبح ذات وزن خفيف.
وتابع طه قائلا : كما أن الكيس المرارى الملتصق بالكبد، يستخدم فى الصبغات، والأمعاء يتم استخدامها فى الخيوط الجراحية، حتى ما هو داخل كرش الحيوانات يتم استخدامها كمخصبات طبيعية فى الزراعة العضوية أو الحيوية، المجازر فى الخارج عبارة عن مصنع متكامل، لكن كل ذلك يحتاج إلى تأهيل المجازر الموجودة فى مصر، خاصة أن لدينا حوالى 500 مجزر، المؤهلين منهم لا تتعد أعدادهم 10 مجازر فقط، رغم أنه يمكن تحويل المجازر إلى ثروة، حال تأهيلها والاستفادة من كافة المخلفات الموجودة بها.