بسبب اقتراح بيع مقاتلات إلى تايوان.. أزمة جديدة بين أمريكا والصين
السبت، 17 أغسطس 2019 06:00 م
أحال البيت الأبيض إلى الكونجرس اقتراحا لبيع طائرات إف-16 متطورة بكلفة 8 مليارات دولار لتايوان، في خطوة من شأنها أن تثير غضب الصين، حسب ما أعلن سيناتور أمريكي .
واعتبر السيناتور الجمهوري في لجنة الشؤون الخارجية ماركو روبيو قرار الإدارة إرسال طلب تايوان لشراء 66 طائرة من طراز إف-16 للكونجرس للموافقة عليه "خطوة مهمة لدعم جهود الدفاع الذاتي لتايوان".
وطلبت تايوان هذه المقاتلات في وقت سابق من العام الجاري، وينبغي مراجعة طلب البيع من قبل وزارة الخارجية والبنتاجون، ومن ثم الموافقة عليه من قبل لجنتي العلاقات الخارجية بمجلسي الشيوخ ومجلس النواب قبل العودة إلى وزارة الخارجية، للحصول على الموافقة النهائية.
وتعترف الولايات المتحدة بسلطة الصين على تايوان، إلا أن بكين استاءت من العلاقات الوثيقة بين واشنطن والجزيرة الديمقراطية التي تتمتع بحكم ذاتي.
وتعتبر الصين تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، ويحكم الجزيرة نظام منافس بعد سيطرة الشيوعيين على الحكم في الصين القارية عام 1949، في أعقاب الحرب الأهلية الصينية.
وقطعت واشنطن علاقاتها الدبلوماسية مع تايبيه عام 1979 للاعتراف ببكين، لكنها تبقى أقوى حلفائها والمصدر الأول لتزويدها بالسلاح.
وفي السنوات الأخيرة، حاذرت واشنطن من إبرام صفقات سلاح كبيرة مع تايوان خشية إثارة غضب الصين، لكن الرئيس دونالد ترامب سعى إلى تعزيز العلاقات بالجزيرة، وأبدى استعداداً أكبر لبيعها منظومة تسلح متطورة.
وتمتلك تايوان بالفعل أسطولا من مقاتلات اف-16 اشترتها في عام 1992، وخضعت لعدة تحديثات مهمة.
وقد أعلنت الصين، الشهر الماضي، أنها ستفرض عقوبات على شركات أمريكية ضالعة في بيع أسلحة إلى تايوان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جينج شوانج، في بيان، إن "مبيعات الأسلحة الأمريكية لتايوان تشكل انتهاكا خطيرا للقواعد الأساسية للقانون الدولي والعلاقات الدولية"، دون أن يوضح طبيعة العقوبات المزمعة.
فى سياق آخر كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اقترح عقد "لقاء شخصي" مع الرئيس الصيني، شي جينبينغ، لمناقشة الأزمة السياسية التي تغمر هونغ كونغ.
وكان مستشار ترامب للأمن القومي، جون بولتون، قد حذر الصين الأربعاء بأن تتعامل "بعناية" مع ما يحدث في هونغ كونغ، "لأن الناس في أمريكا لا يزالون يتذكرون أحدث ميدان تيانانمين".
وأشار إلى أن تكرار الحملة العسكرية التي حدثت في عام 1989 لقمع احتجاجات قادها طلاب في الصين سيكون "خطأ كبيرا"، بحسب ما قاله لصوت أمريكا.
وقال ترامب في تغريدة إنه "لا شك" لديه في أن شي يستطيع "حل مشكلة هونغ كونغ بطريقة إنسانية" وربط ترامب بين الاحتجاجات والاتفاق التجاري مع بكين، مع استمرار التوتر التجاري بين البلدين.
وقال: "تريد الصين بالطبع عقد اتفاق. فليعملوا إذن مع هونغ كونغ بإنسانية أولا" وتأتي تعليقات ترامب في أعقاب أسابيع من احتجاجات عاصفة مؤيدة للديمقراطية، أدت إلى اندلاعها معارضة مشروع قانون لترحيل المجرمين إلى الصين.
ويخشى منتقدون من أن تفضي معارضة مشروع القانون بهونغ كونغ إلى الوقوع تحت سيطرة الصين.
وقد علق مشروع القانون، لكن الاحتجاجات تطورت إلى حركة واسعة النطاق موالية للديمقراطية.
وهونغ كونغ جزء من الصين يعامل بناء على النموذج الذي يعرف بـ"بلد واحد ونظامين"، والذي يمنحها قدرا كبيرا من الحكم الذاتي.
ولهونغ كونغ نظامها القانوني والقضائي الخاص بها، كما أنها تتمتع ببعض الحريات، التي لا توجد في بقية أنحاء الصين.