كواليس التصعيد الأمريكي الجديد ضد الصين.. الأسباب والنتائج
السبت، 10 أغسطس 2019 09:00 ص
فى تصعيد جديد للحرب التجارية القائمة بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية والصين، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن بلاده غير جاهزة لتوقيع اتفاق تجاري مع الصين، وفى لغة تهديد أشار إلى إمكانية إلغاء جولة مفاوضات جديدة بين البلدين مقررة سبتمبر القادم في واشنطن، حيث قال في البيت الأبيض قبل أن يغادر إلى نيوجيرسي في إجازة قائلا: "لسنا جاهزين لتوقيع اتفاق، لقد نددنا بقيامهم بالتلاعب سنرى إذا كنا سنبقي اجتماعنا في سبتمبر، إذا فعلنا ذلك سيكون ذلك جيدا وإذا لم نفعل سيكون جيدا أيضا، مضيفا، واشنطن تمسك بكل الأوراق في هذه المفاوضات التجارية.
ومنذ 10 أيام تصاعد التوتر بين بكين وواشنطن منذ نحو 10 أيام بعد قرار ترامب فرض رسوم جمركية جديدة على كل الواردات من الصين اعتبارا من أول سبتمبر، بعد أن قررت وزارة الخزانة الأمريكية لأول مرة منذ عام 1994 تصنيف الصين متلاعبا بالعملة، حيث يضع القانون الأمريكي 3 معايير لتعريف التلاعب بالعملة بين الشركاء التجاريين الرئيسيين: امتلاك فائض كبير في ميزان المعاملات الجارية العالمي، ووجود فائض تجاري كبير مع الولايات المتحدة، والتدخل المستمر من جانب واحد في أسواق الصرف الأجنبي، وبهذا القرار نقل النزاع التجاري إلى منطقة غير مدروسة وتضيف إلى عمليات البيع المحموم في الأسواق المالية العالمية، وجاء هذا الإعلان بعد ساعات من سماح الصين لعملتها بكسر مستوى دعم مهم لتسجل أدنى مستوى في 11 عاما، في مؤشر على أن بكين ربما تكون راغبة في السماح بالمزيد من الانخفاض في اليوان، مع تهديد واشنطن بفرض المزيد من الرسوم الجمركية.
وقد انخفض اليوان 2.3 % خلال 3 أيام منذ إعلان الرئيس الأمريكي المفاجئ في الأسبوع الماضي بأنه سيفرض رسوما جمركية بنسبة 10 % على واردات صينية قيمتها 300 مليار دولار اعتبارا من 1 سبتمبر، ويأتي القرار الأمريكي بتصنيف الصين متلاعبا بالعملة بعد أقل من 3 أسابيع على إعلان صندوق النقد الدولي أن قيمة اليوان تتماشى مع العوامل الاقتصادية الأساسية للصين، بينما يزيد الدولار الأميركي عن قيمته الفعلية بنسبة بين 6 و12 %.
وعندما أصبح ترامب رئيسا بدأت الحرب التجارية بزيادة الرسوم على واردات الحديد بنسبة 25% وعلى واردات الألومينيوم بنسبة 10%، وتأثر بذلك الأمر الكتير من الدول بما فيها حلفاء الولايات المتحدة وليس الصين فقط التى تحتل المرتبة الخامسة فى تصدير الحديد والألومينيوم الى الولايات المتحدة، أما والدول الأربع الأولى المصدرة لهما هى كندا والمكسيك وكوريا الجنوبية والبرازيل، ونتيجة لذلك هددت كندا بزيادة الرسوم على وارداتها من الولايات المتحدة أيضا, هذا ما صرح به الدكتور رشاد عبده.
وهذه الإجراءات تستهدف الصين بزيادة الرسوم لأنها تصدر عددا ضخما ومتنوعا من المنتجات الى الولايات المتحدة فى حين أن وارداتها منها ضعيفة للغاية مما جعل كفة الميزان التجاري ترجح لصالح الصين، وتهدف الولايات المتحدة من زيادة الرسوم الى دفع الصين الى شراء المزيد من المنتجات الأمريكية، وهناك سبب آخر وراء هذه الحرب التجارية التى شنتها الولايات المتحدة وهوان الصين تسرق أفكار المنتجات التي تبتكرها شركات أمريكية و تطورها و تبيعها بأسعار منخفضة.
وحثت الولايات المتحدة الصين على احترام حقوق الملكية الفكرية للشركات الأمريكية. وتزعم الولايات المتحدة أن الصين تنتهج سياسات تجبر الشركات الأمريكية على نقل التكنولوجيا الى الشركات ألصينية لذا يتمثل أحد شروطها لانهاء الحرب التجارية فى اقلاع الصين عن هذه الممارسات، وتبلغ قيمة ما فرضته الولايات المتحدة من رسوم إضافية ستين مليار دولار.
وردت الصين على ذلك برفع الرسوم على بعض الواردات مثل فول الصويا. وفرضت هذه الرسوم على الواردات من كافة الدول مما سيكون له أثر سلبى على قدرات هذه الدول الشرائية وفى المقابل سيكون لهذا أثر سيء على الصادرات الأمريكية . فعلى سبيل المثال قد تنخفض واردات أوروبا من المركبات الأمريكية، وقد وضعت الولايات المتحدة حواجز جمركية حتى مع الدول التى تربطها بها اتفاقيات تجارية مثل دول الNAFTA وهى الدول الأعضاء فى اتفاقية التجارة الحرة بين دول أمريكا الشمالية، وكذلك دول الاتحاد الأوروبى . وهذا يمثل انتهاكا لحرية التجارة ومخالفة للوائح منظمة التجارة العالمية . فالسياسات الحمائية تضر بالجميع.