اللي من نصيبك لابد يصيبك

الأربعاء، 14 أغسطس 2019 02:09 م
اللي من نصيبك لابد يصيبك
شيرين سيف الدين

 
 
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فَقَالَ: «يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَن يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَن يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ».
 
كلما شعرت بالقلق من شئ ما أو من شخص ما تذكرت ذلك الحديث المطمئن، وشعرت بالاستقواء بالله فهو القادر فوق عباده وهو الرزاق، وليس العباد إلا وسائل لإيصال الرزق والمساعدة ، أو أدوات للبطش إن أراد الله استخدامهم .
 
كم من موقف مر بنا في الحياة شعرنا فيه بقلة الحيلة والعجز عن التفكير وكان أمر الله نافذ وبيده التدبير ؟ كم من موقف كنا عليه شهودا وتتمثل فيه قدرة الله العظيمة على أن يرزق محتاجا أو ينصر مظلوما أو يساعد مأزوما بغير حول منه ولا قوة؟.
 
أتذكر منذ عدة سنوات طلبت مني إحدى السيدات مساعدة ابنها حديث التخرج في إيجاد عمل يناسب شهادته واللغات التي يجيدها بالبحث ضمن معارفي عن من يفيد في هذا المجال، وما حدث أنه وسبحان الله في نفس ذات اليوم سألني أحد الأشخاص إذا كنت أعرف خريج جديد بنفس مواصفات ذلك الشاب لخلو وظيفة جيدة في شركتهم واحتياجهم بشكل عاجل لشغلها، حينها لم يستوعب عقلي الموقف فسبحان من جعلني حلقة وصل بين هذا وذاك، وبالفعل تم التواصل بين الطرفين ووقع الاختيار على ابن تلك السيدة دون أقل مجهود مني سوى أنني كنت وسيلة التقاء وجه الله إليها أصحاب الحاجة كي تتم ، فعلا أليس أمر الله نافذا !
 
منذ أيام توقفت عند حدث مختلف يؤكد أن رزق الإنسان آتى لا محالة دون أدنى جهد، صديقة لي فقدت قطعة ذهبية ثمينة بعد قضائها يوم على حمام السباحة في "كومباوند" صديقة أخرى، واكتشفت فقدان تلك القطعة بعد عدة أيام ولم تكن تعلم هل ضاعت في المنزل أم في ذلك اليوم؟.. ووعدت حينها عمال النظافة في ذلك المكان بمقابل مادي حال العثور عليها، وبعد عدة أيام عثرت عليها في المنزل بعد فقدانها الأمل، ومن فرط سعادتها ما كان منها إلا أن قررت إعطاء المبلغ الذي وعدت به هؤلاء العمال على سبيل الصدقة أو "حلاوة" العثور على تلك القطعة الثمينة، والحكمة هنا أن لهؤلاء العمال رزقا عند تلك المرأة التي لم ترهم من قبل، وربما لن تراهم مجددا ولا تسكن في نفس مكان عملهم ، وكانت الصدفة وحدها أو أمر الله بمعنى أصح هو مسبب الأسباب .
 
في المقابل تجد أشخاصا يحاولون بشتى الطرق الحصول على مال أو وظيفة أو تحقيق حلم معين ويساعدهم أشخاص ذوو نفوذ وتبوء محاولاتهم بالفشل .
 
وكثيرا ما نسمع عن شخص في وظيفة معينة أو في الحياة عموما حاول البعض كسره أو إيذاءه، لكن عناية الله أنقذته وجعلت تدبيرهم في تدميرهم هم، بل على العكس قد ينصر الله ذلك المظلوم والمُحاك له الشر و يجعل خططهم سببا في إعلاء شأنه بعكس ما كان مُخَططا له ، ولو كانت الحسبة بعقل البشر ونظرهم لكانوا تأكدوا أن أمر إيذائه منته لكن هيهات فيد الله دائما هي العليا ، وحقا حين تظن أن كل شيء كاد أن ينتهي يخلق الله لك مخرجا لتبدأ من جديد .
 
لذا وبمناسبة هذه الأيام الكريمة أحببت أن أذكر نفسي وأذكر من يقرأ كلامي بأن نتوكل جميعنا على الله وأن نطمئن مادمنا على الحق وما دمنا من ذوي النفوس النظيفة فكيف نقلق وقد وعدنا الله قائلا (وعزتي وجلالي لأدبرن الأمر لمن لا حيلة له حتى يتعجب أصحاب الحيل ) فقط علينا أن نستعين به وحده عند الشدائد وأن نحفظ كرامتنا مهما كانت حاجتنا  ، فرزق الله لا ينفذ وعدله سبق ظلم البشر وعطاؤه فوق الجميع وهو المطلع والقادر فوق عباده لذا فلنهدأ ولنتأكد أن ما كان من نصيبنا لا بد أن يصيبنا .
 

 

تعليقات (4)
ونعم بالله
بواسطة: Fadi
بتاريخ: الأربعاء، 14 أغسطس 2019 03:04 م

عندك حق في كل كلمة

اللهم بك نستعين
بواسطة: هند
بتاريخ: الأربعاء، 14 أغسطس 2019 03:06 م

استعنا بك يا الله فعلا هو القادر فوق عباده

الله بجد
بواسطة: خالد
بتاريخ: الأربعاء، 14 أغسطس 2019 03:52 م

محتاجين من نوعية المقالات دي كتير زهقنا من السياسة والفضائح والمشاكل بجد شابووووو

ماشاء الله
بواسطة: نجوى
بتاريخ: الخميس، 15 أغسطس 2019 03:14 ص

أفاض الله عليك من علمه الواسع وزادك عقلا وإدراكا كل كلمة أكثر من رائعة وتذكرنا فإن الذكرى تنفع المذكر

اضف تعليق