الجيش الليبي vs الميليشيات.. وهذا موقف المجتمع الدولي
الأربعاء، 14 أغسطس 2019 09:00 ص
تجددت الاشتباكات بين الجيش الوطني الليبي والميليشيات التابعة لحكومة الوفاق الوطني بعد انتهاء هدنة لمدة يومين خلال عيد الأضحى، حسبما قال مسؤولون ليبيون، بعدما اقترحتها الأمم المتحدة، وهي الأولى منذ بدأت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، هجوما في أبريل الماضي على طرابلس، لاستعادتها من قبضة الميليشيات المتطرفة.
ومع بدء الاشتباكات نفذ الجيش الوطني الليبي عدة غارات جوية خلال الليل، على المشارف الجنوبية لطرابلس، ركزت على الطريق الذي يربط مركز المدينة بالمطار القديم المدمر الذي سيطر عليه الجيش في أبريل، فضلا عن أحياء وادي الربيع، وخلفة الفرجان وسوق الجمعة، وردت الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق الوطني بقصف قوات الجيش الوطني في الضواحي الجنوبية والشرقية من العاصمة.
وبدأت قوات الجيش الوطني الليبي هجوما في أبريل لاستعادة طرابلس، التي باتت تحت سيطرة ميليشيات متطرفة تأتمر بأوامر حكومة السراج، وحين قدم المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة طلب إحاطة إلى مجلس الأمن الثلاثاء الماضي، فوضعت هذه الإحاطة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج في موضع صعب ومأزق سياسي، بحسب ما كشف كشف السياسيون الليبيون أن المخطط القطري التركي يلفظ أنفاسه الأخيرة في ليبيا، خاصة مع إظهار حقيقة أن المليشيات الداعمة للسراج أضحت في مأزق واضح بعد أن اقتربت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر من الوصول إلى قلب العاصمة طرابلس.
وقد استغلت الميليشيات الليبية مطار معتيقة في أعمال عسكرية فضلا عن انتهاكات وجرائم حرب قامت بها مليشيات طرابلس، بحسب ما قال غسان سلامة المبعوث الأممي في ليبيا، وقد تضمنت الإحاطة تضمنت لمليشيات "الوفاق" بالتحالف مع مقاتلين متطرفين، وكذلك استخدام مطار معيتيقة لأغراض عسكرية، وبهذا رفع مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة الغطاء عن حكومة السراج، وثبّت التهم التي توجهها لها بشكل مستمر مؤسسة الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
حكومة السراج كانت تعول على رد فعل إيجابي من مجلس الأمن، خاصة بعد الجهود المضنية من وزير خارجيته محمد سيالة، الذي لم يكل ولم يمل من مخاطبة مجلس الأمن بإصدار مشروع قرار في صالح حكومة المليشيات، بحسب المحلل السياسي الليبي عبدالحكيم معتوق، الذى يرى أن إحاطة غسان سلامة كانت إحاطة تقنية قال ما يفترض أن يقوله أي موظف أممي، وسينتهي دوره مع دخول الجيش إلى طرابلس وينتهي دور المبعوثين جميعا.
وقد بات المجتمع الدولي في موقف حرج كبير وضعه فيه السراج وحكومته لاعتبارين، هما المنصات الإعلامية والسياسية تلح على أن اتفاق الصخيرات الذي لم يضمن في الإعلان الدستوري، وهذه الحكومة التي شرعنت لم تحصل على ثقة البرلمان، إضافة إلى أن هذه الحكومة وضعت من كان يقف معهم في حرج بتحالفهم مع القاعدة وداعش، ومليشيات تهريب البشر والوقود، كما أن المجتمع الدولي غير موقفه من حكومة المليشيات ولكنه لم يعد قادرا على سحب الاعتراف بحكومة السراج، وترك الفرصة لها لتتآكل من الداخل، وكشف معتوق أن هنالك صدامات حادة ما بين السراج وحكومته وبين تيار الإسلام السياسي المتمثل في جماعة الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة.