بكين vs واشنطن.. الاقتصاد العالمى بين مطرقة التنين الصينى وسندان النسر الأمريكى
الثلاثاء، 13 أغسطس 2019 09:00 ص
زادت المخاوف العالمية من أن تؤدى الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى ركود فى الاقتصاد العالمي، بحسب ما قال بنك جولدمان ساكس، الذي عبر عن خيبه آملة بأنه لم يعد يتوقع التوصل لاتفاق تجاري بين أكبر اقتصادين في العالم قبل الانتخابات الرئيسية الأمريكية في 2020.
وأرسل بنك جولدمان ساكس العالمي مذكرة إلى عملائه قال فيها "نتوقع سريان تعريفات تستهدف باقي الواردات الأمريكية من الصين، التي يبلغ حجمها 300 مليار دولار، و إنه سيخفض توقعاته للنمو في الولايات المتحدة خلال الربع الرابع بواقع 20 نقطة أساس إلى 1.8 %، في تأثير أكبر مما كان متوقعا للتطورات في التوترات التجارية.
يأتي ذلك بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أول أغسطس أنه سيفرض تعريفة جمركية تبلغ 10% على دفعة أخيرة من الواردات الصينية يبلغ حجمها 300 مليار دولار في أول سبتمبر، مما دفع الصين إلى وقف شراء المنتجات الزراعية الأمريكية، كما أعلن واشنطن أن بكين تتلاعب بالعملة، إلا أن الأخيرة تنفى التلاعب فى اليوان لتحقيق مكاسب تنافسية، فيما تدور الحرب التجارية بين واشنطن وبكين حول عدة قضايا مثل التعريفات الجمركية والدعم والتكنولوجيا والملكية الفكرية والأمن الإلكتروني إلى جانب أمور أخرى.
ومع اشتعال الحرب منذ أول أغسطس ظل الدولار في موقف دفاعي في مواجهة الين، الذي يعتبر ملاذا آمنا، في الوقت الذي يبدو فيه أن النزاع التجاري بين الصين والولايات المتحدة سيستمر دون تسوية في الأفق، بينما تسببت عطلات في اليابان وسنغافورة في أن تصبح التداولات هزيلة جدا، وما زال الارتباك مستمرا بعد أن قال الرئيس الأمريكي، الجمعة، إنه ليس مستعدا لإبرام اتفاق مع الصين حتى أنه شكك في عقد جولة من المحادثات التجارية في سبتمبر.
وقد تراجع الدولار قليلا إلى 7.0925 يوان في المعاملات الخارجية، بعد أن حدد البنك المركزي الصيني السعر اليومي لليوان عند مستوى أقوى من توقعات السوق، وقد ساهم ذلك في تهدئة بعض المخاوف من أن بكين ستستخدم عملتها كسلاح في حربها التجارية مع الولايات المتحدة، وقبل أسبوع، سمحت الصين للعملة بالتراجع لأقل من سبعة يوانات للدولار للمرة الأولى منذ عام 2008، وهو ما رآه البعض كمسعى لمواجهة الرسوم الأميركية. وضغط التغيير على عملات الأسواق الناشئة في سائر آسيا ودعم الين.
وتراجع الدولار مقابل الين إلى 105.40 لتظل قرب أدنى مستوى في سبعة أشهر، البالغ 105.25 الذي سجلته يوم الجمعة الماضى، كما انخفض اليورو إلى 118.16 ين، قرب أدنى مستوياته منذ أبريل 2017، وعلى نحو مماثل، تراجع الجنيه الإسترليني لمستويات لم يشهدها منذ 2016 عند 126.69 ين، بعد أن نزل ما يزيد عن ثمانية ينات في أكثر قليلا من أسبوعين، فيما وبلغ الإسترليني في أحدث تعاملات 1.2020 دولار ويتطلع لمستوى دعم عند 1.1979 دولا،ر وهو ما يمثل أدنى مستوى منذ يناير 2017، كما ارتفع اليورو قليلا مقابل الدولار إلى 1.1207 دولار.