يوم السكان الأصليين.. العالم يحتفل بـ 370 مليون نسمة

 

يوافق اليوم العالمي للشعوب الأصلية 9 أغسطس من كل عام لتعزيز وحماية حقوق السكان الأصليين في العالم، يقر هذا الحدث أيضا بالإنجازات والمساهمات التي يقوم بها الشعوب الأصلية لتحسين القضايا العالمية كحماية البيئة، وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة عن هذا اليوم في ديسمبر 1994 لتخليد ذكري أول اجتماع لفريق عمل الأمم المتحدة المعنى بالسكان الأصليين التابع للجنة الفرعية لدعم وحماية حقوق الإنسان عام 1982.

 

سكان أصليين

 

وهناك ما يُقارب 370 مليون شخص ينتمون للسكان الأصليين للعالم، موزعين بين 90 دولة مختلفة فى قارات العالم أجمع، يتكونون من 5000 مجموعة أو أكثر من الأعراق والألوان المختلفة فى شكل مجتمعات لها لغاتها الخاصة، بل ولها ثقافتها الفريدة من نوعها والمستقلة بذاتها عن البلاد التى تعيش فيها تلك المجتمعات.

 

وتنفصل هذه المجتمعات ثقافيًا وحضريًا ومجتمعيًا عن البلاد التى تعيش فيها، الآن، فعلى الرغم من كونهم السكان الأصليين، فإنهم منعزلون تمامًا بعد احتلال أراضيهم ومناطقهم من قِبل مستعمر آخر، فالساكن الأصلى للبلاد نشأ على أرضها، لتصبح لديه حقوق تاريخية فى الإقامة فيها، على عكس المستعمر أو المستوطن الذى انتقل إلى أراضٍ أخرى لأغراض توسعية أو سياسية أو اقتصادية.

 

ويمثل السكان الأصليون 5% من نسبة سكان العالم، يتحدثون الآلاف من اللغات المختلفة، وهناك بضع مئات من قبائل السكان الأصليين لم يُسمع عنهم ولم يُعرف عنهم أى معلومات حتى الآن، وذلك لأنهم لم يستطيعوا الوصول إلى العالم الحضرى كما فعل الآخرون، كما ضاعت هوية بعضهم بعد نقلهم جبريًا من مواطنهم الأصلية وحرمانهم من استخدام لغتهم الأصلية، وتجريدهم من كل مهاراتهم الفريدة مثل الصيد والزراعة.

 

سكان

 

ويُعانى السكان الأصليون من الاضطهاد بشكل مستمر من قبل حكومات بعض الدول، والتمييز العنصرى تجاههم وعدم الاعتراف بهم، فبعض الدول مثل أستراليا والولايات المتحدة على سبيل المثال ترفض منحهم شهادات ميلاد تُثبت هويتهم أو تُثبت جنسيتهم، كما تحرمهم تمامًا من استخدام لغتهم ولا تعترف بها، والبعض الآخر يهجرهم قسريًا من أراضيهم ويبيعها للمستثمرين الأجانب على سبيل المثال.

 

 

الهنود الحمر فى أمريكا
ربما يعرف الكثيرون منّا قصة الهنود الحمر، السكان الأصليين للقارة الأمريكية قبل اكتشافها، وبالطبع مع كل  تلك الدعاية الإعلانية المختلفة من أفلام إلى برامج ومسلسلات أصبح الكثيرون حول العالم على دراية بتاريخ الهنود الحُمر وعلى دراية بالتمييز العنصرى الذى يتعرضون إليه فى الولايات المتحدة، وعلى الرغم من أن توصيفهم بـ"السكان الأصليين" لا يُعجبهم، بل لا يعجب أى فرد من السكان الأصليين، إذ إن لكل مجموعة أو مجتمع أو قبيلة منهم اسم معين له تاريخ منحدر من قدم الأزل منذ نشأتهم على الأرض، وربما اسم بلغتهم الخاصة التى يعتزون بها على الرغم من حرمانهم من استخدامها، فمصطلح السكان الأصليين فى أستراليا يعنى مجموعة من سكان بعض المناطق المهمشة فى أستراليا، ولا يعنى لأستراليى اليوم أنهم سكان القارة الأوائل.

 

 

أستراليا

يعود تاريخ الأستراليين الأوائل أو السكان الأصليين لأستراليا قبل 50 ألف عام فى الماضي، إلا أنهم يشكلون الآن 3% من سكان أستراليا، وهو ما يعادل نصف مليون نسمة تقريبًا، عندما تراهم من الممكن أن تظنهم مجموعة من الأفارقة المهاجرين، إلا إذا دققت فى ملامحهم ستجد أنهم يختلفون كثيرًا عن ملامح سكان إفريقيا، فهم يتمتعون ببشرة سوداء كذلك، إلا أن لهم دومًا وجوهًا كبيرةً وأنفًا عريضًا قصيرًا وشعرًا غير مجعد على عكس الأفارقة.

 

يعتبر سكان أستراليا الأصليين من أكثر الثقافات والأعراق حفاظًا على نفسها عبر التاريخ، فهم من بين قلة من السكان الأصليين ما زالوا موجودين ومحتفظين بشكلهم الأصلى وبعاداتهم الثقافية وحتى بالأديان التى يؤمنون بها، بل ما زال منهم من يحتفظ بأساليب حياته القديمة، كالصيد من أجل الحصول على الطعام، إلا أن كل ما سبق تقريبًا يواجه تهديد الانقراض، وهذا ليس الآن فحسب، بل منذ تاريخ الاستعمار البريطانى لأستراليا.

 

تعرض الأستراليون الأصليون فى الماضى إلى العديد من التصفيات الدموية، وما زالوا يتعرضون اليوم إلى اضطهاد عرقى وتمييز عنصرى من قبل الأستراليين البيض، بل إن بعض الأستراليين ساكنى أستراليا اليوم يظنون أنه لم يعد هناك أى أسترالى أصلى مُتبق.

 

اليابان

في 2008، أقرت السلطات اليابانية، بأن شعب اليابان الحالي ليسوا يابانيين في الحقيقية، وأن هناك شعب آخر له لغته وثقافته وديانته الخاصة، والتي تختلف كلها عن تلك السائدة الآن بين الشعب الياباني.

 

سكان اليابان الأصليون

 

وفي خطوة اعتبرت مُفاجئة، اعترفت الحكومة اليابانية بأنّ السُكّان الأصليين لأرض اليابان، هُم شعب “الآينو”، كما أنّ البرلمان الياباني ألحق الاعتراف بتمرير قانون اعترف بدوره أنّ الآينو لهم لغتهم الخاصة ودينهم الخاص وثقافتهم الخاصة. ورغم ذلك، لم يأتِ اعتراف الحكومة أو قانون البرلمان، بأي اعتذار للآينو عن قرون من الاضطهاد والتهميش، وعدم الاعتراف بهم كجماعة سُكّانية تمتاز بخصائصها الثقافية والعرقية المُختلفة عن باقي سُكان اليابان ذوي الأصل العرقي الواحد غالبًا.

تتار القرم
سلطت الأزمة الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا الضوء على سكان شبه جزيرة القرم، وخاصة تتار القرم الذين يرفضون انضمام الإقليم لروسيا، فمن هم تتار القرم المسلمون، وما تاريخ وجودهم في ذلك الإقليم، ويمثل تتار القرم نحو 12 في المئة من سكان شبه جزيرة القرم، ويبلغ عددهم نحو 243 ألف نسمة من عدد السكان البالغ مليوني نسمة في الإقليم، حسبما ذكرت شبكة "بى بى سى" البريطانية.

 

ويعد السكان من ذوى الأصول الروسية الذين تبلغ نسبتهم نحو 58 فى المئة هم أكبر عرقية تسكن الإقليم، وهو ما يفسر نتيجة التصويت لصالح الانضمام لروسيا، بينما يمثل السكان من الأوكرانيين فى الإقليم نحو 24 في المئة، وذلك وفقا لآخر إحصاء سكاني أجرته أوكرانيا منذ عام 2001.

 

أمازيغ

الأمازيغ هم السكان الأصليون لمنطقة شمال أفريقيا، ويعني لفظ الأمازيغ "الرجال الأحرار" ،وتمتد "الجغرافيا الأمازيغية" من واحة سيوة المصرية شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى الصحراء الكبرى جنوبا، ويوجد الأمازيغ في مالي وفي النيجر وشمال بوركينا فاسو، ويطلق أمازيغ الصحراء الكبرى على أنفسهم "الطوارق"، إضافة إلى جزر الكناري، التي لا تزال فيها مجموعات أمازيغية، تطلق على نفسها "الغوانش".

 

ويمتد تاريخ الأمازيغ إلى أكثر من 3000 سنة ولهم تقويم زمني خاص، ففى الزمن الأمازيغى، نحن الآن فى عام 2966.

 

 

الأمازيغ

 

تعرض الأمازيغ للتعريب، وتحولت لغتهم إلى لغة شفوية فقط وغير مكتوبة، ولم يتم التدوين بها إلا قبل سنوات قليلة لأول مرة فى التاريخ، كما فقد الكثير منهم هويته الأمازيغية إثر انخراطه فى المجتمع العربي، ونسى لغته الأصلية بعد أن تحول لسانه إلى لسان عربي، إلا أن الأمازيغ ما زالوا يحتفظون بعاداتهم الثقافية التى تختلف كثيرًا عن عادات أهل المغرب العربي.

 

كندا

سكان كندا الأصليين أو "الشعوب الأولية فى كندا" تضم "الأمم الأولى" منهم "الإنويت" (المعروفين لدى العامّة باسم "الأسكيمو")، وشعب "الميتي"، استعمال صفة "الهندي"، والإنويت أو الإسكيمو هم شعب يسكن شمال الكرة الأرضية، وتعنى الكلمة "الشعب الذى يأكل طعامه نيئًا"، هى كلمة أطلقها عليهم الأمريكيون الأصليون الآخرون ازدراءً، ويعيش الإنويت على صيد الحيوانات والأسماك بشمال شرق سيبيريا، يرتدون جلد وفراء الدببة، وكانوا لشدة انعزاليتهم يعتقدون أنهم الناس الوحيدون فى العالم.

 

الأسكيمو

 

لا يرى الكنديون الأصليون أنهم مواطنون كنديون، بل يرون أنفسهم محالفين لكندا فقط، إذ إنهم السكان الأصليين للبلاد قبل استعمار الأوروبيين، وحافظوا على جذورهم وثقافتهم المختلفة تمامًا عن الثقافة الأوروبية والمستقلة بذاتها عن الثقافة الكندية، وهو ما كلفهم الثمن باهظًا اقتصاديًا ومجتمعيًا، وأدى إلى عزلهم عن المجتمع الكندي.

 

على الرغم من أن السكان الأصليين لكندا يعيشون حياة ذات مستوى أقل بكثير مقارنة بالمواطنين الكنديين، فإن التشكيل الوزارى الليبرالى الأخير فى كندا تضمن وزيرين من السكان الأصليين كرسالة واضحة على اهتمام الحكومة الكندية بهم.

سكان أوروبا الأصليين ينحصرون فى إسبانيا
أوروبا كانت عبارة عن مجموعات مختلفة من السكان الأصليين منها شعوب "اسكندنافيا" ويسمون بالعرق السامى، كما أن هناك مجموعة من السكان الآخرين المسميين ويعتبرون أيضاً أنهم من السكان الأصليين "كالباسك" وهم الآن منحصرين فى شعوب شمال إسبانيا وجنوب فرنسا فقط بعد ندرة وجودهم.

مربى النمور هم السكان الأصليين بالهند
أما فى الهند فالعلامة الوحيدة التى تفرق بين السكان الأصليين والسكان الجدد هى سمة تربية النمور، فهناك مجموعة من القبائل على رأسهم قبائل "سوليغا"، والتى تسمح للنمور بالعيش وسطها وكأنها أحد أفراد المكان، وقال البعض أنهم يعتبروهم ألهة لذلك لم يعترضوا طريقهم ولم يحدث أى صراع بين السكان وهذه الحيوانات المفترسة.