كيف تفخخ «الإخوان» عقول الشباب لتنفيذ عملياتها الإرهابية؟
الخميس، 08 أغسطس 2019 08:00 م
في ظل غياب الوعي لدى بعض شباب مجتمعنا العربي، لا تزال التنظيمات الإرهابية تلعب على هذا الوتر الحساس من خلال عمليات «غسيل مخ»، لجذب واستقطاب الشباب المغيب صاحب الإيدلوجية القريبة من الفكر الإخواني، الأمر الذي يزيد من مخاوف نمط الإرهاب المنفرد الذي يقدم عليه هؤلاء كما حدث فى واقعة «معهد الأورام» التى راح ضحيتها 22 شهيدا و47 مصابا – بحسب آخر بيان لوزارة الصحة والسكان.
ومنذ ارتكاب العملية الإرهابية بمنطقة معهد الأورام على يد أحد العناصر التابعة لحركة حسم الذراع المسلح لجماعة الإخوان الإرهابية، خلال الأيام الماضية، لم يتوقف الحديث عن عملية استقطاب بعض الشباب لانضمامهم للجماعات المتطرفة ليصبحوا الإداة التي المستخدمة للنيل من المجتمعات العربية على خلفية اتباعهم سلوكيات معادية لمؤسسات والدولة ومتطرفة ضد المواطنين، ما يدفعه لارتكاب جرائم إرهابية وتنفيذ عمليات قتل جماعي للأبرياء.
وتظل الأسباب التي تقود الشباب لارتكاب مثل تلك العمليات الإرهابية، واحدة من أبرز التحديات التي تواجه أجهزة الدول والمجتمعات، لاسيما مع تزايد المخاوف من نمط الإرهاب المنفرد الذي أصبح ظاهرا بوضوح في العمليات الأخيرة، وكيفية التواصل مع ماوضعه قيادات الجماعات الإرهابية من أفكار عدوانية في عقول الشباب، الطامح في الحور العين، والذي استقر بوجدانه انه لاسبيل إلى الجنه ونعيمها إلا على جثامين ضحاياه.
وتثير مجموعة الهجمات والعمليات الإرهابية في الفترة الأخيرة الكثير من نقاط الاستفهام حول طبيعة مرتكبيها أو منفذيها، إذ أن معظمهم من الشباب فى مقتبل العمر، والبعض الآخر لا يزال في سن المراهقة، كما كشفت العديد من الوثائق المتعلقة بنصوص التحقيقات فى قضايا الإرهاب إلى جانب الأسلوب المعتمد في تنفيذها، ما يتوجب حتمية وإمكانية الأجهزة المعنية من الحصول بشكل سريع وعاجل على معلومات دقيقة تكشف نية الشخص في القيام بعمل إرهابي.
ويخضع الشباب المغيب إلى عمليات ممنهجة لـ «غسيل المخ»، والتلاعب القذر بأفكارهم بدءا لتشكيكهم في كافة معتقداتهم تمهيدا لترسيخ معتقدات ومصطلحات الفكر الإرهابي بعقولهمن وصولا إلى مرحلة التحكم التام فيهم وتجنيدهم لتنفيذ العمليات النوعية المختلفة، إضافة إلى استغلالهم في تجنيد واستقطاب شباب آخرين للانضمام إلى صفوفها فى محاولة لصناعة العناصر الانتحارية الشابة وإقناعهم بتنفيذ تلك الهجمات بل يصل الأمر إلى إقناعهم لتفجير أنفسهم لإيهام هذه العناصر بأنها ستنال الشهادة لتلحق بـ«الحور العين» في الجنة دون أن يدركوا أن الله ورسوله منهم براء.
من جانبه أوضح الخبير الأمني والاستراتيجي، اللواء مجدى البسيوني، أن عملية غسيل المخ تأتى من خلال الاعتماد على حزمة من المواصفات والسمات الشخصية من ضمنها الذكاء والفطنة من سن 12 عاما أي بعد سن التمييز للأطفال، عن طريق تدبير كافة الاحتياجات الشخصية للعنصر الإرهابي أو الشاب الذي وقع عليه الاختيار من مأكل وملبس ومشرب ومساعدات مالية شهرية تصل لأسرته كل شهر ثم رحلات ومعسكرات صيفية.
ووفقا لـ«البسيونى» - تتوالى المراحل الأهم لعمليات التجنيد والاستقطاب التى تتمثل في مرحلة «العزل التام» عن معارفه بصفة عامة وأسرته بصفة خاصة، وذلك بحجة العمل خارج المحافظة ويتم غرس ما يسمي بـ«اعتناق ثقافة الموت» التي تطور إلى لفظ «الاستشهاد فى سبيل الله» وليس لفظ «انتحاري»، ولا يدرب علي السلاح أو القنابل بل علي الأحزمة الناسفة ضمن مجموعات منفصلة لا يزيد عددها عن خمسة أو ما يُطلق عليه بـ«الخلايا العنقودية».
وتأتى مرحلة التدريب ، حيث إن التنظيمات الإرهابية تعتمد فى الفترة الراهنة على التقنيات التكنولوجية الحديثة في التدريبات وليس التلقائية التقليدية من خلال الاعتماد على التنكر والمفاجأة والمباغتة، حيث إن العنصر الإرهابي الذى يتحول بعد ذلك إلى «انتحارى» يُعد أداة تنفيذ فقط بالمقابل وليس ممولاَ أو مخططاَ أو مدبراَ وليس وسيطا وليس له دخل بتدبير الانتقال أو الإقامة بالشقق المفروشة والسيارات المسروقة بل هناك من يجهز له كل شىء ويزيل كل العوائق والموانع ويسهل له مسرح الجريمة ليقوم بتنفيذ جرمه وسط حشد بشرى كما حدث فى عملية «معهد الأورام» الإرهابية – الكلام لـ«البسيونى».
وفى مواجهة عملية استقطاب بعض الشباب في التنظيمات الإرهابية تواصل مؤسسة الأزهر الشريف مواجهة التطرف والإرهاب ونشر ثقافة السلام، انطلاقا من مسئوليته الدينية والعلمية والاجتماعية من خلال حزمة من الإجراءات تتمثل فى: «تطوير التعليم والدعوة وتجديد الخطاب الدينى، وتدريب الأئمة الوافدين، وعقد لقاءات حوارية مع الشباب فى مختلف المحافظات، وإرسال القوافل الدعوية والتوعوية والتكافلية للمناطق النائية».
وتتضمن أيضاَ: «إنهاء عدد من الخصومات الثأرية، وضبط الفتاوى، والمشاركة فى المؤتمرات والندوات داخل مصر وخارجها لمكافحة التطرف ونشر الصورة الصحيحة للإسلام، وسعى الأزهر إلى شرح الخطاب الدينى عبر العديد من الجولات في الداخل والخارج، والتأكيد فى كل الأوقات والمنابر على وسطية الدين الإسلامي واعتداله ورفض العنف والتطرف، والتأكيد على قيم السلام والتعايش والحوار».