"عبد العال" للبرلمان الأفريقي: ثورة 23 يوليو أول ثورة قامت للتحرر في القارة وانطلقت بعدها رياح الحرية والاستقلال
الإثنين، 05 أغسطس 2019 10:50 صمصطفى النجار
قال الدكتورعلى عبد العال رئيس مجلس النواب، في الكلمة الترحيبية أمام اجتماع لجنة التعاون والعلاقات الدولية التابعة للبرلمان الأفريقي، التى ألقاها بالنيابة عنه النائب طارق رضوان رئيس لجنة الشئون الأفريقية بالمجلس، عبر عن تقديره وترحيبه للكوكبة الرائعة من أبناء قارتنا الأفريقية العظيمة، الذين نعتز باللقاء معهم هنا على أرض بلدهم الثاني مصر.
وأضاف طارق رضوان، موجهًا الكلمة لرئيس لجنة التعاون والعلاقات الدولية التابعة للبرلمان الأفريقي، وأعضاء اللجنة ، أن العلاقات المتميزة بين بلداننا جميعا تحمل قواسم حضارية مشتركة، فجميعنا ننتمي إلى دائرة حضارية واحدة، ومصر دائماً ما تفتح ذراعيها للأشقاء حيث نتشاور ونتبادل الرؤى بشأن القضايا محل الاهتمام.
وتابع: "أود أن أنتهز فرصة هذا التجمع الأفريقي الفريد لكي أؤكد على إن انتماء مصر إلى إفريقيا قديم منذ فجر التاريخ، وازدهر مع قيام ثورة 23 يوليو، وهى أول ثورة قامت للتحرر فى أفريقيا، لتنطلق بعدها رياح الحرية والاستقلال، وتحقق لزعماء قارتنا حلم تحقيق القومية الأفريقية بتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية التى جمعتنا، ثم الاتحاد الأفريقى الذي تتشرف مصر برئاسته العام الجاري".
واستطرد في الكلمة الافتتاحية قائلًا: "ومن هذا الوعي والإدراك، لطبيعة الانتماء المصري لأفريقيا، نبع إيمان مصر بدورها وواجبها نحو قارتها.
وإن كان قد عانى الحضور المصري في أفريقيا من التذبذب لفترات من الزمن، إلا أن ثورة ٣٠ يونيو 2013، أعادت مصر بقوة إلى حاضنتها الأفريقية؛ حيث أكد الدستور المصري الذي تم الاستفتاء عليه بعد الثورة على انتماء مصر الأفريقي، وقد ترجمت لائحة مجلس النواب عمليا ذلك النص الدستوري بإنشاء لجنة للشئون الأفريقية، ضمن لجان المجلس المتخصصة، للمرة الأولى في تاريخ الحياة النيابية المصرية، وهي اللجنة التي أشرف برئاستها.
وصارح "عبدالعال" في كلمته التى ألقاها رئيس اللجنة الافريقية بمجلس النواب، ممثلي البرلمان الأفريقي بالقول بأن التوجه المصري الجديد تجاه القارة الأفريقية وبهذا الزخم يعود بشكل أساسي إلي الدور المحوري الذي اضطلع به الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي أدرك أهمية القارة الأفريقية لمصر، وأهمية مصر لأشقائها الأفارقة، فأصبحت ركائز السياسة الخارجية المصرية قائمة اليوم على فتح آفاق جديدة للتعاون الدائم مع أفريقيا، باعتبارها العمق الاستراتيجي الأكبر والأكثر أهمية لمصر، وبما يحقق استعادة مصر لدورها الفاعل فى محيطها الأفريقي.
وتشهد على ذلك زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي المتكررة إلى الدول الأفريقية، وحرص سيادته على المشاركة الدورية في القمم الأفريقية دون انقطاع، ومبادرة مصر إلى تأسيس الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التي تعني بالتعاون مع الأشقاء الأفارقة في مجالات التدريب والدعم الفني، والتي كانت تطويراً للصندوق الفني للتعاون مع أفريقيا، وهو ما يعكس الاهتمام المصري المستمر بنهضة القارة وتنمية شعوبها، والالتزام بتقديم كافة أوجه الدعم التي تحتاجها في هذا الصدد.
من جانبه، قال طارق رضوان، إنه على المستوى البرلماني، قام الدكتور علي عبدالعال بزيارة عدد من الدول الأفريقية وما تزال هناك زيارات أخرى عديدة مقرر لها أن تتم على مستوى القارة.
وأضاف أن انتماء مصر جغرافيًا وتاريخيًا لقارة أفريقيا هو من الثوابت التي تدفعنا لمزيد من التعاون ومواجهة التحديات التي تواجهنا إقليمياً ودولياً، وقد انعكس ذلك بشكل واضح في الأولويات التي حددتها مصر في ظل رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي، والتي يأتي في مقدمتها:
• تعزيز التكامل الاقتصادى والاندماج الإقليمى فى القارة، بما فى ذلك التركيز على مشروعات وبرامج البنية التحتية العابرة للحدود، باعتبارها السبيل لتحقيق تنمية القارة، بما يتماشى مع أهداف أجندة التنمية 2063.
• تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول الإفريقية، من خلال تطوير منظومتى الزراعة والتصنيع بالقارة. مع التأكيد على الدور المحورى لشباب ونساء القارة لتحقيق أهداف أجندة 2063.
• تطوير منظومة السلم والأمن الإفريقية، خاصة فى مجال إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، وترسيخ قيم الحوكمة والشفافية والمساءلة. وتشجيع القطاع الخاص والمجتمعى على المساهمة فى البرامج والمشروعات الإفريقية القارية.
• تعزيز التعاون مع الشركاء الدوليين، استناداً إلى مبادئ الاحترام المتبادل، وتحقيق المصلحة المشتركة، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية.
الحضور الكريم:
إن مصر عازمة على تعميق الشراكة السياسية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية مع أشقائها الأفارقة، ولديها إصرار على أن تقود دبلوماسية التنمية فى أفريقيا لتحل محل دبلوماسية التحرر الوطني التي قادتها مصر فى خمسينيات القرن الماضي.
مرة أخرى أرحب بكم في بلدكم الثاني مصر، متمنياً لكم طيب الإقامة.
أشكر لكم حسن الاستماع، وأتمنى لحضراتكم التوفيق في اجتماعات اللجنة.