بالحفاظ على الموارد الوراثية.. «الزراعة» تُجدد الاستراتيجية الوطنية للثروة الحيوانية والداجنة
الجمعة، 02 أغسطس 2019 09:00 ص
أصبحت تربية وتطوير وتحديث الثروة الحيوانية والداجنة، عِلماً واقتصاداً وتخطيطاً وتمويلاً، وقد انقضت الأيام والسنون، التى كانت عملية وقضية تربية الثروة الحيوانية، تتم بطريقة بسيطة ارتجالية وعشوائية، ونظراً للتطورات الهائلة، التى يشهدها العالم، فى هذا المجال الحيوى، وخاصة الزراعى والحيوانى، كان على مصر، أن تأخذ بهذه الطفرات التكنولوجية الحديثة، لتنمية وتطوير وتحسين ثرواتنا، من خلال الاستراتيجية الوطنية، للحفاظ على الموارد الوراثية الحيوانية.
ثروة حيوانية وداجنة متطورة
وتمتلك مصر ثروة حيوانية، تقدّر حسب آخر تقرير، صادر عن قطاع الثروة الحيوانية والداجنة، بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى بـ 18 مليون و250 رأس، منها 3.8 مليون رأس من الجاموس و4.7 مليون رأس من الأبقار و5.4 مليون رأس من الأغنام، و4.2 مليون رأس من الماعز، وحسب التقرير، تبلغ درجات الاكتفاء الذاتى، من اللحوم البيضاء حوالى 90%، واللحوم الحمراء 60% وبيض المائدة 100% ومن الألبان 80%، كما يبلغ الإنتاج المحلي، لعام 2018 من اللحوم، حوالى 198 ألف طن، مقابل حوالى 441 ألف طن من اللحوم المستوردة، بينما تحقق الاكتفاء الذاتي من ألبان الشرب السائلة، بجانب إنتاج 95% من الاحتياجات المحلية من اللقاحات البيطرية، وعلى مستوى الثروة الداجنة، تنتج مصر حوالى 1.6 مليون طن، حسب تصريحات الدكتورة منى محرز، نائب وزير الزراعة لشئون الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، وأن هناك آليات جديدة، وخطة متكاملة، تهدف لتحقيق أعلى إنتاجية، وزيادة المكاسب، وتقليل نسبة النفوق، وأن صغار المربين يمثلون حوالى 70% من الإنتاج العام.
تطوير الثروة الداجنة
ملامح الاسترتيجية الوطنية
كانت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ممثلة في معهد بحوث الإنتاج الحيواني، التابع لمركز البحوث الزراعية، قد أطلقت فعاليات ورشة العمل، الخاصة بمناقشة ملامح الاسترتيجية الوطنية، للحفاظ على الموارد الوراثية الحيوانية، والتي ينظمها المركز، بالتعاون مع الاتحاد الإفريقى، ممثلاً في المكتب الإفريقي المشترك للموارد الحيوانية، وحضر الافتتاح، الدكتور طارق سليمان، رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بالوزارة، والدكتور سامي درويش، وكيل مركز البحوث الزراعية، والدكتور مصطفى عبدالرازق، مدير معهد بحوث الإنتاج الحيواني، والدكتور أحمد بلتاجي، ممثل المكتب الإفريقي، علاوة على 75 باحثاً وعالماً، من مختلف الجامعات المصرية، والمعاهد والمراكز البحثية المعنية، وعدد من ممثلى الجمعيات التعاونية للثروة الحيوانية، وخلال كلمته، أكد الدكتور طارق سليمان، رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة، أن القطاع كان ولا يزال وسيظل، هو الراعى الرسمى والشرعى، لمنتجى ومربى وصُناع كافة أنشطة الثروة الحيوانية والداجنة والأعلاف، ولفت الدكتور طارق سليمان، إلى أن القطاع، يعتمد على محورين أساسيين، في تحقيق التنمية، الأول وهو التنمية العددية والكمية، من خلال خطط الزيادة والتوسع الأفقي للثروة الحيوانية، ومن خلال عدد من المشروعات والإجراءات.
تحسين معدلات أداء الحيوان تناسلياً وإنتاجياً
وأشار الدكتور طارق سليمان، إلى أن المحور الثاني، هو التنمية من خلال التحسين الوراثى، وتحسين معدلات أداء الحيوان تناسلياً أو إنتاجياً، وذلك من خلال استيراد عجلات عشار، أو تحت عشار، تتميز بأفضل معدلات إنتاجية وتناسلية، ومتأقلمه مع الأجواء والظروف البيئية المصرية، وكذلك استيراد السائل المنوى لطلائق متميزة وراثياً، تستخدم فى تلقيح الحيوانات اصطناعياً، للحصول على نتاج، يحمل صفات وراثية متميزة، ولفت رئيس قطاع الثروة الحيوانية والداجنة، إلي أنه لا يتم استيراد أىٍ من الأصول أو التراكيب الوراثية، إلا من خلال دراسات مستفيضة، للتأكد من القيم التربوية والصفات الوراثية، ومن خلال لجان فنية وعلمية متخصصة، من المعاهد البحثية والجامعات المتخصصة، ويتم ذلك كله فى إطار علمى فنى، لا يتعارض مع المعايير العلمية والتربوية.
مشروع الاتحاد الإفريقي للموارد الحيوانية
وقال الدكتور مصطفى عبد الرازق، مدير معهد بحوث الإنتاج الحيواني، في كلمته، إن ورشة العمل، تأتي في إطار مشروع الاتحاد الإفريقي للموارد الحيوانية، بهدف تعزيز قدرة البلدان الأفريقية، على حفظ الموارد الوراثية الحيوانية الأفريقية، واستخدامها المستدام، والمعروف باسم مشروع "الوراثة".
وأضاف مدير المعهد أن الحفاظ على الموارد الوراثية الحيوانية، يُعد أحد مجالات الأولوية الاستراتيجية، لخطة العمل العالمية، لإعلان إنترلاكن لعام 2007، ولفت مدير المعهد، إلي أن أفريقيا تتمتع بتنوع غني جدًا، بالموارد الوراثية الحيوانية، مع سمات تكيفية خاصة، تجعلها لا تُقدّر بثمن، بالنسبة لسُبل العيش والتغذية والأمن الغذائي، وكذلك النمو الاقتصادي لملايين الأفارقة.
بعض الموارد الحيوانية مهددة بالانقراض
وأوضح الدكتور ممتاز شاهين، أن بعض الموارد الحيوانية، مهددة بالانقراض، بسبب عوامل مختلفة، بما في ذلك التهجين، والاستعاضة عنها بالسلالات الاجنبية وغيرها، لافتا إلى أن ذلك، يجعل هناك حاجة ملحة لحماية هذه الموارد، وضمان حفظها للأجيال الحالية والمستقبلية، ومن جانبه قال الدكتور أحمد بلتاجي، ممثل المكتب الإفريقي، إن الثروة الحيوانية، تعتبر من الركائز الداعمة، لسبل العيش في المناطق الريفية، عبر القارة الإفريقية، وهي بالتالي ذات أهمية استراتيجية، لتوفير الأمن الغذائي، على صعيد القارة، لافتا إلي أن قطاع الثروة الحيوانية، يساهم بما يتراوح ما بين 30 – 80%، من الناتج المحلي الإجمالي للزراعة، وقال إن إعلان مالابو الصادر عن الاتحاد الافريقي، في يونيو 2014، بشأن الإسراع في النمو الزراعي، من أجل التقاسم المشترك للرخاء، وتحسين سبل العيش للقطاع الريفي، قد جاء انعكاسا لأهمية تنمية هذا القطاع.
الاستراتيجيات الوطنية
وأضاف الدكتور أحمد بلتاجي، أنه تم صياغة استراتيجية تنمية الثروة الحيوانية للقارة، لمدة 20 عاما من "2015 – 2035، لافتا إلى أن تلك الاستراتيجية، معنية بوضع وتنفيذ مجموعة "الاستراتيجيات الوطنية"، للدول الأعضاء، في اتساق يؤدى إلي تنفيذ الاستراتيجية القارية، من خلال عدد من البرامج التنفيذية، لافتا إلى أن الاتحاد الإفريقي، ومكتب الموارد الوراثية الحيوانية، قاما بدعم الدول الأعضاء، في وضع مجموعة استراتيجياتهم الوطنية، والتي تضمنت 4 محاور رئيسية، "الحصر والمتابعة – التوصيف – الحفظ – الاستخدام المستدام"، بالإضافة إلي مجموعة التشريعات والقوانين المنظمة، والداعمة لتلك الأولويات والمحاور، وشملت ورشة العمل عددا من العروض التقديمية، لاستغراض ما تم إنجازه من خلال المعهد في الاستراتيجية، حيث استعرض الدكتور أمين محمد سعيد، محوري الحصر والتوصيف، فيما يتعلق بالوضع الحالي والتحديات وخطة العمل المقترحة، كما استعرض الدكتور أحمد مصطفى أمام، الباحث بالمعهد، ما تم إنجازه في الاستراتيجية، فيما يتعلق بطرق الحفظ وخطط العمل المقترحة لذلك.