«الزراعة» تحقق رقما قياسيا في إنتاج المحاصيل السكرية.. و«التموين»: الفجوة نحو مليون طن
الإثنين، 22 يوليو 2019 09:00 م
تُعتبر المحاصيل السكرية، ركيزة من ركائز الأمن الغذائى المصرى، بما توفره من سلعة هامة أساسية وضرورية، وهى السكر، والذى يتم إنتاجه من بنجر وقصب السكر حالياً، إضافة إلى تجارب، مازالت فى بدايتها، لإنتاج السكر من نبات الاستيفيا، وخلال السنوات الـ 5 الأخيرة، تمكّن محصول بنجر السكر، من كسر حدّة فجوة الاستيراد، التى مازالت تعانى منها المحروسة، فى إنتاج السكر.
واستطاع بجانب قصب السكر، من تقليص كميات الاستيراد، التى لاتزال تتعدى المليون و138 ألف طن، بل زاد إنتاج السكر المحلى فى فترات مُعينة، عن مُعدلات الاستهلاك، فتم إعادة تصديره للخارج مرة أخرى.
طفرة فى إنتاج المحاصيل السكرية
وفى مجال مساحة وإنتاجية، المحاصيل السكرية، أكد وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، أن إنتاجية محاصيل السكر، بلغت هذا الموسم حوالي 2 مليون و483 ألف طن، بزيادة قدرها حوالي 320.5 ألف طن عن العام السابق.
ولفت الوزير إلى أن هذا يُعد رقماً قياسياً، تحققه مصر لأول مرة، مقارنة بـ 2,16 مليون طن في العام السابق. وأشار وزير الزراعة إلى أن المساحة المنزرعة من محصول القصب، بلغت حوالي 248.2 الف فدان، بزيادة قدرها 5,5 ألف فدان عن العام السابق، وأن المساحة المنزرعة من محصول بنجر السكر، بلغت حوالي 584.58 ألف فدان، بزيادة قدرها 104.8 ألف فدان عن العام السابق.
وأضاف وزير الزراعة، أن محصول بنجر السكر، حقق بذلك زيادة قياسية في الإنتاج، حيث بلغ متوسط الإنتاج من بنجر السكر، حوالي 18.7 طن للفدان، مقارنة بـ 18.4 طن للفدان، حققها الموسم السابق، بينما زادت الإنتاجية الفدانية، في قصب السكر، من 33,8 إلى 34,8 طن للفدان.
وأكد وزير الزراعة، أن زيادة المساحة المنزرعة، من محصول بنجر السكر، ترتّب عليها أيضاً، زيادة كبيرة في إنتاج العلف بحوالي 150 ألف طن، وبالتبعية زيادة مماثلة في الكمية المُنتجة من المولاس، تم تصديرها للخارج، وهو ما حقق عائداً، قدره حوالي 800 مليون جنيه، ويأتي ذلك، وفقاً لبيان توريد محصولي قصب وبنجر السكر، والذي تلقاه الوزير من الدكتور مصطفى عبدالجواد، رئيس مجلس المحاصيل السكرية.
فجوة السكر مازالت مستمرة
من ناحيته، قال الدكتور عبد العظيم طنطاوى، رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق، فى تصريحات له، إن السكر من السلع الاستراتيجية الهامة، والتى تكلّف الموازنة العامة للدولة، مبالغ كبيرة بالعملة الصعبة، لاستيراد الكميات اللازمة، لسد الفجوة بين الكميات المنتجة، والتى بلغت 2.162 مليون طن عام 2018، منها حوالى 914.531 طن سكر، منتج من قصب السكر، بنسبة 42.3%، و 1.247 مليون طن سكر، منتج من محصول البنجر، بنسبة 57.7%، بانخفاض قدره 86 ألف و 714 طناً عن العام السابق 2017.
وأشار «طنطاوى» إلى أن حجم الاستهلاك من السكر، في نفس العام 3.300 مليون طن، وبلغت الفجوة مابين الإنتاج والاستهلاك 1.138 مليون طن، ويرجع النقص في الكميات المنتجة هذا العام، مقارنة بالعام السابق، إلى انخفاض متوسط إنتاج الفدان، من محصولى القصب والبنجر، والذى لم يحدث منذ سنوات، وأيضا لانخفاض المساحة المنزرعة.
كما يرجع أيضا لاستيراد أصناف غير مقاومة للأمراض، وأهمها مرض التبقع السركسبورى، وهو مرض فطرى يقضى على المجموع الخضرى تماماً، ويعتبر هذا المرض من أخطر الأمراض، التي تصيب محصول بنجر السكر، والتى تؤدى إلى انخفاض محصول الجذور، وأيضا انخفاض نسبة السكر بمعدلات كبيرة.
وتابع «طنطاوي»، أن استيراد تقاوى بنجر السكر، بدون إجراء عملية الغربلة، يؤدى إلى تفاوت في حجم البذور، وبالتالي نسبة ووقت الإنبات، وهذا ينعكس على اختلاف حجم الدرنة، للصنف الواحد وهو ما يؤدي إلى انخفاض المحصول.
الإنتاج والاستهلاك
وكان وزير التموين والتجارة الداخلية، قد أكد فى تصريحات صحفية، أن الاستهلاك السنوي للسكر، يبلغ بين 3.2 و3.3 مليون طن سنوياً، وهو ما يجعل مصر من أكثر الدول استهلاكاً للسكر.
وأضاف وزير التموين، خلال جولة قام بها سابقاً، وتفقد فيها عمليات التطوير، بمصنع الدلتا للسكر بكفر الشيخ، أن الإنتاج المحلي من السكر يصل لحوالى 2.2 مليون طن سنوياً، وهو ما يعني وجود فجوة بين الإنتاج والاستهلاك، تصل إلى 1.1 مليون طن سنوياً.
زراعة نباتات الاستيفيا
وفيما يحصّ الآراء والمقترحات الخاصة، بزراعة محاصيل سكرية، لتقليل الفجوة مابين الإنتاج والاستهلاك، طالب الحاج حسين عبد الرحمن أبوصدام، نقيب عام الفلاحين، بزراعة نبات «الإستيفيا» لإنتاج السكر، لتميزه بوفرة محتواه من السكر، وقلة الاحتياجات المائية وأكثر توفيرا لمياه الرى، مقارنة بالمحاصيل السكرية الأخرى، مثل قصب وبنجر السكر.
وأوضح أن عشب الاستيفيا المعمر تم إدخاله إلى مصر منذ التسعينات، ولم يصبح محصول زراعي مصري، لعدم وجود مصانع لتصنيعه وعدم دراية رجال الأعمال بجدواه الاقتصادية.
وأضاف أبو صدام، أن التوسع فى زراعة المحصول رغم أهميته الاقتصادية تواجه عددا من العراقيل منها عدم الجدية من المستثمرين في القطاع الزراعى، ومخاوف البعض من تأثيره على مستقبل مصانع سكر القصب وسكر البنجر، فضلا عن عادات المستهلكين المصريين التى لا تعرفه وترتبط باستهلاك السكر من البنجر وقصب السكر فقط.
وأوضح أبو صدام، أن العائد الاقتصادى لهذا العُشب عالى جدا، حيث يفوق قصب السكر والبنجر بمراحل، فإنتاج الفدان، يفوق إنتاج 18 فدان قصب سكر، وكذلك فإنه أقل استهلاكا للمياه، ويمكث فى الأرض من 5 لـ 7 سنوات، ويحصد كل 3 أو 6 أشهر حسب المناخ والتربة، فإنه يتأخر حشه في الشتاء ويزرع بالبذور أو العُقل، ويستخدم كمحلي بديلا عن سكر القصب والبنجر، في كل شئ كالمربي والمشروبات والعصائر والعجائن، كما أنه يدر عملة صعبه في حالة تصديره، ويصلح زراعته كالنعناع والريحان في الحدائق المنزلية وشرفات المنازل.
وأوضح نقيب الفلاحين، أن الكثير من دول العالم تستخدم سكر «الاستيفيا»، للتحلية لفوائده الكثيره، لأنه مناسب جدا لمريض السكر والضغط، وكل الأمراض، التي تتأثر بنسبة السكر في الدم، ويحافظ علي الأسنان من التسوس، كذلك فإنه يفوق تحلية سكر القصب والبنجر بكثير، ويكفى معرفة أن جرام سكر الاستيفيا، يُعادل ربع كيلو سكر قصب السكر، لذلك يُخلط بمادة الديكستيران لتسهيل استخدامه.