الهروب الكبير.. هل يخضع أردوغان إلى ضغط البرلمان بالتخلص من أيمن نور ومعتز مطر ومحمد ناصر؟

الأربعاء، 17 يوليو 2019 11:44 ص
الهروب الكبير.. هل يخضع أردوغان إلى ضغط البرلمان بالتخلص من أيمن نور ومعتز مطر ومحمد ناصر؟
قيادات الجماعة الهاربين إلى الخارج
طلال رسلان

رسالة مفاجئة قلبت البرلمان التركي رأسا على عقب، عندما دعا زعيم المعارضة، كمال كيليتشدار أوغلو، الرئيس رجب طيب أردوغان، إلى طرد الإخوان الهاربين في البلاد ومصالحة مصر.

ونقلت وسائل إعلام تركية عن رئيس حزب الشعب الجمهوري قوله "إذا أرادت تركيا ألا تخسر في السياسية الخارجية، وأرادت أن تكسب، أولا لا بد أن يتخلى أردوغان عن جماعة الإخوان".
 
تصريحات أوغلو التي شهدت تأييدا واسعا داخل البرلمان في مفاجئة ربما كانت متوقعة، وخاصة بعد الفوز الكاسح للمعارضة التركية في اسطنبول العاصمة التجارية للبلاد، وأضاف أوغلو: "لابد أن يتركهم (الإخوان). من هؤلاء الإخوان؟ نحن نعيش في الجمهورية التركية، ومصلحة الجمهورية التركية تعلو على أي شيء".
 
وفقا لموقع تركيا بالعربي، قال زعيم المعارضة خلال خطاب أمام أنصار من حزبه قائلا: "ثانيا: عليك (أردوغان) أن تتصالح مع مصر، لماذا نتصارع مع مصر؟ نحن لدينا تاريخ مشترك مع مصر، ولدينا ثقافة مشتركة مع مصر".
 
وأضاف أن "تركيا تدفع الثمن غاليا نتيجة هذا الصراع. لا بد أن نرسل سفيرا لسفارتنا في مصر، ولا بد أن نتصالح مع مصر"، متسائلا: "لماذا ليس لدينا سفير هناك؟".

الهروب الكبير
 
في السنوات الخمس الأخيرة تحولت أنقرة إلى مستضيف كبير لرحلة هروب قيادات جماعة الإخوان من مصر، أعقاب عزل محمد مرسي بعد ثورة 30 يونيو عام 2013.
 
وفقا لتحقيقات في قضايا عنف وإرهاب في مصر، فقد تورط قيادات الإخوان الهاربة في تركيا بعدد كبير من العمليات التي تم تنفيذها في البلاد على مدار السنوات القليلة الماضية، ثبُت أنها كانت بتعليمات ودعم من بعض القيادات الإخوانية الهاربة الموجودة في تركيا، وفقا لتحقيقات أجهزة الأمن المصرية.
 
في الوقت الذي أصدر فيه القضاء المصري أحكاما غيابية بحق عدد من قادة الإخوان وأنصارهم ممن هربوا إلى تركيا، في حين لا تزال الاتهامات تلاحق آخرين منهم متورطين بهجمات استهدفت قوات الأمن المصرية.
 
في مارس الماضي، أكدت تقارير صحفية عربية ومصرية، احتجاز تركيا 12 إخوانياً، تمهيداً لتسليمهم إلى مصر في واقعة أحدثت دوياً داخل صفوف شباب جماعة الإخوان الفارين والمقيمين في اسطنبول.
 
إلا أن تقارير أخرى كشفت ترحيل عناصر من جماعة الإخوان إلى مصر، وجاء بسبب مخالفتهم لقواعد الإقامة وانضمام بعضهم لتنظيمات إرهابية وجهادية، وانشقاقهم عن الجماعة، في صراع كبير بين جبهتي الإخوان محمود عزت ومحمود حسين كشفته صحيفة صوت الأمة في تحقيق بعنوان (أسرار من داخل الكهف الإخواني).
 
وقتها دشن شباب الجماعة هاشتاج على مواقع التواصل أطلقوا عليه "ضد الترحيل" يحثون فيه قادة الإخوان ومناشدات لأيمن نور ومعتز مطر ومحمد ناصر الموالين لهم على التدخل، ومنع ترحيل هؤلاء الشباب، كما دشنوا حملات أخرى يستغيثون فيها بقادة التنظيم الدولي للتدخل لدى السلطات التركية والإفراج عن زملائهم ومنع ترحيلهم.
 
مثلما حدث في وقائع شهد عليها التاريخ، وأكد شباب الجماعة أن ما يحدث وصمة عار على جبين جماعة الإخوان، التي تستغل شبابها في ارتكاب عمليات عنف وتخريب في مصر، وتتخلى عنهم بعد أن أصبحوا عبئا عليها وعلى حكومة أردوغان.
 
وأكدوا أن الجماعة مخترقة من الداخل، وأن ما يحدث من ترحيل لعناصر الجماعة مثلما حدث في ماليزيا يؤكد أن تنظيم الإخوان بات يعيش أضعف فترات حياته، ولا يستطيع حماية عناصره حتى في الدول التي يرتبط معها بعلاقات قوية مثل تركيا وماليزيا.
 
وفقا لقناة العربية، أتت عمليات الترحيل بعد أيام قليلة من لقاء جمع ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعدد من شباب وأعضاء جماعة الإخوان الهاربين من مصر، ونقل هؤلاء الشباب لمستشار أردوغان تخوفهم من تكرار ما حدث مع الشاب محمد عبد الحفيظ حسين، الذي تم ترحيله لمصر، بسبب انشقاق بعضهم عن جماعة الإخوان، وعدم رضا قيادات الجماعة عليهم، وانضمام البعض منهم لتنظيمات متطرفة.
 
لكن مستشار أردوغان تمادى في التلفيق لإخماد النار المنفجرة في صفوف الجماعة وحبس غضب الشباب، وأطلق تصريحات بأنه لن يتم ترحيل أي منهم لمصر، وأن واقعة تسليم الشاب الإخواني المحكوم عليه بالإعدام في قضية اغتيال النائب العام لمصر كان خطأ غير مقصود ولن يتكرر.
 
وقبل ذلك أقام عناصر الجماعة وقفات واعتصامات أمام مقر القنصلية المصرية في اسطنبول، احتجاجاً على ترحيل السلطات التركية للشاب محمد عبد الحفيظ، كما أقاموا وقفات أخرى اعتراضا على ترحيل ماليزيا 5 من عناصر الإخوان لمصر، إضافة لشاب مصري كان إخوانياً وانضم لاحقاً إلى "أنصار الشريعة".
 
وقبل أسبوعين من ذلك احتجزت السلطات الإيطالية، شابا إخوانيا محكوماً عليه بالإعدام، حيث وصل إلى مطار روما قادما من كوريا الشمالية وطالبا اللجوء السياسي.
 
وتبين أن الشاب يدعى مصطفى نادي عبد الحميد راشد، يبلغ من العمر 25 عاما وكان من الموالين والمتعاطفين مع الجماعة، وشارك في تظاهرات عدة لحساب الجماعة، وفر إلى تركيا وأقام في اسطنبول، وعقب قيام السلطات التركية بترحيل الشاب محمد عبد الحفيظ حسين لمصر خشي على نفسه من مصير زميله، وتوجه لكوريا الشمالية طالبا اللجوء.
 
فيما نفذت السلطات المصرية حكم الإعدام بحق 9 من عناصر الجماعة المتورطين باغتيال النائب العام السابق، فيما كان الباقون قد فروا إلى خارج مصر، وتقدمت مصر بطلبات عبر "الإنتربول" للقبض عليهم وعلى عدد كبير من قادة وعناصر الجماعة المقيمين في قطر وتركيا وبعض دول أوروبا.
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة