نتكلم كفنيين.. هل يستحق حسن شحاتة العودة مجددا لتدريب منتخب مصر؟
الثلاثاء، 16 يوليو 2019 04:50 م
المعلم حسن شحاتة.. اسم عريق يرتبط بإنجازات المنتخب المصري لكرة القديم، سواء منتخب الشباب أو المنتخب الأول، حيث نجح في حصد كأس أمم إفريقيا مع منتخب الشباب عام 2003، ثم حصد البطولة مع الفريق الأول أعوام 2006 و 2008 و2010 مما دفع العديد من النقاد الرياضيين لترشيحه من أجل تولي مهمة تدريب منتخب مصر الأول لكرة القدم خلال المرحلة المقبلة، خلفًا للمكسيكي خافيير أجيري بعد قرار مجلس إدارة اتحاد الكرة بإقالته من منصبه، عقب الخروج من بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019.
وتطرح "صوت الأمة" تساؤلا هاما، هل يستحق حسن شحاتة العودة مجددا لتدريب منتخب مصر؟
حسن شحاتة فوق السبعين
يبلغ حسن شحاتة من العمر 72 عاما، فهو من مواليد 19 يونيو 1947، ومما لا شك فيه أن السن عاملا فارقا في قدرة المدرب على التعامل مع لاعبيه، ولكن هل يثبت المعلم حسن شحاته أنه قادر على العطاء؟
حسن شحاتة "مكروه" من النقاد الرياضيين
غالبية المدربين المصريين يعملون الآن كنقاد رياضيين ومحللين عبر القنوات الفضائية، وأغلبهم يكرهون حسن شحاتة، على حد وصف المعلم في إحدى اللقاءات التلفزيونية.
وما لاحظناه مؤخرا على مدار الأيام الماضية، فقد لمسنا حجم الهجوم الذي شنه بعض النقاد الرياضيين من أجل إقناع المسؤولين بالعدول عن اختيار المعلم حسن شحاتة، ولو تم اختيار حسن شحاتة فإنهم بالتأكيد سيواصلون انتقاده، وللأسف طبيعة حسن شحاتة أنه يتأثر بشدة مما يقال عنه، وكما وصفه نجله "كريم" فإن المعلم ودني وبينجرف لكلام الناس.
التعامل مع النجوم الكبار.. هل تتكرر أزمة ميدو مجددا؟
عد معنا بذاكرتك لعام 2006 حينما اشتبك المعلم حسن شحاتة مع اللاعب أحمد حسام ميدو بسبب تغيير اللاعب في إحدى مباريات بطولة أمم إفريقيا، ووقتها قرر حسن شحاتة معاقبة اللاعب بطرده من المعسكر بسبب سوء السلوك، وهنا تدخل عدد من اللاعبين وأيضا أعضاء اتحاد الكرة بل وشخصيات سياسية مرموقة، من أجل إقناع المعلم بالعدول عن قراره، ووسط تلك الضغوط قرر حسن شحاتة السماح للاعب ميدو بالاستمرار في معسكر المنتخب ولكنه لن يشارك في المباريات، وبالفعل لم يشارك ميدو حتى نهاية البطولة.
وقتها كان ميدو من أفضل المهاجمين في العالم، ونفس الحال الآن مع اللاعب محمد صلاح، الذي أشار بعض المتابعين لمعسكر المنتخب الأخير أنه كان صاحب الكلمة العليا في عدة قرارات منها اختيار بعض اللاعبين وضمهم للقائمة، بجانب التدخل في أزمة اللاعب عمرو وردة وإقناع اتحاد الكرة بإعادته للمنتخب بعد قرار استبعاده لسوء السلوك.
إذا كيف سيتعامل حسن شحاتة مع محمد صلاح؟ هل سيطبق عليه نفس الطريقة التي كان يتعامل بها مع نجوم المنتخب السابقين، أم سيكون الوضع مختلفا؟
حسن شحاتة مع منتخب الساجدين.. والآن مع منتخب المتخاذلين
استعد معنا قائمة منتخب مصر في عام 2006 أو 2008 أو 2010، حينما كنا نطلق عليه "منتخب الساجدين"، ستجد عصام الحضري في حراسة المرمى ويمكن أن نرى في محمد الشناوي بديلا مناسبا الآن خاصة بعد تألقه في بطولة أمم إفريقيا، خط الدفاع كان يتكون من لاعبين يمكن أن نصفهم بالأقوياء، مثل: وائل جمعة وعبد الظاهر السقا وإبراهيم سعيد وهاني سعيد، أما الآن فلدينا أحمد حجازي ومحمود علاء وحمدي الونش وباهر المحمدي.
الظهير الأيسر كان الراحل محمد عبد الوهاب ومن بعده سيد معوض ومحمد عبد الشافي، أما الآن فلدينا أيمن أشرف فقط، وقد يلجأ شحاتة للاعب عبد الله جمعة، في حين مركز الظهير الأيمن كان يشغله اللاعب أحمد فتحي، والآن اللاعب أحمد المحمدي أو عمر جابر.
خط الوسط كان يضم عمالقة مثل محمد شوقي وحسني عبد ربه وحسام غالي، أما الآن فلدينا محمد النني وطارق حامد ونبيل دونجا.
الخط الهجومي شهد تواجد أحمد حسن ومحمد بركات وعماد متعب ومحمد ناجي جدو وأحمد حسام ميدو وعمرو زكي وأحمد عيد عبد الملك ومحمد أبو تريكة ومحمد زيدان وشيكابالا، أما الآن فالاختيارات لا تخرج عن محمد صلاح ومحمود تريزيجيه ومروان محسن وعمرو وردة وعبد الله السعيد!
لنا أن نتخيل أن بعض اللاعبين الحاليين لا يوجد لهم بدائل قوية تعوض غيابهم في حالات الإصابة أو ضعف المستوى، مما سيضع شحاتة في مأزق بالتأكيد.
تغيير دماء المنتخب
نتفق جميعا أن أداء المنتخب في بطولة أمم إفريقيا 2019 كان يتسم بالتخاذل وانعدام الروح القتالية، مما يفرض على المعلم حسن شحاتة ضخ دماء جديدة من أجل خلق حالة من التنافس بين اللاعبين، ولكن الأزمة الكبرى تكمن في غياب البدائل القوية، فاللاعب عبد الله السعيد ليس له بديل قوي في هذا المركز باستثناء صالح جمعة البعيد عن مستواه منذ فترة، كذلك رأس الحربة مروان محسن الذي لم يجد آجيري بديلا له سوى أحمد على صاحب الـ 34 عاما، أما الظهير الأيسر فليس لدينا سوى أيمن أشرف الذي لا يجيد الأدوار الهجومية، وخط الوسط لا يوجد بديل قوي للاعب محمد النني الذي يحجز مكانه في القائمة الرئيسية برغم تراجع مستواه.
الجدير بالذكر أن إنجازات حسن شحاتة التدريبية في الكرة المصرية عديدة، والتي جعلته واحدا من أنجح المدربين في تاريخ الفراعنة، حيث عمل شحاتة في مجال التدريب فور اعتزاله ونجح مع العديد من الأندية المصرية التي يمكن وصفها بأندية الغلابة، حيث قادها حسن شحاتة نحو الصعود لدوري الأضواء والشهرة.
قاد حسن شحاتة فريق المقاولون العرب للصعود إلى الدوري الممتاز، كما قادهم للتتويج بكأس مصر موسم 2003 / 2004، وكأس السوبر المصري عام 2004، رغم أن الفريق وقتها كان يلعب بدوري القسم الثاني.
قاد المعلم حسن شحاتة أندية المنيا والشرقية ومنتخب السويس للصعود للدوري الممتاز.
قاد المعام حسن شحاتة منتخب مصر للشباب عام 2003، لينجح في التتويج بلقب بطولة أفريقيا لعام 2003 مع منتخب مصر للشباب.
في عام 2004 تقرر إسناد مهمة تدريب المنتخب الأول لكرة القدم للكابتن حسن شحاتة، ونجح شحاتة في تحقيق إنجازات تاريخية لا يمكن نسيانها.
فاز شحاتة مع منتخب مصر الشهير بـ "منتخب الساجدين" ببطولة أمم إفريقيا عام 2006 بعد أن نجح في تكوين فريق متماسك يضم عناصر مميزة منها أبو تريكة ومحمد شوقي وعماد متعب ومحمد بركات وأحمد حسن وعصام الحضري وأحمد فتحي.
عاد حسن شحاتة مجددا للفوز ببطولة أمم إفريقيا عام 2008 بنفس مجموعة اللاعبين، ثم الفوز ببطولة أمم إفريقيا 2010.
بالرغم من فشل حسن شحاتة في الصعود بمنتخب مصر لنهائيات كأس العالم إلا أنه كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق ذلك ولكن المباراة الفاصلة مع الجزائر لم تمر مرور الكرام، لينتهي مشوار حسن شحاتة التدريبي مع منتخب مصر في عام 2011، ويُعتَبر أطول من شغل هذا المنصب في تاريخ المنتخب المصري.
وقاد المنتخب المصري لإحراز كأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية في أعوام 2006 و2008 و2010، وبذلك يصبح المنتخب المصريُ أكثَرَ منتخب أفريقي حاز على كأس الأمم الأفريقية بسبعة ألقاب، والوحيد الذي استطاع إحراز 3 بطولات متتالية، كما صعد بالمنتخب المصري إلى المركز التاسع في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وهو ثاني أفضل تصنيف لمنتخبات أفريقيا، كما حصل شحاتة على جائزة الكاف لأفضل مدرب في أفريقيا لعام 2008.
كما توج المعلم مع الفراعنة في دورة الألعاب العربية عام 2007، ثم دورة حوض وادي النيل عام 2011.
وصنف حسن شحاتة كأفضل مدرب في أفريقيا عام 2010 في ترتيب الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم، وتم اختياره ضمن أفضل 5 مدرِّبين في تاريخ القارة الأفريقية، كما اختير أفضل مدرب في أفريقيا لعام 2008 من قبل الاتحاد الأفريقي.