«الرقص على الحبال».. نظرة بحثية لطبيعة السياسات القطرية مع حلفاءها

الإثنين، 15 يوليو 2019 09:00 م
«الرقص على الحبال».. نظرة بحثية لطبيعة السياسات القطرية مع حلفاءها
ترامب وتميم

يعلم الجميع أن السياسة القطرية تعمل على استرضاء أطراف لصالح أخرى، تلعب على أكثر من حبل، الأمر الذي وصفه باحثون بقرب السقوط، حيث تفعل ذلك بين 3 دول تشوب علاقاتها توترات تتراوح بين خلافات المصالح والتناقضات الاستراتيجية.
 
حسين إيبش، كبير الباحثين في معهد دول الخليج العربي، اعتبر زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني لواشنطن مؤخرًا ولقاءه الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض، أحدث مؤشر على المخاطر الكبيرة عالية الحساسة في السياسة الدولية، مشيرًا في مقال له نشرته وكالة بلومبرج الأمريكية إلى أنها بعد مقاطعتها من جيرانها تقوم الدوحة وعلى نحو غير مناسب بموازنة صداقاتها مع القوى المتنافسة الثلاث في الشرق الأوسط: الولايات المتحدة وتركيا وإيران.
 
ونوه بأن قطر لم تغير سياساتها بعد المقاطعة، لكنها تعتمد أكثر على دعم القوى الإقليمية، وتعرض عليها مكاسب في المقابل، موضحًا أن العلاقة الرئيسية لأمن قطر هي التي تربطها بواشنطن، حيث تتركز هذه الشراكة في قاعدة العديد الجوية في الدوحة، التي تستضيف 10 آلاف جندي أمريكي ومقر عمليات القيادة المركزية الأمريكية.
 
وحرص القطريون على جلب الجيش الأمريكي إلى بلادهم من أجل أمنهم الخاص، حيث إنهم لم يمولوا فقط القاعدة وشيدوها، بل منحوا الولايات المتحدة سلطة قضائية خارج حدودها، ما سمح لها بالعمل كإقليم تحت سيادة الولايات المتحدة، يقول الباحث إن الأمير القطري عرض أن يكون وسيطا مع إيران، لكن الولايات المتحدة لم تبدِ اهتماما بعرضه، لأنها تريد تطبيق مزيد من العقوبات على دولة تعتبرها مارقة.
 
وأكد أن هذا يتزامن مع تصاعد التوترات والشقاق العميق بين الولايات المتحدة والشريك الرئيسي الآخر لقطر تركيا، في ظل جهود الأخيرة لشراء منظومة الدفاع الصاروخي «إس-400» الروسية ومحاولات أنقرة لتأكيد نفسها كقوة رئيسية في الشرق الأوسط، واعتبر أن ما يدعو للسخرية هو أن الدوحة هي الشريك الرئيسي لتركيا في هذا الجهد، لأن البلدين هما المؤسسان لتحالف يدعم بشكل أساسي الجماعات المتطرفة، خاصة جماعة الإخوان.
 
وأشار إلى أنه حتى الآن فضلت الولايات المتحدة تجاهل هذا الجانب من أجندة قطر الإقليمية، ولكن إذا استمرت تركيا في صعودها الإقليمي فقد لا يستمر ذلك لكن في اليوم التالي، تراجعت الدوحة مؤكدة تعميق الانقسامات مع جيرانها، لكن من المؤكد أنها كانت تعمل على إرضاء طهران.
 
وارتأى أن الدوحة تعمل جاهدة لاسترضاء شركائها الأمريكيين والأتراك وأصدقائها في طهران، وتحقيق التوازن بين هذه العلاقات الحساسة، وكأنها لاعب سيرك يسير فوق حبل مشدود، ولا توجد أسفله شباك حماية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق