الإخوان VS السلفيين.. معركة التكفير وصكوك التدين
الإثنين، 15 يوليو 2019 07:00 ص
خلال الآونة الأخيرة، اشتعلت معركة التكفير، ومنح صكوك التدين بين السلفيين والإخوان المسلمين- الجماعة الإرهابية، والتي انتشرت كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي. البداية كانت بخروج ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، ليفضح التنظيم ويؤكد أنه يكفر المصريين منذ عهد مؤسسهم حسن البنا، وأن فكرة ضرب الاقتصاد المصري هي فكرة إخوانية، ليرد بدوره إبراهيم الزعفراني، أحد القيادات التاريخية للجماعة بأن ياسر برهامي ليس ممن يحاربون الأفكار التكفيرية كما يدعي.
بدأت الأزمة بفضح «برهامي» جماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدا أن فكرة تكفير المجتمع المصري كامنة في تنظيم الإخوان منذ عهد حسن البنا مؤسس التنظيم عام (1928).
وقال نائب رئيس الدعوة السلفية، في الحلقة الثانية من سلسلة مقالات المعنونة بـ«ذكريات» فقد كانت مسألة التكفير بدرجاتها المختلفة- وإن أنكرَها مَن أنكرها- والصِّدام مع المجتمع والدولة، نقطة فاصلة لا تُحتَمل مع جماعة الإخوان وما تفرع عنها مِن جماعات العنف والصدام.
ولقد كانت هذه المسألة قديمة في الإخوان؛ إلا أنها في عهد الأستاذ «حسن البنا» لم تكن قد تبلورت في صورتها التامة الصريحة التي ظهرت في كتابات «سيد قطب، ومحمد قطب»، وخاصة في كتاب: «معالم في الطريق»، الذي كانت تعده جماعات الصِّدام- التي تسمى نفسها: «الجهاد»- محور التعليم والتربية في مجموعاتها الخاصة في المنازل، كما أخبرني بذلك أحد قادتهم الذين قابلناهم في عنبر (د) في سجن استقبال طُرَة سنة 2002م.
وأشار «برهامي» إلى أن محاولات ضرب الاقتصاد المصري فكرة إخوانية، قائلا: «كان موقفنا واحدًا مِن جماعة (التوقف والتبيُّن) التي كان يقودها (عبد المجيد الشاذلي)، ولم أكن وقتها أعرف أنه مِن جماعة (سيد قطب) ومدرسته، بل كان السائد لدينا في أسرتي -وقد كان والدي واحدًا مِن جماعة الإخوان، وكذا عمى، رَحِمَهُمَا اللهُ، لكن دون بيعة- هو تبرئة الأستاذ (سيد قطب) مِن هذه الأفكار، وقراءة كل كتبه في إطار هذه التبرئة؛ خاصة أن الألفاظ لم تكن صريحة فيما قرأناه، وعَلِمت من عمى الدكتور برهامي - رَحِمَهُ اللهُ - أنه قد وقع الخلاف في المعتقل سنة 66 و67 بين معظم الجماعة وبين جماعة (سيد قطب) ومَن كانوا معه».
وتابع: «وعندما حكيت له في الأحداث الأخيرة طريقة الإخوان في التخوين والحكم بالنفاق والتلويح بالتكفير على مَن خالفهم- وأنا على رأسهم- وكذا محاولات ضرب الاستقرار والاقتصاد مثل: (عَطَّل عربيتك)، والمنع من الأضحية، و(وَقّع شبكة) أي: الاتصال المستمر بالهواتف دون هدف إلا تعطيل الشبكة، و(اِتفَسَّح بجنيه)-أى: الاستمرار في ركوب المترو طوال اليوم بنفس التذكرة بجنيه واحد؛ لإحداث السخط في الشعب على الزحام، وعدم توافر المواصلات، وتشغيل كافة الأجهزة الكهربائية في المنازل؛ لتعطيل الكهرباء بزيادة الحمولة في الصيف، و(لِمّ الفَكَّة)، و(لِمّ الدولار)؛ لرفع سعره وإسقاط الاقتصاد، وكذلك محاولات تفجير أبراج الكهرباء - لما حكيتُ لعمى عن هذه الأمور قال: إن هؤلاء يشبهون جماعة قطب التي كانت معنا فى المعتقل، وحَذَّرَتْنا القيادة منها!».
في المقابل فتح إبراهيم الزعفراني، أحد القيادات التاريخية لجماعة الإخوان، النار على ياسر برهامي، قائلا إن برهامي يدافع عن تغير موقف الدعوة السلفية من الإخوان ليلة (30 يونيو 2013) على حسب قوله أنهم اكتشفوا أن من تمكنوا من قيادة الإخوان كانوا يحملون فكرا تكفيريا مبطن، حيث ذكر في مقاله أن أحدا ممن كانوا في الإخوان قابله في وقت متأخر من ليلة 30 يونيو، وقال له الإخوان رغم أن قادتهم يحملون فكرة تكفيرية مبطنة لكنهم مع ذلك أقرب إليكم، فرد عليه برهامي قائلا: «بل عامة الناس ومنهم الجيش والشرطة أقرب إلينا ممَن يكفر المجتمع ويرى القتال ضده».
وتابع «الزعفراني»، عبر حسابة بموقع التواصل الاجتماعي، «فيس بوك»: «سوف أحكى الحكاية من البداية للنهاية فبرهامي ليس أحد أفراد الصف الأول الذي حمل راية الفكرة السلفية التي نشأت في الإسكندرية في مواجهة الأفكار التكفيرية أوائل سبعينيات القرن الماضي، ولم يواجه الأفكار التكفيرية، وكان الإخوان في السجون، وكان على رأس هذه المجموعة التي حملت الفكرة السلفية بالإسكندرية بقيادة حامد الدفراوي ومعه خالد داود، محمد إسماعيل، سعيد عبد العظيم ، وأبو الطاهر وأبو يحيى».
واستطرد: «ثم التحقت أنا ومعي أحمد فريد ومجموعتنا بهم لنصبح النواة للجماعة الإسلامية داخل جامعة الإسكندرية، كانت دعوتنا (سلفية جهادية) سلفية بمعنى مقاومة الفكر التكفيري الذي كان سائدا في هذا الوقت، وجهادية كنا فكرة أخرى غير الفكرة الوهابية وامتداداتها فى مصر ممثلة فى جماعة أنصار السنة، ولم نكن نعتبر أنفسنا امتدادا لهم وبمعنى آخر كنا نحمل فكرة هجين ما بين الفكرة الوهابية والفكرة الجهادية والفكرة الإخوانية».
وتابع «الزعفراني»: «أتمنى أن يعترف الإخوان بأنهم تهوروا ودخلوا معركة غير محسوبة العواقب، وأن يعترف من راهنوا على الإخوان أن حساباتهم كانت خاطئة، وأن تعترف الدعوة السلفية وحزب النور أن ضغوط كانت أكبر من طاقتهم وتحملهم».