مركب إخوان تونس تغرق.. مستشار رئيس" النهضة" يتقدم باستقالته لـ«الغنوشي»
الثلاثاء، 09 يوليو 2019 06:00 م
توشك مركب إخوان على الغرق حيث أعلن القيادي بحركة النهضة التونسية الإخوانية، لطفي زيتون عبر صفحته على الفيس بوك أنه راسل رئيس حركة النهضة راشد الغنوشى لإعلامه بالتخلي رسميًا عن صفة المستشار السياسى لرئيس حركة النهضة.
ووفقا لما ورد بصحيفة الصباح التونسية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، فإن استقالة لطفي زيتون تأتي بعد اختلاف في وجهات النظر بينه وبين راشد الغنوشي في تحديد ملامح العصفور النادر لرئاسية 2019.
واختلاف الرجلين كان بين خيار دعم الرئيس المنتهية ولايته الباجي قائد السبسي أم رئيس الحكومة يوسف الشاهد وليس حول مسألة ترشح راشد الغنوشى للانتخابات الرئاسية القادمة، وفق ذات الصحيفة.
وكان لطفي زيتون المستشار الأول لرئيس حزب النهضة الإخواني راشد الغنوشي وأمين سره،قد اعلن اعتزامه تأسيس حزب آخر منشق عن الحزب التابع لتنظيم الإخوان الإرهابي.
ووفقا لما نشرته صحيفة الشارع المغاربي في حوارها مع زيتون فإن حزب النهضة هو حزب ديني وليس حزبا مدنيا، مؤكدا على ضرورة تحرير الدين من الصراعات الحزبية.
خطاب زيتون الجديد يعكس مدى ارتباك قيادات الإخوان في تونس بعد انكشاف ملف الجهاز السري المتورط في جرائم الاغتيالات السياسية، والسعي للقفز من السفينة الغارقة.
ودعا زيتون في الحوار إلى ضرورة محاسبة كل مَن تورط في قتل شكري بلعيد ومحمد البراهمي، قائلا: "لا يجوز التستر على أي شخص مهما كانت صفته"، وذلك في إشارة إلى دوائر مقربة من راشد الغنوشي.
وبيّنت التحقيقات التي كشفتها هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي أن صهر الغنوشي (عبد العزيز الدغسني) كان مكلفا بمهمة في الجهاز السري وهي التنسيق مع إخوان مصر من أجل تبادل المعلومات في عصر محمد مرسي.
التنسيق المشار إليه وصل إلى حد التفكير في تنفيذ اغتيالات مشتركة عبر تسميم خصوم الإخوان في تونس ومصر.
يرى العديد من المراقبين أن سفينة الإخوان بدأت تغرق وتتلاشى بفعل الحقائق الصادمة لعلاقتهم بالإرهاب وتسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر مثل سوريا والعراق للانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي.
وقال بسام حمدي، رئيس تحرير جريدة حقائق التونسية، إن نية خروج القيادي الإخواني لطفي زيتون من حزب النهضة هو دليل على توتر العلاقات الداخلية للحزب، مؤكدا وجود نية لقيادات أخرى الانشقاق على حزب الإخوان وتكوين أحزاب أخرى بعيدة عن أفكاره.
وبيّن أن تداعيات ملف الجهاز السري ستجعل العديد من الأسماء الإخوانية تقفز من السفينة قبل مواجهتها للأحكام القضائية.
وأوضح أن الخطاب الإخواني لم يعد له قدرة على إقناع التونسيين في ظل الأزمات العميقة والهيكلية للاقتصاد التونسي.