سر العملية السرية «سولومون».. دور الموساد في هجرة «الفلاشا» من إثيوبيا إلى إسرائيل
السبت، 06 يوليو 2019 01:38 م
بعد مقتل الشاب سالمون تيكا، على يد شرطى إسرائيلى، تمر إسرائيل حاليا بحالة من الفوضى، بسبب إندلاع مظاهرات احتجاجية من مجموعة اليهود الإثيوبيين المهجرين والذى يطلق عليهم "يهود الفلاشا".
من هم يهود الفلاشا؟
يطلق لقب "يهود الفلاشا" على المهاجرين سرا من إثيوبيا إلى إسرائيل من يهود الحبشة، فى إطار العملية السرية "سولومون" وشارك فيها جهاز الموساد، خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين، وأطلق عليهم اسم "بيتا إسرائيل" وتعنى جماعة إسرائيل.
ما هى أصولهم؟
تتناثر الروايات والحكايات حول جذور يهود الفلاشا، حيث يقال إن أصولهم ترجع إلى النبى سليمان وملكة سبأ بلقيس، واعترف يوسف عوفاديا، الحاخام الأكبر السابق لليهود الشرقيين (السفارديم) فى اسرائيل، بيهودية الفلاشا فى عام 1973، بإعلانهم قبيلة من سلالة سبط "دان"، ويختلف اليهود من الأصل الإثيوبى عن بقية اليهود فى العالم من عدة نواحى، رغم أن التيار الإثيوبى من الديانة اليهودية أحد أقدم فروع اليهودية.
هل يتمتع يهود الفلاشا بنفس الحقوق فى المجتمع الإسرائيلى؟
لا يتمتع يهود الفلاشا بنفس حقوق التعليم والوظائف فى المجتمع الإسرائيلى، فوفقا لمركز بحوث اجتماعية، فإن نسبة دخل اليهودى من أصل إثيوبى تقل بنسبة تقارب 40% من اليهودى الإسرائيلى الذى يتمتع أيضا بمزايا وظيفية فى مناصب أفضل، بينما غالبية يهود الفلاشا يزاولون أعمالا منخفضة الأجور لا تحتاج إلى تأهيل علمى مثل أعمال النظافة وقطاع الأغذية.
كم يبلغ عدد يهود الفلاشا فى إسرائيل؟
وفقا لتقرير نشره مكتب الإحصاء المركزى فى إسرائيل عام 2017، يبلغ عدد اليهود من أصل إثيوبى حوالى 140 ألف شخص، بمعدل يقارب 2% من إجمالى التعدد السكانى لدولة الاحتلال، وولد أكثر من 85 ألف منهم شخص فى إثيوبيا.
ما هى أوضاعهم فى المجتمع الإسرائيلى؟
وفقا أيضا لمكتب الإحصاء الإسرائيلى، تشير المعطيات إلى الإنغلاق والانعزال النسبى لمجموعة اليهود الإثيوبيين، ورصد أن 88% من حالات الزواج تعقد ضمن الجالية الإثيوبية، كما يحصل 55.4% فقط من طلاب المدرسة المنحدرين من إثيوبيا على الشهادة الثانوية، ينال 39% منهم الشروط اللازمة للالتحاق بالجامعات.
ما أماكن تواجدهم داخل إسرائيل؟
نظرا للتمييز العنصرى ضدهم، فإن اليهود من أصل إثيوبى ينتشرون فى مناطق محددة داخل إسرائيل، كما ينتشرون فى بعض المناطق والمستوطنات الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية، ووفقا لبعض الدراسات، فإن أكبر تجمع ليهود الفلاشا فى الضفة الغربية المحتلة يوجد فى مستوطنة كريات أربع قرب الخليل، أيضا ثمة تجمع لهم بالقرب من صفد فى الجليل الأعلى داخل الخط الأخضر، كما يتركز عدد من اليهود الإثيوبيين فى مدينة عسقلان، بالإضافة إلى ذلك يتوزع عدد من هؤلاء فى تجمعات استيطانية حول القدس مثل راموت وبيت مئير وتلة زئيف.
هل تتوافر الخدمات ليهود الفلاشا فى هذه التجمعات؟
تتسم معظم هذه التجمعات ببيئتها الفقيرة وارتفاع معدلات البطالة، وفقدان جزء كبير من الخدمات التى تتمتع بها المدن الإسرائيلية التى يعيش فيها اليهود البيض"، وفقا للوصف الذى أطلقه عليهم اليهودى من أصل عراقى شلومو معوز، الذى طرد من عمله فى شركة استثمارات، عام 2012، لأنه هاجم التمييز العنصرى الذى تعرض له، حيث قال فى تصريح له نشر فى صحيفة الشرق الأوسط عام 2012:"إن التمييز ضد اليهود الشرقيين ما زال قائما، والنخبة الأشكنازية ما زالت مسيطرة على المجتمع الإسرائيلى ومفاتيحه القيادية".
هل تمارس العنصرية ضد يهود الفلاشا؟
بالفعل هناك عنصرية ليهود الفلاشا، فدائما ما ينظر إليهم اليهود الإسرائيليين على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية، ويتهم الإثيوبيون الإسرائيليين "البيض" بممارسة التمييز العنصرى النظامى الممنهج بحقهم وحرمانهم من حقوقهم الشرعية، رغم أن الكيان الصهيونى تقدم نفسها أنها تسترشد بقيم الديقراطية والتعددية والمساواة، بينما يرى الإثيوبيون أن الشرطة تتعامل معهم بالعنف التعسفى وتستخدم القوة المفرطة ضدهم.
إضافة إلى ذلك، يؤكد الإثيوبيون أنهم يعانون من التفرقة العنصرية فى التعاملات اليومية، مشيرين إلى أن العنصرية والتمييز يعيقان تطور مجتمعهم ككل، ويبقيانهم عند مستوى اجتماعى اقتصادى منخفض.
ما سبب انتفاضة الفلاشا الأخيرة؟
تعود سبب انتفاضة يهود الفلاشا الأخيرة إلى مقتل الشاب الإثيوبى سالمون تيكا، 19 عاما، الأحد الماضى، على يد شرطى إسرائيلى لم يكن فى مهمة عمل، مما تسبب فى حالة غضب عارم فى أوساط اليهود الإسرائيليين، ليتظاهروا تنديدا بالعنصرية الممنهجة ضدهم، فى حيفا ومدن أخرى، وترافقت الاحتجاجات بأعمال عنف وأشعل المحتجون النار فى الإطارات وقطعوا الطرقات فى عدة مدن وهاجموا قوات الشرطة الإسرائيلية، رفضا للعنصرية والتهميش بحقهم من جانب الحكومة الإسرائيلية.