هل تنقذ قمة العشرين الاقتصاد العالمي من كبوته؟

ستنعقد قمة العشرين الـ14 منذ تأسيسها فى مدينة أوساكا اليابانية نهاية هذا الأسبوع، ومن المقرر أن تبحث الملفات الساخنة، على الساحة العالمية، حيث يجتمع قادة الدول المشاركين، والذين يمثلون أضخم اقتصاديات العالم، فى وقت يهتز العالم سياسيا واقتصاديا، فى ظل أزمة الحرب التجارية الكبرى بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وتوترات قد تؤدى إلى حرب بين كل من إيران وأمريكا.

وهذه القمة التى تضم فى لائحتها 20 دولة، وهم الولايات المتحدة ، كندا، المكسيك، البرازيل ، الأرجنتين،  فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، إيطاليا ، جنوب إفريقيا ، تركيا ، السعودية ، روسيا ، الصين ، اليابان ، كوريا الجنوبية ، الهند ، إندونيسيا، أستراليا ، الاتحاد الأوروبي، ستبحث خلال الانعقاد تطوير سياسات فعالة لتحقيق تنمية مستدامة ومتوازنة، وخلق وظائف حقيقية لرفع مستويات المعيشة والرفاهية بين شعوب العالم، وعلى هامش القمة، ستعقد عدد من اللقاءات الثنائية بين رؤساء الدول للتباحث في القضايا ذات الاهتمام المشترك.

ومن المقرر أن يتناول جدول أعمال القمة عددا من القضايا المالية والاقتصادية والاجتماعية، من بينها الطاقة والبيئة والمناخ والاقتصاد والتجارة والرعاية الصحية والتعليم والعمل، وعلى رأس هذه الملفات أزمة الاقتصاد العالمي، حيث سيتم مناقشة الأزمة وأبعادها ومدى تأثير العوامل الهيكلية عليه، مثل الاختلالات العالمية والشيخوخة، بالإضافة إلى طرح المخاطر الرئيسية التي تهدده، وآليات الخروج منها، فى ظل الحرب التجارية الكبرى بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية والصين، والتى هددت ليس البلدين فقط إنما العالم بأسره والأسواق كافة، وتذبذبات حادة فى أسعار الدولار والنفط والذهب المتأثرين بشكل مباشر من هذه الحرب.

وستبحث القمة أيضا، التجارة والاستثمار، حيث ستسعى القمة نحو تشجيع الاستثمار في البنية التحتية، فضلا عن التدابير التي تهدف لزيادة تعزيز أساس التنمية المستدامة والمرونة المالية ضد الكوارث الطبيعية مثل تمويل مخاطر الكوارث، وكذلك سيتم بحث ملف الابتكار، وسيركز النقاش أيضا على كيفية دفع الابتكار، بما في ذلك الرقمنة، لتحقيق النمو الاقتصادي وتعزيز الإنتاجية، كما سيتم بحث ملف البيئة والطاقة، حيث يتصدر هذا الملف اهتمام قادة دول العالم، خصوصا مع التغيرات المناخية التي يشهدها كوكبنا. وسيناقش المشاركون في القمة الإجراءات المنسقة الواجب اتخاذها من قبل المجتمع الدولي لمواجهة التحديات المتعلقة بالمناخ.

ومن أبرز الملفات أيضا التى ستتناولها القمة ملف تمكين المرأة، فهذا الموضوع يعد ضروريا لتحقيق نمو اقتصادي مستدام وشامل، كما سيبحث قادة العالم المشاكل التي تخص مشاركة المرأة في العمل، وتعزيز الدعم لتعليم الفتيات والنساء بما في ذلك مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وأيضا ملف التنمية على رأس الملفات التى سيتم بحثها، وستطرح خلال الاجتماعات إجراءات ملموسة لتعزيز إمكانات النمو والتنمية، والتمويل المستدام لتعزيز التغطية الصحية الشاملة في البلدان النامية، بالإضافة إلى تعزيز شفافية الديون وضمان القدرة على تحملها في البلدان منخفضة الدخل، وكذلك ملف الصحة، حيث أن هذا الملف مجالا مهما وضروريا وأساسا للنمو المستدام في الاقتصاد العالمي. وتمت دعوة منظمة الصحة العالمية إلى هذه القمة لبحث ومناقشة ثلاثة عناصر، وهي تحقيق التغطية الصحية الشاملة، والاستجابة لمشكلة الشيخوخة، وإدارة حالات الطوارئ الصحية.