يتحمل قِلّة المياه وملوحتها وشدة الحرارة..
دخل دائرة الاستثمار الزراعى..«أبو حلاوة ياتين» يغزو الأراضى الصحراوية
الخميس، 27 يونيو 2019 01:00 م
أبو حلاوة يا تين، هو النداء الشهير، لبيع التين الشوكى، من جانب الباعة الجائلين، سواء كانوا تلاميذ وطلاب مدارس وجامعات، قرروا يعملون صيفاً لمساعدة أنفسهم وأسرهم، أو كِباراً يتحملون مسئولية أسرة وأبناء، تُشفق عليهم، وتأخذك الرحمة بهم، عندما يُمسكون بثمار التين الشوكى، لإزالة القشور، ذات الأشواق الكثيرة، التى هى على هؤلاء الأبناء والكبار، همٌ بالنهار يسابقون فيه الزمن، لبيع "مقطوعية" اليوم، حتى يحصلوا على المقابل المادى أو اليومية، من"المعلّم" أو الرجل الكبير، أو صاحب"الشغل"، كما يسمونه، وبعد البيع يذهب هؤلاء إلى الاستراحة من "المقطوعية"، فتأتى آلام وأوجاع الأشواك، التى تغطى أيديهم، وتكون مبعثاً لتعبهم وأوجاعه ليلاً، على الرغم من غمر أيديهم فى مياه بالملح، لمحاولة تخفيف الآلام والأوجاع.
التين الشوكى
محصول زراعي استثمارى
يعتبر التين الشوكى، من المحاصيل الهامة، بالنسبة للمستثمرين الزراعيين المتوسطين، نظراً لتكلفة زراعته القليلة، مقارنة بمحاصيل أخرى، ويتم زراعته فى عددٍ من المحافظات، مثل الفيوم والقليوبية ومحافظات الوجه القبلى، كما تزرعه عددٌ من محافظات الوجه البحرى أيضا، فيما بدأت تزحف زراعته إلى رقعة الأراضى الصحراوية، المستصلحة حديثاً منذ سنوات، كما بدأت أيضا تتحول زراعته من التناثر والعشوائية، إلى طريقة وأسلوب الاستثمار الزراعى المُنظّم، والمشروعات الزراعية المتوسطة والكبيرة، التى يتم التخطيط والإعداد لها، بدراسات الجدوى، وحساب وتكاليف المكسب والخسارة، ومدى استعداد السوق المحلى والتصدير للخارج، لاستيعاب المُنتج الزراعى.
مساحة الزراعة والإنتاجية
حتى كتابة هذه السطور، لا توجد تقارير ولا بيانات رسمية، تحدد مساحة زراعة وإنتاجية التين الشوكى فى مصر، نظراً لأن مساحة زراعته قليلة جداً، ومتناثرة بعددٍ من محافظات الوجهين القبلى والبحرى، كما كانت تتناثر أشجاره، على الطرق الزراعية الطويلة، والجسور والترع والمصارف، وعلى حرم السكك الحديدية، وحول مداخل ومخارج القرى والعزب والنجوع، وحول مصادر المياه، وكل هذه المساحات، لاتتعدى مئات الأفدنة، داخل أراضى الوادى والدلتا، غير أنّه بدأت تظهر على استحياء دراسات جدوى، لزراعة واستثمار هذه الأشجار، وتقول إحداها، إنّ الفدان الواحد، يمكن أن ينتج حوالي 8 أطنان، من ثمار التين الشوكي، ويمكن بيع الكمية المُنتجة بحوالي 80 ألف جنيه.
كما تشير الدراسات، إلى أنه يوجد حول العالم، حوالي 6 مليار فدان، صالحة لزراعة هذا النبات المتميز، علاوة على أن 100 كيلو جرام من البذور، تنتج حوالي 5 كيلو جرامات من الزيت، ويبلغ سعر لتر الزيت الواحد ما يتراوح بين 800 إلي 1300 يورو، كما أن مخلفات هذا النبات، يمكن تحوليها إلي علف حيواني عالي الجودة، فيما تؤكد الدراسات والواقع أيضا، أن النبات لدية القدرة، علي النمو في الأراضي الصحرواية والمناطق الجافة والفقيرة بالمياة، فهو من فصيلة الصباريات، ومن حُسن تدبير المقادير، أنه توجد في وطننا وبلادنا العربية، مساحات كبيرة من الأراضي الصحراوية، الغير مُستغلة، ويمكن استصلاحها وزراعتها بهذا النبات الصبور، والتين الشوكى أيضا، من المحاصيل والنباتات والأشجار، التي تحقق عوائد استثمارية مرتفعة، خاصة إذا ما تمت مقارنة احتياجاتة الزراعية المنخفضة التكلفة من ري وتسميد ومكافحة آفات باحتياجات المحاصيل الأخري التقليدية، ومن أهم فوائده أيضا أنه يحافظ على تثبيت التربة الرملية، ولذلك يصلح جداً للمحافظات الصحراوية، ويعتبر حائط صد أو سور قوى لوقف زحف الرمال على الطرق وخطوط المواصلات وخاصة على السكك الحديدية، ولذلك فزراعته فى محافظات الوادى الجديد وشمال وجنوب سيناء ومطروح والبحر الأحمر ذات فوائد عديدة.