المسؤول عن الصواريخ المجهولة التي ضربت العراق.. إرهاب أم تصفية حسابات؟
الجمعة، 21 يونيو 2019 09:00 ص
أُطلقت صواريخ وقذائف مجهولة على مواقع عسكرية ومدنية فى العراق، بشكل ملفت للنظر الأمر الذى يطرح تساؤلا عن الجهة المسئولة عن هذه الضربات، وهو ما يعكف عليه الجيش العراقي حاليا حيث أكد فى بيان رسمي أنه يعكف على جمع المعلومات الاستخبارية عن الجهات التي تقف وراء إطلاق صواريخ، متوعدا هذه الجهات برد حازم.
وقد تعرض عدد من المواقع الهامة المدنية والعسكرية في بغداد ومحافظات مختلفة إلى هجمات بالصواريخ والكاتيوشا وقذائف الهاون على مدار أسبوع، فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذه الهجمات، وأحدث هذه الضربات استهداف موقع البرجسية الذي يقع غربي مدينة البصرة جنوبي العراق، حيث سقط صاروخ قصير المدى قرب مقرات شركات نفط عالمية، وهي رويال داتش شل وإيني الإيطالية وإكسون موبيل الأمريكية العملاقة، كما طالت الهجمات مناطق تضم تواجدا عسكريًا أمريكيًا مثل قاعدة البلد العسكرية في محافظة صلاح الدين، والتاجي شمالي العاصمة بغداد، وحي الجادرية قرب من المنطقة الخضراء، فضلا عن مجمع القصور الرئاسية في الموصل، حيث مقر مجموعة من المدربين الأمريكيين.
وأحدث صاروخ انطلق فى البرجسية بينما كان موظفو إكسون يبدأون العودة إلى البصرة، بعد أن تم إجلاؤهم عقب مغادرة دبلوماسيين أمريكيين، في شهر مايو الماضي، بسبب ما قالت عنه واشنطن إنه تهديدات من إيران، التي لها علاقات وثيقة مع ميليشيات الحشد الشعبي العراقية، الأمر الذي يزيد من تأزم هذا المشهد المتكرر في العراق، الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه حتى الآن، هو أنه يأتي في وقت يتصاعد فيه التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، ويتشابه هذا الهجوم مع غيره من الضربات الصاروخية التي تنوعت بين صواريخ كاتيوشا وقذائف الهاون، واستهدفت قواعد لأفراد في الجيش الأمريكي بالعراق ومحيط السفارة الأمريكية.
الجيش العراقي كلف جميع الأجهزة الأمنية بجمع المعلومات وتشخيص الجهات التي تقف خلف إطلاق هذه الصواريخ لتتخذ القوات الأمنية الإجراءات الرادعة ضدها، أمنيا وقانونيا، بحسب بيان رسمي أكد أيضا أن القوات الأمنية لن تسمح بالعبث بأمن العراق والتزاماته، وستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه، إرباك الأمن وإشاعه الخوف والقلق وتنفيذ أجندة تتعارض مع مصالح العراق الوطنية.
الصواريخ التى تم اطلاقها حديثة، فقد وصل مدى الصواريخ إلى كل من قاعدتي البلد في محافظة صلاح الدين، والتاجي شمالي العاصمة بغداد، وحي الجادرية بالقرب من المنطقة الخضراء، فضلا عن مجمع القصور الرئاسية في الموصل، حيث مقر مجموعة من المدربين الأمريكيين، فيما يرى متابعون إن بصمات وكلاء إيران حاضرة بقوة في مسلسل الهجمات الذي طال العراق مؤخرا، الأمر الذي يعلق عليه رئيس مؤسسة النهرين لدعم الشفافية والنزاهة محمد رحيم بقوله: "إيران تهاجم علنا، ولها نفوذ كبير في العراق، لا يمكن لأحد إنكاره أو إخفاءه، والشعب العراقي مقتنع تماما أن بلده أصبح الحديقة الخلفية لإيران، بفعل مدى نفوذها وهيمنتها على العراق".
الغريب فى إطلاق الصواريخ أنها لم تصب أهدافها فلم يتم استهداف أي قاعدة أمريكية مباشرة، بل كان الاستهداف غير مباشر، وسقطت في مكان قريب من المصالح الأجنبية، الأمر الذى يغدو كونه تهديدا فقط، بحسب رئيس مؤسسة النهرين لدعم الشفافية والنزاهة محمد رحيم، الذى أضاف فى تصريحات صحفية أن العراق يعلم جيدا الفصائل المسلحة التابعة لإيران والموالية لها.
وفى إشارة لرفض أن تكون العراق ساحة للمواجهة بين الولايات المتحدة وإيران، قال رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، إن القوات الأجنبية والميليشيات المحلية العاملة داخل بلده محظور عليها مواجهة بعضها البعض، وأنها يجب أن تعمل تحت إشراف القوات المسلحة العراقية وسيطرتها، يأتى ذلك فى ضوء أن عدد كبير من الميليشيات، المعروفة باسم الحشد الشعبي، تحت لواء الجيش في 2018، فإنها تعمل بشكل منفصل عن الجهاز الأمني العراقي، وتُتهم بولائها لإيران.