«أردوغان» .. اتهمته نيوزيلندا بنشر الإسلاموفوبيا في حادث المسجدين

رجب طيب أردوغان رئيس تركيا الذي يجيد دائماً القفز على الأحداث، و لم يترك أي فرصة إلا واستغلها لخداع البسطاء باسم الدين والإسلام، لاستعادة ثقة الأتراك، بعد الانحراف بدولته إلي السقوط، مع كل مناسبة أو حدث يحاول تحويله إلي مكسب واستثماره لصالحه، لتبيض وجهه أمام معارضيه الناقمين علي حكمة المطالبين مرارًا وتكرارًا بترك الحكم.

ليس بغريب أن يستغل أردوغان وفاة محمد مرسي العياط ليتدخل في شئون مصر ويلقي التهم جزافاً، فهذة هي طريقته المعتاده، فسبق وأن حاول منذ عدة أشهر استغلال حادث الهجوم علي مسجدين بدولة نيوزيلاندا في خطاباته أثناء حملة الدعاية الانتخابية لإنقاذ حزبه خلال انتخابات البلديات في تركيا التي جرت أبريل الماضي.

لم يجد أردوغان أفضل من مذبحة المسجدين للمزايدة بتصريحات رنانة ليعلن «إنه إذا لم تحاكم نيوزيلندا مرتكب الحادث فتركيا علي استعداد لمحاكمته» رغم أن أردوغان يعي أن محاكمة المتهم بدأت بالفعل قبل تصريحاته بثلاثة أيام والتي جاءت بعد نشر مكالمته التي أجراها مع رئيسة وزراء نيوزيلندا عقب الحادث  لتقديم العزاء ، فضلا عن قيامه نشر فيديو المكالمة بعد مونتاجها ليظهر وهو يطالب بمحاسبة السفاح .

استغلال أردوغان لحادث المسجدين أمام شعبه أثار غضب المسؤولين بدولة نيوزيلندا والذين احتجوا على قيام أردوغان بعرض لقطات لفيديو الحادث أمام أنصاره خلال لقاء حاشد في أسطنبول نظمه «حزب العدالة والتنمية» وهو ما يؤكد أن أردوغان يسعى لاستغلال أزمة نيوزيلندا في تصدير مشهد أنه حامي الحمى، وأن الوضع الدولي يعاني من اضطراب.

في محاولة يائسة لإنقاذ هيبة «حزب العدالة والتنمية»، التي ضاعت على يده، منذ توليه مقاليد الحكم في تركيا، فكلمات ديكتاتور تركيا، وداعم الإرهاب وممولها، تسببت في احتجاج نائب رئيسة الوزراء النيوزيلندية وينستون بيترز على هذا الاستخدام، والذي حذر من تصريحات أردوغان بأن يحاول تسييس الحادث قائلاً : « إن تلك التصريحات تعرض مستقبل وسلامة الشعب في نيوزيلندا للخطر، وهو غير منصف إطلاقا».

وأشار «بيتزر»، إلى أنه اشتكى مباشرةً لدى نائب الرئيس التركي فؤاد أوكتاي ووزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو اللذين زارا نيوزيلندا، "بأن نيوزيلندا أعلنت أنها تعارض الإرهاب بكل أشكاله وأننا مجتمع حر ومنفتح".

وأضاف نائب رئيس وزراء نيوزيلاندا: "أجرينا حوارا مطولا حول ضرورة حرص كل الدول، ومنها تركيا، على عدم تشويه صورة بلدنا، نيوزيلندا".