«الكابلات البحرية».. بوابة ذهبية لمصر نحو استضافة مراكز البيانات العالمية العملاقة
الثلاثاء، 18 يونيو 2019 08:00 ص
الكابلات البحرية هي المسؤولة عن مرور البيانات بين مختلف القارات، وبدونها سيفقد البشر اتصالهم ببعض حول العالم، وتعد مصر من أبرز الدول العالمية وأكثرها امتلاكا للكابلات البحرية، ولكن هل نستفيد من مرور تلك الكابلات؟
موقع مصر المتميز يجعلها قادرة على استيعاب الكابلات البحرية ومرورها من البحر الأحمر والمتوسط وصولا إلى مختلف دول العالم، وتلك الكابلات تعتمد على الألياف الضوئية التي تساهم في توصيل سرعات نقل بيانات عالية للغاية.
خبراء الاتصالات المشاركين بالمؤتمر الثالث لمراكز البيانات، أكدوا أن مصر قادرة على استغلال الكوابل البحرية التي تمر بداخلها، واستغلال حجم البيانات الضخم الذي يتم نقله عبر مختلف القارات، حيث تعد مصر واحدة من أكثر دول العالم التي تستضيف كابلات بحرية وأرضية تمر في أراضيها وتنقل أكثر من 80% من البيانات القادمة من أسيا إلى أوروبا والعكس.
وزارة الاتصالات أكدت أن مصر تسعى للربط مع الدول الإفريقية بشبكة متميزة للتعاون مع دول القارة في نقل البيانات وتحسين خدمات الانترنت بها من خلال استخدام محطات الإنزال وشبكة الكوابل البحرية والأرضية التي تمر في مصر، وفي حالة نجاح تلك الخطة سوف تتبوأ مصر مركزا متميزا في صناعة مراكز البيانات في ظل ما تمتلكه من مقومات عديدة.
أكد الدكتور ناجي أنيس الخبير بمجال البنى التحتية للاتصالات، أن مصر تعد الدولة الثانية على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية لديها كوابل بحرية يصلوا إلى 18 كابل بحري بالإضافة إلى 7 كوابل بحرية جديدة سيدخلون الخدمة خلال السنوات الخمس المقبلة، مشيرا أن مصر تتمتع بمزايا تنافسية كبيرة أبرزها توافر مصادر الطاقة لديها والكهرباء وخدمات الفايبر والبنية التحتية علاوة على الموقع الجغرافي المتميز.
وانتقد أنيس عدم وجود مصر على الخريطة العالمية لمراكز البيانات رغم المزايا والفرص الموجودة بها وأن سوق مراكز البيانات تتحكم فيها 5 شركات عالمية كبرى، مطالبا بضرورة التواصل وفتح قنوات للاتصال مع هذه الشركات سواء من الحكومة أو الشركات أو القطاع الخاص للعمل معها والترويج لمصر في هذه الصناعة الواعدة.
واتفق مع الرأي السابق المهندس وليد جاد رئيس غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات، مؤكدا أن الغرفة تحاول تذليل العقبات أمام الشركات الأعضاء فيها وتوفير الفرص التدريبية بالتعاون مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "ايتيدا"، خاصة وأن هناك مستقبلًا كبيرًا لصناعة مراكز البيانات في ظل الدعم الحكومي واتجاه الحكومة نحو مشروعات التحول الرقمي.
وأكد المهندس محمد سامح رئيس قطاع الشركات بالشركة المصرية للاتصالات، على الدور الهام الذي يمكن أن تلعبه مراكز البيانات للشركات خاصة المصرية للاتصالات باعتبارها أول مشغل مصري متكامل مؤكدا أنه خلال 12 شهرا المقبلة ستتوسع الشركة في مركزين كبيرين للبيانات، مؤكدا أن التحدي الأكبر الذي تواجهه الشركات في الوقت الحالي يتمثل في سرعة التحرك على أرض الواقع.
وتابع قائلًا إن المصرية للاتصالات مؤهلة لقيادة صناعة مراكز البيانات في مصر وإفريقيا والمنطقة خاصة بعد الاتفاقيات التي وقعتها المصرية للاتصالات مع عدد من الشركات العالمية، لذلك فالمصرية للاتصالات أصبحت مستعدة لهذا السباق.
وشدد الدكتور زياد عبد التواب رئيس مركز معلومات مجلس الوزراء، على الدور الذي تلعبه صناعة المعلومات وما يترتب عليها من اتخاذ القرار المناسب بعد جمع البيانات والمعلومات وتحليلها ، مؤكدا أن مصر تأتي في المرتبة 24 على مستوى العالم في حجم السوق بينما تتربع الصين في المركز الأول وهو ما يمثل فرصة عظيمة أمام الشركات المصرية لدفع مسيرة التنمية والاستثمار نحو مراكز البيانات.
وألقى الدكتور هيثم علي مستشار نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الضوء على المشروعات التي تقوم بها الحكومة المصرية وأبرزها مشروع مدينة بورسعيد الذكية والتي ستعود بالنفع على المواطن المصري والذي سيحصد نتائج منظومة التحول المصري والتي ستعمل على توفير الوقت والجهد والمال وتقليل الفساد والحد منه بالإضافة إلى العمل على تصدير خبرات مصر في هذا المجال للدول العربية والإفريقية.