تصنيع الكابلات الضوئية.. خطوة لتوفير مليارات الجنيهات للاقتصاد المصري

تعد صناعة كابلات الألياف الضوئية، مكون رئيسي في الخطة الاستراتيجية التي تنفذها الحكومة لتطوير البنية التحتية للاتصالات في مصر، وذلك من أجل تقديم خدمات إنترنت أسرع، وتفعيل استخدامات أوسع للتطبيقات التكنولوجيا المختلفة مثل الحوسبة السحابية، وتخزين البيانات العملاقة ونقلها وتطبيقات إنترنت الأشياء المختلفة.

وأصبح تصميم وتصنيع الإليكترونيات فى مصر، توجهًا قوميًا، بعد إطلاق المبادرة الرئاسية خلال فعاليات مؤتمر ومعرضCairo  ICT 2015 ، وفى هذا الإطار جاء افتتاح المرحلة الأولى من مصنع كابلات للألياف الضوئية بمدينة بدر باستثمارات صينية مصرية مشتركة تبلغ حوالى 30 مليون دولار خلال 3 سنوات بين شركتى مصرية وأخرى صينية، وهو ما يطرح تساؤل حول الفوائد الاقتصادية من التوسع في تصنيع كابلات الألياف الضوئية للاقتصاد المصرى.

وقال مصدر مسئول في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن تصنيع كابلات الألياف الضوئية في مصر سيوفر مليارات الجنيهات للاقتصاد المصري، خاصة أن مصر لديها في تلك الفترة مشروعات سكنية وشبكة طرق وكذلك شبكات شركات الاتصالات تحتاج إلى مثل هذه المكونات، لافتا إلى أن  تصنيع كابلات الألياف الضوئية محليا يقدم الحلول المتكاملة لصناعة الكابلات بداية من تصميم الشبكات ومرورًا بتوريد كابلات الألياف الضوئية المصنعة محلياً وتركيبها، وكذلك من المخطط تصنيع ما يعرف بـ"الكور"، وهو الجزء الأصعب في عملية التصنيع المسئول عن نقل الترددات داخل كابلات الفايبر، حيث يعتبر صناعة هذا الجزء من الكابلات محدودة إلى حد كبير، ولا تقوم به سوى عدد محدود من الشركات حول العالم، لذا فهناك مساعي إلى نقل هذه التكنولوجيا المتقدمة إلى مصر.

وأضاف المصدر لـ"صوت الأمة"، أن تصنيع كابلات  Mcro-trenching هى تكنولوجيا جديدة من الكابلات لا تحتاج إلى حفر الطرق لمدها وإنما يتم زرعها بطريقة مبتكرة  blowing fiber، ويعد هذا النوع من الكابلات هو الأحدث في تكنولوجيا صناعة كابلات الألياف الضوئية، ويقود الاتجاه عالميا في صناعة كابلات الألياف الضوئية، حيث يتميز بسهولة تمريره تحت الأرض ولا يحتاج سوى حفر عمق 10 سنتيمتر فقط لإمداده عبر أنابيب مخصصة لذلك، وهو ما يحقق وفورات مالية وزمنية تصل إلى 30 % تقريبا.

وأوضح المصدر، أن هناك سوقا كبيرًا متاح أمام صناعة هذه الكابلات محليًا، ومنها الجهات الحكومية ومعظم شركات الاتصالات العاملة مصر، وعدد من شركات البترول، بالإضافة إلى عدد من الجامعات الخاصة من القطاع التعليمي، وبعض المدن السكنية على كابلات الألياف الضوئية المصنع في مصر  .

ويقام المصنع الجديد على مساحة 27 ألف متر مربع، بطاقة إنتاجية تزيد عن 8 ألاف كيلومتر سنوياً، وتستهدف الشركة تغطية احتياجات السوق المصري من كابلات الفايبر، وتخطط للتصدير للأسواق الأفريقية منتصف العام المقبل تزامناً مع زيادة الطاقة الإنتاجية للمصنع.

وتبلغ استثمارات المصنع نحو 30 مليون دولار خلال السنوات الثلاثة المقبلة، جزء منها استثمارات أجنبية مباشرة، فيما تخطط الشركة إلى أن يسهم المكون المحلي في تصنيع الكابلات بنسب.

وتمتلك مصر خبرات طويلة في مجال حلول الاتصالات والكابلات تمتد لأكثر من 30 عامًا، حيث تم تنفيذ البنية التحتية التكنولوجية لعدد من المشروعات الكبرى بالسوق المصرية وبعض الدول المجاورة، وذلك اعتمادا على قاعدة عريضة من الكوادر الفنية المدربة من الشباب المصري. 

وتهدف إستراتيجية صناعة كابلات الألياف الضوئية إلى الاستعانة بالكوادر الفنية المصرية المدربة في تصنيع كابلات الألياف الضوئية محليا، بالشراكة مع إحدى الشركات الصينية لتغطية الطلب المحلى والتصدير للخارج، وكذلك خلق جيل جديد من العمالة الفنية المدربة في صناعة كابلات الألياف الضوئية وتكنولوجيا الاتصالات.

ويعكس إنشاء مصنع جديد لتصنيع الكابلات الضوئية خطة الدولة للتوسع في إفريقيا، حيث تمتلك مصر موقعا استراتيجيا بين الأسواق الإقليمية، كما سيتم اتخاذ مصر مقرا رئيسيا للتوسع في تصدير كابلات الألياف الضوئية للقارة الأفريقية لما يتمتع به السوق الإفريقي من ارتفاع نسبة نموه في كابلات الألياف الضوئية على المستوى العالمي.