كيف يستغل أردوغان الغاز في انتخابات بلدية إسطنبول؟
الإثنين، 17 يونيو 2019 04:00 م
يبدو واضحًا إصرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على استخدام ملف الغاز كسلاح مهم في انتخابات بلدية إسطنبول، والتي من المفترض أن تجري الأسبوع المقبل وتحديدًا في 23 يونيو الماضي.
وتزامنًا مع انتخابات البلدية لإسطنبول التي تم إعادتها بعد ضغوط الحزب الحاكم على اللجنة العليا للانتخابات، والتي من المقرر أن تقام بين مرشح حزب العدالة والتنمية ورئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم مع مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو، أكد الرئيس التركي أن حكومته مصرة على المضي قدمًا بالتنقيب عن الغاز قبالة السواحل القبرصية، متوعدًا برد قوى في حال تعرضت السفن التركية لأي ضرر.
وتعتبر هذه التصريحات خطوة تصعيدية كلامية جديدة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ضد قبرص، ولكن قرأ المتابعون حديثه على أنه دعاية انتخابية لحزبه بعد الهزيمة التي نالها في انتخابات اسطنبول التي أجريت أبريل الماضي، والتي أظهرت هشاشة الحزب الحاكم بخسارته البلديات الكبرى أمام أحزاب المعارضة.
وقال الرئيس التركي إن بلاده ستواصل التنقيب عن النفط قبالة سواحل قبرص بعد أن دعت دول جنوب أوروبا تركيا إلى وقف أعمالها التي زعم إنها غير شرعية في المنطقة، موضحًا في خطاب متلفز في إسطنبول: «نواصل وسنواصل البحث في هذه المناطق التي هي لنا»، محذرًا من وجود أوامر باعتقال أفراد طاقم السفينة التركية، في إشارة منه لتقارير عن إصدار قبرص مذكرات توقيف بحق أعضاء سفينة التنقيب التركية "فاتح" الأسبوع الماضي.
وكانت دول جنوب أوروبا السبع دعت خلال قمة في مالطا، الجمعة، تركيا إلى "وقف أعمالها غير الشرعية"، في إشارة إلى عزم أنقرة التنقيب عن النفط في مياه المنطقة الاقتصادية الخالصة القبرصية، وقالت الدول السبع المنضوية في مجموعة "ميد7" في البيان الختامي للقمة "نأسف بشدة لعدم استجابة تركيا للدعوات المتكررة التي وجهها الاتحاد الأوروبي والتي دان فيها الأعمال غير الشرعية التي تقوم بها تركيا" في تلك المنطقة.
وأضاف البيان "إذا لم توقف تركيا أعمالها غير القانونية، فإننا نطلب من الاتحاد الأوروبي البحث في اتخاذ تدابير مناسبة تضامنا مع قبرص".
إلا أن الخارجية التركية كعادتها زعمت أن البيان بأنه "منحاز" ومخالف للقانون الدولي، واتهمت الاتحاد الأوروبي بالوقوف في صف قبرص واليونان العضوين في الاتحاد الأوروبي.