صيف حار جدا

الأحد، 16 يونيو 2019 11:45 ص
صيف حار جدا
مني أحمد تكتب:

شهدت منطقة الخليج العربي، وقوع عدة حوادث استهدفت ناقلات نفط بمنطقة بحر عمان- وهو ممر حيوي أمام حركة ناقلات النفط حول دول العالم- وسط اتهامات لإيران بالوقوف خلف تلك الهجمات وهو ما رفع حدة التوتر في المنطقة بين ايران وجيرانها في منطقة الخليج العربي من جهة وبينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية من جهة اخري التي فرضت عليها عقوبات خانقة ازاء برنامجها النووي وللحد من نفوذها الاقليمي وتحركها خارج حدودها القومية وقلب موازين القوي الاقليمية وكسر تفوقها العسكري بالمنطقة.
 
وبنظرة على الوضع في الخليج- معطيات المجهول- أكثر من المعلوم وهناك بلا شك ارتفاع في منسوب المواجهات الساخنة المتعددة الأشكال إلى حد غير مسبوق بين طهران وواشنطن في ظل وساطات تقوم بها عدة عواصم.
 
أطراف اللعبة الإقليمية، إيران وتلعب دورا شيطان المنطقة من خلال برنامجها النووي والتهديدات التي تصدرها لجيرانها الخليجيين، من خلال الحرس الثوري، وأذرعها العسكرية وعلى رأسهم جماعة الحوثيين في اليمن وحزب الله بالبنان وتدخلات قلبت الطاولة في سوريا أو العراق، وعلي جانب اخر إيران تعاني مع حصار اقتصادي أمريكي خانق، والمخرج الوحيد الذي يقدمه ترامب هو العودة إلى طاولة المفاوضات وفقا لشروطه وهو أمر مستحيل بالنسبة للإيرانيين داخليا، وهو ما يمكن أن يثير قلاقل في الداخل الإيراني، هم في غني عنه، وخارجيا يمثل اتفاق (5+1) انجاز كبير لإيران لا يمكن تجاوزه أو التفريط فيه مع الإدارة الامريكية الحالية.
 
الجمهورية الإيرانية هددت بالفعل بقطع شريان النفط العالمي في مضيق هرمز حال تطبيق العقوبات الأمريكية الخانقة والتي بدأت بالفعل ترمي إلى سياسة صفر صادرات نفطية إيرانية في ظل الازمة الاقتصادية الايرانية الضاغطة. وجاء تصعيد التوتر علي أمل امتلاك أوراق ضغط  وتعديل موازين القوى لتحسين ظروف مفاوضات مستقبلية محتملة مع ترامب أو بتغيير قواعد اللعبة عن طريق المماطلة لكسب المزيد من الوقت لحين تغيير الادارة الحالية.
 
بينما الولايات المتحدة تدرك أن التورط في حرب إقليمية ضد إيران ستؤدي لا محالة لاشتعال النيران في اليمن والعراق ولبنان وسوريا، بل وفي مناطق أخرى تخضع للنفوذ الايراني أيدلوجيا أو سياسيا.
 
البيت الأبيض استخدم كافة أوراق الضغط الدبلوماسي والاقتصادي والسياسي، ولم تعد بيده أوراق جديدة، وأصبحت المعضلة الرئيسية إزاء تطورات الأزمة والاتهامات الدامغة من واشنطن لطهران بالهجمات على ناقلات النفط  يدفعها للخطوة التي يجب أن تليها فماذا ستفعل الإدارة الأمريكية فاتهاماتها يجب أن يكون لها ما بعدها، فهل يتم إشعال فتيل الأزمة؟.. أم ستكتفي الولايات المتحدة بإطلاق الاتهامات وهو ما سيجعل إيران في صورة الخصم القوي أمام الرأي العام العالمي، وسيضف نقاط قوة أخري في خانة للاعب الإقليمي .
 
أما روسيا والصين فهما على النقيض من الولايات المتحدة التي فرضت عليهما عقوبات تجارية واقتصادية ومصالح اقتصادية تمثل شريان حياة لروسيا والصين في منطقة الخليج، وعلي جانب أخر تحظي إيران بدعمهما وموسكو تريد دعم نفوذها السياسي الذي بدأت تستعيد به التوازن العالمي في مواجهة القطب الامريكي فهل تتدخل لتحجيم نفوذ حليفاتها الإقليمية في المنطقة وانحيازات غير واضحة، وإن كانت تصريحاتها تدعو إلى عدم التسرع في اطلاق الاتهامات  وترقب حذر والاتحاد الأوروبي يطالب جميع الأطراف بضبط النفس وتحركات حثيثة لمنع تفاقم الأزمة وحسابات دقيقة فالمعادلة صعبة لتلك المنطقة اقتصاديا وتجاريا وسياسيا.
 
أمريكا يمكن أن تبدأ الحرب وهو السيناريو المستبعد ولكن توقع مساراتها صعب وعواقبه وخيمة  على كل الاصعدة والجميع يدرك ذلك وعليه فخيار الحرب صعب للغاية لكل الاطراف بلا استثناء وخسائر قد تغير شكل وخريطة المنطقة.
 
وعليه فلن تتطور التحرشات النفطية لحرب شاملة في الخليج بل ستظل في خانة المناوشات المحدودة طبقا للسيناريو المعد مسبقا وهو زرع حالة عدم الاستقرار وزعزعة الأمن في المنطقة وبحسابات الورقة والقلم لن تندلع حرب لكن المطلوب حالة ضبابية وتخبط لتمهيد الأرض للمرحلة القادمة، واخشي أن يكون هذا السيناريو مرتبط بما يسمي صفقة القرن فنحن على موعد طبقا لما أعلنه كونشير عن صفقة القرن. سيناريوهات عدة بطلها الأول الولايات المتحدة الأمريكية، وفي الكواليس يظل العدو الإسرائيلي يمارس اللعبة بقواعده محتفظا لذاته بالكارت الرابح اتوقع سيناريو ملتهب لن تقل حرارته عن حرارة صيف الخليج.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة