الوزارة تقف لها بالمرصاد..

5 أزمات تواجه الزراعات الصيفية.. أهمها ارتفاع أسعار الإنتاج ومياه الري وتسويق القطن

الأحد، 16 يونيو 2019 11:00 ص
5 أزمات تواجه الزراعات الصيفية.. أهمها ارتفاع أسعار الإنتاج ومياه الري وتسويق القطن
أزمة تسويق القطن
كتب ــ محمد أبو النور

يواجه الفلاحون والمزارعون والمستثمرون الزراعيون، وخاصة صِغار ومتوسطى المستثمرين، عدداً من الأزمات والمشاكل، التى تؤرقهم وتهدد المحاصيل الزراعية، بالتلف أو تدنى الإنتاجية الزراعية، وهو ما يؤثر على الفلاح والمُزارع، فى المقام الأول، كأضعف الحلقات فى السلسلة الإنتاجية، وفى نفس الوقت، يضيع على الاقتصاد الوطنى، فرصة الزيادة الإنتاجية، والاطلاع بدوره فى توفير الغذاء، لأكثر من 100 مليون نسمة من المصريين، وتصدير كميات كبيرة، وذات كفاءة عالية وعالمية، تصب فى صالح خزينة الدولة، وتوفير العُملة الصعبة.

2019_5_23_15_35_10_528
دودة الحشد الخريفية
 
 

جهود وزارة الزراعة ومعاهد بحوثها

من ناحيتها، كانت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، قد اعترفت ببعض المشاكل والأزمات، التى تهدد الزراعة المصرية، غير أنها أكدت أن مسئولى الزراعة، يقفون لها بالمرصاد، حيث كانت الوزارة قد أكدت دخول دودة الحشد الخريفية، إلى الأراضى المصرية، من دول الجوار فى الجنوب، وأوصت الوزارة بعددٍ من الممارسات، التى يجب على المزارعين الالتزام بها لمكافحة هذه الحشرة وهذه الآفة، كما أصدرت الزراعة عدداً من النشرات والتوصيات، الخاصة بمواجهة التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، وأثره على النبات والثروة الحيوانية والداجنة وغيرها من الثروات المصرية، كما حاولت الزراعة معالجة أزمة تسويق القطن من خلال أكثر من اجتماع مع الجهات صاحبة الحق الأصيل فى عمليات التسويق، مثل الصناعة والتجارة الخارجية وكذلك التموين والتجارة الداخلية، وتزخر معاهد ومراكز البحوث، التابعة لوزارة الزراعة، بالكثير من الكفاءات والخبرات والعلماء، المنتشرين بهذه المراكز والإدارات، ودورهم الأساسى، هو دراسة هذه المشاكل والأزمات، ووضع الحلول اللازمة، لحسم هذه الملفات والقضايا، التى لا تقلق المزُارع فقط، بل تؤثر الإنتاج الزراعى لمصر، وقد تعددت، هذه المعاهد ومراكز البحوث، مابين دراسة الطقس والمناخ، لإصدار التقارير والدراسات التى تفيد الزراعة، وما بين معاهد بحوث ودراسة الآفات والحشرات، وكذلك معاهد بحوث التُربة وغيره من المعاهد، وتصدر هذه المراكز تقاريرها، اليومية والأسبوعية والشهرية، للعرض على قيادات وزارة الزراعة، للاطلاع وعلاج الأزمة أو المشكلة.

1472315367_253_75154_f8179ff80aa59445b777652b3442b8ac1
أزمة تسويق القطن

 

5 مشاكل كبرى تواجه الزراعة

كشف الحاج حسين عبد الرحمن أبوصدام، نقيب الفلاحين، النقاب عن أخطر 5 مشاكل تواجه الفلاحين، في الموسم الصيفي، وقال "أبو صدام":إنه على الرغم من الجهود الكبيرة، التي تقوم بها وزارة الري، لتوزيع حصص المياه علي الأراضي الزراعية، إلاّ أن مشكلة نقص مياه الري، تعتبر من أكبر مشاكل الفلاحين، في الموسم الصيفي، حيث يعاني الفلاحون بمعظم محافظات الجمهورية من نقص مياه الري، وأكثر الشكاوي وردت من محافظة المنيا، مركز العدوة، نتيجة عدم وصول المياه إلي ترعة كفر الصالحين، منذ فترة طويلة، و التي تروي ما يزيد عن ألف فدان، وترعة البسقلون،  والتي تخدم مئات الأفدنة، وعدم وصول المياه إلي قري بني العلم وصفانية، لوجودها في آخر المروي،   لمدد تصل إلي الشهر، وهو ما أجبر المزارعين علي حفر الآبار الجوفية، مع ما تسببه لهم من أعباء ماليه فوق طاقتهم، وتؤدي لضعف خصوبة التربة وزيادة الأملاح بها، وتابع "أبوصدام" قائلاً:وتتفاقم مشكلة نقص المياه، بالموسم الصيفي، بمحافظة الشرقية أيضا، حيث اشتكي مزارعو مركز "كفر صقر" من بوار، ما يزيد عن ألف فدان، من جراء نقص مياه الري، كما اشتكي كذلك مزراعو الدقهلية مع  بداية زراعة الأرز، نتيجة لاتجاه بعض المزارعين لزراعة الأرز بالمخالفة، وهو ما أثر سلبياً علي كميات المياه القليلة أساساً.

download (1)
مياه الرى 

 

وأضاف "أبوصدام"، أن ثاني أخطر المشاكل بالموسم الصيفي، هى مشكلة انتشار الحشرات والأمراض الصيفية، نتيجة للتغيرات المناخية، والقلق المتزايد من تفشي دودة الحشد الفتاكة، وتأثر المحاصيل الصيفية بالارتفاع الشديد لدرجات الحرارة، التي تؤدي إلي لسعات الشمس بالمانجو والطماطم والمحاصيل الأخري، وهو ما يقلل الإنتاجيه ويعيب الثمار، فيقلل من العائد الاقتصادي، ومن المشاكل الكبيرة، التي تواجه مزارعي القطن والذرة مشكلة التسويق، مع ما حدث العام الماضي من خسائر، نتيجة لسوء تسويق المحاصيل، وتحل مشكلة غياب الإرشاد الزراعي، في المرتبة الرابعة،  وتعرض المزارعين للنصب، من قبل شركات استيراد التقاوي، ومحلات بيع الأدوية، نتيجة لعدم معرفة المزارعين، بأنواع التقاوي والمبيدات، ومواصفاتها  الجديدة والكميات المطلوبه منها، لتحسين الإنتاجية،  وتأتي مشكلة ارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية، من( تقاوي وأسمده وأيدي عاملة وآلات زراعية)، وتدني أسعار المُنتَج الزراعي، فى المرتبة الخامسة، كمشكلة مزمنة ومستمرة مع المزارعين.

نظم الرى الحديثة

وأشار "عبد الرحمن" إلى أن حل تلك المشاكل، ليس بالمستحيل، فالحزم في توزيع المياه، بصورة عادلة، مع تطهير الترع والمصارف، وزراعة الأصناف قليلة استهلاك المياه، وتغيير نظم الري إلي النظم الحديثة، قد يكون حلاً سريعاً لنقص المياه، وقد تكون القنوات الإعلامية والبرامج الزراعية، بديلاً عن الإرشاد الزراعي، مع نشرة مناخية يومية، لتعريف الفلاحين بالتغيرات المناخية، وكيفية التغلب علي آثارها، ولفت نقيب الفلاحين، إلى أن تطبيق قانون الزراعات التعاقدية، قد يكون الحل الأمثل لمشلكة غياب الدورة الزراعية، وتعثر عمليات التسويق، مع الالتزام بالمادة 29 من الدستور، والتي تلزم الدولة بشراء المحاصيل الأساسية بهامش ربح، ورجوع البنك الزراعي المصري لدوره الأساسي، بدعم الفلاحين مالياً بطرق ميسرة، وفوائد بسيطة.

 

4201814213330405107153
زراعة الأرز 

 

مشاكل مُزمنة

من ناحيته، أكد ممدوح حماده، رئيس الاتحاد التعاونى الزراعى المركزى، أن مشاكل المزارعين والفلاحين، متعددة ومنها مايمكن وصفه بالمشاكل المُزمنة، وأكثر ما يؤرق الفلاحين، هو ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعى، من بذور وتقاوى ومبيدات وأسمدة وأيدى عاملة، وكل ذلك يؤثر فى الزراعة تأثيراً مباشراً، ويؤدى إلى ارتفاع تكاليف الزراعة، فيأتى فى النهاية الإنتاج الزراعى، مُرتفع التكاليف والقيمة، وفى الغالب تتعدى تكاليف الإنتاج أو تتساوى مع الأرباح، فيؤدى إلى خسائر فى حق المزارعين والفلاحين، ويترك المزارع زراعة المحاصيل التى تحدث معه هذه الخسائر، مثلما يحدث مع زراعات القطن، ومن قبل ذلك زراعة الفول البلدى، نتيجة ارتفاع تكاليف زراعته، والفشل فى تسويق المحصول، مثل القطن، فيهجر المزارع هذا المحصول، ويبحث عن محصول آخر يعطى أرباحاً، وقد لخص رئيس الاتحاد التعاونى الزراعى، مشاكل المزارعين، فى ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعى، وانتشار الآفات الزراعية، والمشاكل التى تحيط بتسويق المحاصيل الزراعية، إلى جانب أزمات مياه الرى بالمحافظات، وخاصة فى نهايات الترع.

الحاج حسين عبد الرحمن أبوصدام، نقيب الفلاحين
الحاج حسين عبد الرحمن أبوصدام، نقيب الفلاحين

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق