«الزراعة» تظهر العين الحمراء لمافيا التعديات على أراضي وأملاك الدولة
الثلاثاء، 11 يونيو 2019 04:00 ص
يُمثّل التعدي على الأراضى الزراعية، بالبناء أو التجريف أو التشوين، قمة الدمار والتخريب للمساحة والرقعة الخضراء، التى هى مصدر غذاء المصريين خاصة وأن نسبة وحجم التعديات، قد بلغ أرقامًا ومساحات مُخيفة، قبل أن تفطن لها الحكومة، وتقف لها بالمرصاد، بل وتستخدم يدها القوية والحاسمة، فى تنفيذ القانون، ضد من يعتدى على هذه الأراضى الزراعية، من خلال الإزالات الفورية، وتوقيع أقصى العقوبة على المتعدين، وقد قررت الحكومة، منذ 3 أعوام، تشكيل لجنة لهذا الهدف النبيل، وهى لجنة استرداد أراضي الدولة ومستحقاتها، وكانت ولا تزال لها كل الصلاحيات، وكذلك الاستعانة بالوزارات والمؤسسات الحكومية، دون الإخلال بالدور الأصيل، لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، والإدارة المركزية لحماية الأراضي، فى وأد هذه التعديات القديمة والحديثة، حماية للمساحات الخضراء.
تراجع نصيب المواطن من الأراضي الزراعية
تشكيل لجنة استرداد أراضي الدولة ومستحقاتها، وتفعيل وتنشيط دور إدارة حماية الأراضي، بوزارة الزراعة، وربط استمرار بقاء المحافظين والوزراء ورؤساء المدن والمراكز فى مناصبهم، بوقف التعديات على الأراضى الزراعية، وإزالة التعديات، كان له الأثر الكبير، فى استمرار وعدم ترهل هذه الحملات، وأدى لتجديد دمائها على الدوام، بعد أن أيقنت الحكومة، أن التعديات على الأراضى الزراعية، باتت تهدد الأمن الغذائي، ففى 9 مارس عام 2014، فاجأ المهندس سيد عطية، رئيس الإدارة المركزية لحماية الأراضي، بوزارة الزراعة الأسبق، أن نصيب الفرد المصري من الأراضي الزراعية، قد انخفض من فدان لكل مواطن، إلى أقل من 2 قيراط لكل فرد خلال 32 عاماً، وأوضح المهندس سيد عطية وقتها، أن مساحة الأراضي الزراعية منذ 32 عاماً، كانت تقدر بحوالى 5.5 مليون فدان، مقابل تعداد سكاني بلغ 5 ملايين نسمة، أمّا فى عام 2014، فقد أصبحت مساحة الأراضي الزراعية 9.28 مليون فدان، مقابل تعداد 92 مليون نسمة، أي بمعدل فدان واحد لكل 13 نسمة، وأكد "عطية" حينها، أن التعديات على الأراضي الزراعية، كانت أحد أسباب انخفاض نصيب الفرد منها، وهو ما أدى للفجوة الغذائية الكبيرة، بين احتياجات المواد الغذائية ومنتجات الأرض.
الأراضى الزراعية ثروة قومية يجب الحفاظ عليها
لجنة استرداد أراضى الدولة ومستحقاتها
وعلى الرغم من حجم وخطورة التعديات على الأراضى الزراعية، إلاّ أن اللجنة العليا لاسترداد أراضى الدولة ومستحقاتها، برئاسة المهندس شريف إسماعيل، مساعد الرئيس للمشروعات القومية، ومن قبله المهندس إبراهيم محلب، قد قطعت شوطاً كبيراً، فى وقف هذه التعديات، ورسّخت من جديد لمفهوم "قوّة وسطوة ويد الدولة" فى تنفيذ القانون على الجميع، كبيراً وصغيراً وفقيراً وغنيّاً، وهو ما أظهرته التقارير، التى ترصد نتائج هذه الحملات، خلال الموجة العاشرة لإزالة التعديات، والتى كانت قد انطلقت فى جميع المحافظات، وحققت المستهدف منها، بفضل التنسيق الكامل بين جميع الجهات، وقوات إنفاذ القانون، التزاماً بقرارات اللجنة العليا، حيث تمكنت من إزالة 572 حالة تعدى على أراضٍ زراعية، بإجمالى مساحة 23 ألف فدان، وإزالة 3340 حالة تعدى بالبناء، بإجمالى مساحة مليون و753 ألف متراً مربعاً، وأوضح التقرير أن محافظة الإسكندرية، كانت من أكثر المحافظات، فى تعديات البناء بـ 446 ألف مترا مربعا، تليها القليوبية بحوالى 1168 حالة تعدى بمساحة 222 ألف مترا مربعا، وفى إزالة التعديات على الأراضى الزراعية، جاءت محافظة الجيزة الأولى بـ 16 ألف و411 فدانا، ثم الوادى الجديد بـ1744 فدانا، والإسماعيلية بـ1039 فدانا.
حماية الأراضى الزراعية واجب قومى
تعديات على 56 ألف فدان
وفى ديسمبر عام 2018، أكدت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، على لسان المتحدث الرسمى باسمها، أن التعديات مشكلة كبيرة، تهدد الأمن الغذائي والأمن القومي للبلاد، وأوضح أن المرحلة الأولى من حملة الإزالات انتهت بواقع 2800 فدانا، وقد بدأت وزارة الزراعة، ممثلة في الإدارة المركزية لحماية الأراضي، يوم 26 نوفمبر 2018، حملة كبيرة لإزالة التعديات على الأراضي الزراعية، بالتعاون مع أجهزة الدولة المختلفة، وذلك لمدة عشرة أيام على مستوى الجمهورية، وشملت إزالة التعديات البسيطة المتمثلة في الأسوار والمخازن وملاعب كرة القدم والتشوينات، وأكدت وزارة الزراعة، أن الحملة وقتها، شملت إزالة التعديات على 19 ألف فدان، بإجمالي33 %من المساحة التي تم التعدي عليها، منذ يناير 2011 وحتى مارس 2018، والبالغة 56 ألف فدان، وقالت الوزارة إنه تم تقسيم التعديات إلى 3 أقسام، بسيطة ومتوسطة وجسيمة، أما المتوسطة فهي المباني التي لم تدخلها مرافق، والجسيمة التي دخلتها المرافق.
الأرض والنخيل أمانة فى أعناقنا
التعديات والإزالات خلال إجازة عيد الفطر
كان وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، قد تلقّى تقريراً من قطاع الخدمات الزراعية والمتابعة، حول موقف التعديات على الأراضي الزراعية، وحالات الإزالات التي تمت خلال إجازة عيد الفطر المبارك على مستوى محافظات الجمهورية، وكشف الدكتور عباس الشناوي، رئيس قطاع الخدمات، عن أن إجمالي حالات التعدي على الأراضي الزراعية، خلال الفترة من 4- 6 يونيو 2019، خلال إجازة عيد الفطر المبارك، بلغت حوالي 193 حالة، بمساحة إجمالية بلغت حوالي 7 أفدنة و 10 قراريط و 6 أسهم، على مستوى كافة المحافظات، وأشار رئيس قطاع الخدمات إلى أنه تم تنفيذ الإزالة الفورية لعدد 108 حالة، بمساحة 4 فدان، و 20 قيراط، و 12 سهم، لافتاً إلى أن أعلى معدل للإزالات تم بمحافظات بني سويف و كفرالشيخ والمنيا، واضاف أن ذلك يأتي تنفيذاً لتوجيهات وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بتشديد عمليات المتابعة خلال إجازة عيد الفطر المبارك، وإلغاء الراحات لمهندسي حماية الأراضي، واكتشاف ورصد التعديات على الأراضي الزراعية، فور وقوعها واتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها، حفاظاً على الرقعة الزراعية.
إزالة التعديات على الأراضى الزراعية
التعدى على الأراضى الزراعية جريمة
بلدوزر الحكومة يعيد الأمور لنصابها ويزيل التعديات
إزالة البناء على الأراضى الزراعية
تقرير عن التعديات على الأراضى الزراعية