الانهيار الاقتصادي «المزودج».. هل يدفع بقطر إلى التخلي عن أردوغان ؟!

الخميس، 13 يونيو 2019 04:00 م
الانهيار الاقتصادي «المزودج».. هل يدفع بقطر إلى التخلي عن أردوغان ؟!
شيريهان المنيري

بعد أن اعتمدت تركيا إلى حد كبير على قطر في حل أزمتها الاقتصادية والتي بدأت حدتها في العام الماضي (2018) حيث انخفاض العملة الوطنية التركية إلى أدنى مستوياتها؛ تواردت الأنباء عبر صحف تركية تُفيد بالتراجع القطري عن مساندة نظام أنقرة.

وانخفضت حصة القطريين في الأشهر الـ5 الأولى من العام الجاري (2019) بمقدار 31%، وسحب النظام القطري أموال كثيرة من البورصة التركية. ووصلت قيمة الأموال القطرية المسحوبة من تركيا إلى 4.6 مليار ليرة تركية. هذا ولفتت الأخبار المتداولة إلى استمرار خروج المستثمرين الأجانب من السوق التركية، ما من شأنه الدفع بمزيد من الانهيار في الاقتصاد التركي.

الإشارة إلى تخلي نظام الحمدين عن تركيا في ظل معاناتها الاقتصادية التي تزداد حدة مع مرور الوقت؛ تأتي متزامنة مع بيانات رسمية تُفيد بارتفاع الخسائر القطرية في مجال الاقتصاد. وذكرت صحيفة «مال الاقتصادية» أن الديون الخارجية للحكومة القطرية قفزت إلى 37%، في ظل قيام الصندوق السيادي القطري بسلسلة من تسييل الأصول التي تخطت قيمتها الـ22 مليار دولار، ما أفقده مركزه الـ8 عالميًا بين أكبر الصناديق السيادية في العالم، للمرة الأولى منذ تصدره ضمن أكبر 10 صناديق سيادية في العالم.

وأشار آخر تحديث لقائمة أكبر الصناديق السيادية في العالم في مايو الماضي إلى مواصلة الصندوق السيادي القطري التراجع حتى خرج عن قائمة الـ10 الأكبر في العالم. أيضًا كشفت مصادر قطرية رسمية الانخفاض الملحوظ في حجم الودائع بالعملات الأجنبية وخاصة منذ مقاطعة الدوحة دبلوماسيًا واقتصاديًا من قبل الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) في 5 يونيو من العام 2017.

وتُعد هذه الأرقام والنسب مؤشرًا واضحًا على الانهيار الحاد في الاقتصاد القطري على الرغم من محاولات تنظيم الحمدين (حكومة قطر) في الترويج لعكس هذا الأمر، وخاصة أن تلك الأرقام والمؤشرات الاقتصادية يجب أن تكون مرتفعة في ظل ما تشهده الدوحة من تدفق الاستثمارات الأجنبية المٌفترض أنها في إطار استعداد قطر لاستضافة مونديال 2022 المُقرر عقده في الدوحة.

لعل أنباء تراجع قطر عن دعم نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تأتي لتؤكد انهيار اقتصاد الدوحة وأنقرة؛ حيث قررت قطر عدم المغامرة بما تبقى لها في اقتصادها لدعم نظام تركيا الاقتصادي المههد بالانهيار الكامل في فترة ليسب بالكبيرة، خاصة في ظل سحب الكثير من الاستثمارات الخليجية ولاسيما السعودية من تركيا، إلى جانب تراجع السياحة الخليجية إلى تركيا بسبب ممارسات «أردوغان» ونظامه الأخيرة تجاه المملكة العربية السعودية وتعمد الإساءة لها وقادتها إضافة إلى القمع التركي للحريات وارتفاع نسب المعتقلين لكل من يخالف آراء النظام التركي وتوجهاته.

وشككت صحيفة «تقويم» التركية في موقف الدوحة واصفة إياه بـ«المناورة القطرية»، حيث تراجعها عما أعلنت في أغسطس من العام الماضي (2018)، بأنها ستدعم تركيا بأكثر من 15 مليار دولار بعد أن سجلت الليرة التركية هبوطًا شديدًا.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق