يساهم في 56% من إنتاج السكر بمصر.. فرحة جمع محصول البنجر تغطي القرى بالمحافظات

سيطرت على الفلاحين والمزارعين، بالقرى والمراكز والمحافظات، فرحة حصاد وتوريد بنجر السكر، لمصانع وشركات السكر بالوجهين القبلى والبحرى، وأصبح من المألوف يومياً، منذ الصباح الباكر، وحتى قبل غروب الشمس، مشاهدة سيارات النقل ومقطورات الجرارات الزراعية، وهى تجوب جسور الترع والمصارف والطرق الداخلية، فى القرى لتحمل حصاد محصول بنجر السكر، من عشرات ومئات الأفدنة، التى تزرع المحصول، كما أصبحت درنات بنجر السكر، وتساقطها على الكبارى وفى الشوارع القريبة، من الزراعات ومصانع السكر، تؤكد على أن محصول البنجر، يتم توريده الآن وأنه قد مر من هنا.

جمع بنجر السكر

زراعة وتوريد بنجر السكر

وكان الفلاحون والمزارعون، قد بدأوا خلال الأيام الماضية، فى توريد محصول بنجر السكر إلي مصانع إنتاج السكر، وهو التوقيت السنوى لهذا الموسم،  الذى تنطلق فيه مصانع إنتاج السكر المحلى، فى تحويل هذا المحصول إلى سكر، ثم تبدأ وزارة التموين والتجارة الداخلية، بعد ذلك فى الاستلام والطرح بالأسواق، وكانت المساحة المزروعة بالمحصول، هذا العام، قد شهدت زيادة كبيرة، تصل إلي 25 ٪، حيث بلغت 610 ألف فدان، بعد أن كانت خلال العام الماضي، حوالي 500 ألف فدان، ويأتي ذلك كنتيجة طبيعية، لخطة الحكومة، في التوسع بزراعة محصول بنجر السكر، باعتباره من المحاصيل الاستراتيجية الهامة، فى توفير سلعة ضرورية من غذاء ملايين المصريين، إضافة إلى  أنه من المحاصيل غير الشرهة للمياه، علي عكس قصب السكر، وبالتالي فإن التوسع في زراعته، يعني زيادة الإنتاج المصري من السكر، وبالتالى تقليل معدلات الاستيراد من الخارج، والعمل علي تحقيق ما يقرب من 85 ٪ من نسبة الاكتفاء الذاتى من هذه السلعة الاستراتيجية، خلال السنوات الـ 5 القادمة.

حصاد وجمع محصول بنجر السكر

المصدر الأول لإنتاج السكر

وكان محصول البنجر، قد بدأ يأخذ مكانته بجانب قصب السكر، كمساهمٍ فى توفير السكر إلى جوار القصب، غير أنه قطع مساحة طيبة فى المشاركة، حيث تصل نسبة مساهمة محصول بنجر السكر، في الإنتاج الكامل للسكر في مصر، إلي حوالى 56 ٪ من الإنتاج، وهو ما يؤكد أن محصول البنجر، أصبح يمثل المصدر الأول لإنتاج السكر في مصر، منذ عام 2012، علي الرغم من حداثة محصول البنجر في الزراعة المصرية، كما تُقدّر المساحة المزروعة بالمحصول، علي المستوي العالمي بحوالي 10.6 مليون فدان، وتنتج ما يزيد عن 56.4 مليون طن سكر، وهذه المساهمة تمثل 33٪ من الإنتاج العالمي للسكر، وبذلك يصبح البنجر المصدر الثاني لإنتاج السكر في العالم، وكان إنتاج السكر في مصر، قد بلغ في عام 2009- 2010 حوالي مليون و991 ألف طن، منها حوالي مليون و100 طن من قصب السكر، كما تم إنتاج حوالي 989 ألف طن سكر من البنجر، بينما إنتاجنا الحالي من السكر حوالي 925 ألف طن من القصب، ومليون و325 ألف طن بنجر، بإجمالي 2 مليون و249 ألف طن، في حين أن الاستهلاك المحلي يبلغ حوالي 3 ملايين و230 ألف طن، وتبلغ الفجوة 980 ألف طن.

محصول بنجر السكر

فرحة جمع وتوريد المحصول

كان وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، قد تلقى تقريراً، من الدكتور محمد سليمان، رئيس مركز البحوث الزراعية،يؤكد على استمرار تواصل جمع وتقليع محصول البنجر، بعد توقف لمدة يومين، بمشروع غرب غرب المنيا، بسبب إجازة عيد الفطر المبارك، وقال الدكتور أيمن عبد العال، رئيس قطاع الإنتاج، ومدير المشروع، إنه تم حتى الآن حصاد 65 فدان و توريد 1400 طن، بمعدل 21 طن/ فدان لمصانع أبوقرقاص والفيوم والنوبارية، والتي تتنافس علي شراء البنجر، نظراً لنسبة السكر التي تتجاوز 21%، وأضاف عبد العال أن وزير الزراعة، أشاد بجهود جميع العاملين في المشروع، والذين تحدوا الصعاب والظروف المناخية القاسية، حتى تحقق النجاح للمشروع، والذي أصبح نموذجاً يحتذى، للمستثمرين ولشباب الخريجين في منطقة غرب غرب المنيا.

نقيب الفلاحين خلال متابعته لمحصول بنجر السكر

منجم سكر غرب المنيا

من ناحيته، قال الحاج حسين عبد الرحمن أبوصدام، نقيب عام الفلاحين، إن نجاح زراعة البنجر غرب المنيا، بمثابة اكتشاف لمنجم سكر، بهذه المنطقة الواعدة، وسيكون أولي الخطوات الحقيقية، لتنمية الصعيد والاكتفاء الذاتي من السكر، بعيداً عن الاستهلاك المائي الكبير لقصب السكر، مُشيداً  بالجهود الكبيرة، التي بذلت من وزارة الزراعة، حتي الوصول إلي هذا النجاج الكبير، الذي تحقق بزراعة 650 فدان بنجر، بغرب المنيا، كتجربة استرشادية لتشجيع المزارعين والمستثمرين، علي زراعة البنجر في هذه المنطقة، لافتاً إلى أن متوسط إنتاجية الفدان، وصلت إلى 20 طن، ونسبة السكر21%، وهي نتيجة مشجعة وإنتاجيه عالية ونسبة سكر مرتفعة.

بنجر السكر بمشروع غرب المنيا 

وأضاف عبد الرحمن أن منطقة غرب المنيا، بها ملايين الأفدنه الصالحة للزراعة، وتحوي مياه جوفيه تكفي لزراعتها، وبالتوسع في زراعة البنجر، في هذه المنطقه، فإننا سنحقق الاكتفاء الذاتي من السكر، ونسد الفجوة ما بين الإنتاج والاستهلاك، والتي وصلت إلي مليون طن سكر، حيث تستهلك مصر 3.5 مليون طن سكر سنوياً، ننتج منها 2 مليون ونصف المليون طن سنوياً، كما ننتج من زراعة مساحة 375 ألف فدان قصب، حوالي مليون و200 ألف طن سكر، ومن زراعة 600 ألف فدان بنجر، حوالي مليون و 300 ألف طن سكر، ومع نجاح زراعة البنجر، في الأراضي الصحراوية المستصلحة حديثاً وتحمله الملوحه، وقلّة استهلاكه للمياه، فإن الأيام القادمة، سوف تشهد طفرة كبيرة في إنتاج السكر.

جانب من حصاد وجمع محصول بنجر السكر بغرب المنيا 

وأشار أبوصدام إلى أن هذا الاتجاه، يستلزم كلفة مالية كبيرة، لتحويل مصانع إنتاج السكر من القصب  إلي البنجر، أو إنشاء مصانع جديدة، كما يلزم ضرورة الاتجاه لإنتاج بذور البنجر، حيث تستورد مصر حتي الآن، كل بذور البنجر من الخارج، كون بذور البنجر تحتاج إلى مناخ أوربى.