أنسابهم متفرقة بين العرب والأوربيين.. أطفال الدواعش صداع في رأس بغداد

الثلاثاء، 04 يونيو 2019 04:00 م
أنسابهم متفرقة بين العرب والأوربيين.. أطفال الدواعش صداع في رأس بغداد
أطفال داعش

يتعامل القضاء العراقى مع مصير أكثر من ألف طفل أجنبى لأبوين انتميا إلى تنظيم داعش ‏الإرهابى وخلفاهم فى العراق بعد دحر التنظيم وتحرير الأراضى من قبضته.‏
 
وقالت مجلة القضاء العراقية أن أصول أغلب هؤلاء الأطفال الدواعش تعود إلى دول شرق أوربا، لاسيما طاجاكستان وروسيا وتركيا، ‏وتتولى المحكمة الجنائية المركزية في بغداد تسليمهم كل إلى بلده الأم بعد إجراءات قانونية ‏دقيقة، لافتة إلى أن دولاً تطالب بهم وأخرى تتنصل عن تسلمهم، فيما كشفت عن أعداد الأطفال ‏الذين جرى ترحيلهم حتى وقت إعداد هذا التقرير.‏

ويتحدث قاضي تحقيق المحكمة الجنائية المركزية المختصة فى العراق بنظر قضايا الإرهاب عن «متابعة ‏القضاء ملفات أكثر من 1000 طفل أجنبى مودعين فى دوائر الإصلاح العراقية من أبوين ‏ينتميان لتنظيم داعش الإرهابى».‏
 
وقال القاضي المختص بنظر قضايا الأجانب وملف أطفال داعش فى تصريحات صحفية إن ‏«هؤلاء الأطفال منهم من يمتلك أوراقا ثبوتية كونه دخل الى البلاد مع ذويه من بلدان مختلفة، ‏ومنهم من لا يحمل أية أوراق لعدة أسباب منها أنه ولد في طريق القدوم الى العراق في بلدان ‏مجاورة مثل سوريا ومنهم أيضا من ولد في المحافظات العراقية التي كانت تحت سيطرة ‏داعش»، لافتا إلى «ولادات أخرى حصلت داخل دور الاصلاح التابعة لوزارة العدل».‏

وأضاف قاضى التحقيق أن أعمار الأطفال تتراوح بين حديثى الولادة (أقل من عام) الى عمر ‏‏16 سنة، مؤكدا أنهم مودعون حاليا فى دور الإصلاح العراقية مع أمهاتهم المحكومات ‏بأحكام تصل الى الاعدام والمؤبد أو اقل من ذلك عن جرائم انتمائهن الى تنظيم داعش ‏الإرهابى والمشاركة فى العمليات الإرهابية وارتكاب جرائم أخرى.‏
 
وعن إجراءات القضاء العراقى فى التعامل معهم، بين القاضى أن «مجلس القضاء الأعلى اتخذ خطوة ‏أولى بأخذ عينات دم من جميع النساء الأجانب وجميع الأطفال وإرسالها إلى وزارة الصحة العراقية ‏لإجراء تحليل الـ(‏DNA‏) للمضاهاة ومعرفة ما إذا كان هؤلاء الأطفال يعودون فعلا إلى النساء ‏اللاتى يدعين أمومتهم من عدمها، مع إجراء تحقيق كامل مع جميع الأطراف للتثبت».

ولفت قاضى التحقيق فى العراق إلى أن مجلس القضاء الأعلى يتعامل مع هذا الملف بموجب القوانين ‏الدولية والاتفاقيات إذ يتم ابلاغ السفارات لحضور ممثليها جلسات المحاكمة التى تجرى ‏لرعاياهم من قبل المحاكم العراقية اذ جرت مفاتحة جميع السفارات والقنصليات الموجودة ‏بالعراق ممن تعود أصول هؤلاء الأطفال إليها للمراجعة من أجل تسلّم الأطفال الذين يعودون ‏إليهم بعد إكمال الاجراءات.
 
وأكد القاضى العراقى أن أغلب السفارات التي خوطبت همّت بالمراجعة وأخذت الاذن من المحكمة ‏لمقابلة النساء والأطفال وجرى ذلك داخل المحكمة بإشراف مباشر من مجلس القضاء الأعلى العراقى ‏الذي تولى أخذ بعض المعلومات والتأكد من اجراء الفحوصات، مشيرا إلى أن هناك دولا ‏شرعت فعليا بتسلم أطفال تعود أصولهم اليها بعد ان جهزت كل الأوراق الثبوتية وأكملت ‏متطلبات الاستلام.
 
وكشف قاضي التحقيق العراقى أن «بعض السفارات طالبت بالأطفال وتسلمتهم»، لكنه أكد أن هذه ‏الحالة ليست شائعة، فهناك سفارات تحاول التملص عن تسلمهم وإعادتهم الى بلدانهم، واغلب ‏هذه السفارات تابعة لبلدان عربية مثل الأردن وسوريا ومصر.‏

وأفاد قاضى المحكمة الجنائية المعنية بالإرهاب فى العراق بأن «الدول الاوربية وبلدان شرق آسيا تعتمد ‏تحليل الـ(‏DNA‏) للأم والطفل، فإن ثبت أنه طفلها تعتبره من رعاياها وتقدم على المطالبة به»، ‏لافتا إلى أن دولا أخرى لاسيما العربية تطلب نسبة الطفل إلى الأب مثل الأردن، ومن ‏الصعوبة بمكان تحقيق هذا لأن آباءهم الإرهابيون منهم من قتل ومنهم من هرب.
 
وعن اختلاف الإجراءات بين دولة وأخرى فى قضية تسلم الأطفال الدواعش أكد أنها مختلفة، لافتا إلى ‏أن بعض الدول تطلب موافقة الأم حتى تقوم بأخذ الطفل الى بلده وذلك من خلال توقيع الأم ‏على مستند بموجبه يُسمح لهذه الدولة بنقله الى بلده ومن ثم تجرى مراجعة ذوي المتهمة هناك ‏لتحميلهم كافة الامور المالية وألا تتحمل الحكومة أي مبلغ سواء كان النقل او غيرها ومن هذه ‏الدول فرنسا وألمانيا.‏

وثمة دول أخرى كروسيا، يقول القاضى إنها «لا تأخذ رأي والدة الطفل، بل تقوم بتقديم طلب ‏مباشر للقضاء العراقي الذي يقدر بدوره مصلحة الطفل ومسألة حضانته بمكان أفضل من بقائه ‏في السجن».‏
 
وأشار إلى أن القضاء العراقى بدوره يتعامل مع هذا الطلب وفق القوانين الدولية وتعليمات الأمم ‏المتحدة واليونيسيف ويجري تسليم الطفل بعد عمر 3 سنوات لبلده وتصدر له أوراق ثبوتية ‏وتتحمل الدولة المعنية كافة مصاريف نقله ورعايته كونه بحاجة ماسة لهذه الرعاية.‏

وأكد قاضي التحقيق أن القضاء العراقي هو المسؤول الوحيد عن ملف تسليم الأطفال إلى ‏بلدانهم بعد إكمال الإجراءات التي تبدأ بتقديم طلب إلى المحكمة المختصة مرفق به جميع ‏الاوراق الثبوتية التي يجري تدقيقها مليا ومن ثم إصدار موافقة بتسليمهم، لافتا إلى أن دور ‏القضاء يستمر حتى فى طريقة تسليمهم إذ ترافقهم قوة امنية بإشراف مباشر من جهاز الادعاء ‏العام الى ان يصلوا الى داخل الطائرة، لأن هؤلاء أطفال وهم في النهاية ضحية من ضحايا ‏التنظيم الارهابى.
 
وعن أعداد الأطفال الذين جرى تسليمهم، كشف أنه: «بعد إكمال الاجراءات جرت عملية ‏ترحيل 90 طفلا طاجيكستانيا من مختلف الأعمار ومن كلا الجنسين».‏

وأضاف القاضي أن: «التسليم شمل أيضا 252 طفلا، منهم 77 روسيا و35 تركيا، وهم يمثلون ‏الأعداد الكبيرة من الاطفال الذين تم ترحيلهم بعد طاجيكستان ثم يأتي بعدهم أطفال عائدون ‏إلى اذربيجان بـ22 طفلا، وكذلك 10 من المانيا، اما الاطفال الفرنسيون فقد تم تسليم 5 منهم».‏
 
واكد أن الحكومة السويدية تسلمت أيضا 3 من رعاياها الاطفال وجورجيا وبيلاروسيا تسلما ‏ثلاثة ايضا والحكومة الفنلندية متمثلة بالسفارة تسلمت اثنين وكل من سويسرا وأوكرانيا تسلما ‏طفلا واحدا، لافتا إلى أن كل هذا الأعداد سلمت باشراف مباشر من القضاء العراقي بعد ‏التأكد من الإجراءات والاوراق الثبوتية لهم.

وأفاد بأن: «أغلب المرحلين كانوا بموافقة الام وإرادتها، ومن ضمنها حالتان لم توافق الامهات ‏فيها وكل ام لديها 3 اطفال، إذ تم ترحيل حالتين منهم كونهم تجاوزوا عمر الثلاث سنوات ‏وبحاجة ماسة للرعاية وترك طفل واحد لانه في مقتبل العمر لا يقوى على الذهاب».‏
 
من جانبه، أوضح نائب المدعي العام في محكمة التحقيق المركزية العراقية أن العدد المتبقي من ‏هؤلاء الأطفال كبير، يقدر بـ600طفل بعد ان تم تسليم عدد منهم ومؤخرا تم تسليم ما يقارب ‏‏188 طفلا من حملة الجنسية التركية الى بلدانهم والاجراءات مستمرة للتدقيق في الاوراق ‏الخاصة بهم ومن المؤمل تسليمهم في الايام المقبلة من هذا الشهر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق