مصير أطفال داعش بعد فقدان آبائهم .. مخابرات الدول تتصارع عليهم وبوتين يحاول إعادتهم
الخميس، 03 يناير 2019 12:00 م
أوقات عصيبة شهدها تنظيم داعش الإرهابي في الفترة الأخيرة، بعد مُحاصرة الآلاف منهم وتقليص أعدادهم حتى لم يتبقى من مُدنهم سوى "هجين" أقاصى شمال سوريا، وواجهت عناصر "داعش" الإرهابية من مختلف الجنسيات أكبر حرب قادها التحالف الدولي ضد التنظيم في العراق و سوريا، وفرّ المئات منهم إلى دولهم في أوروبا وإفريقيا ومنهم من قُتل في الحروب الدائرة بين التنظيم وقوات التحالف، ولكن ماذا عن أطفالهم الذين مازال مصيرهم عالق بعد عودة آبائهم؟.
دولة روسيا، وهي أكثر الدول الأوروبية التي انضم شبابها إلى التنظيم، ومكثوا في سجون العراق وسوريا بعد القضاء على أعداد كبيرة من معاقلهم، يصل أطفالهم اليوم إلى بلادهم، وفقًا لوكالة "بي بي سي" البريطانية، التي أعلنت عن وصول 30 طفلا قادمين من العراق حيث كانوا في السجون مع آبائهم الذين يواجهون تهمة ارتكاب أعمال إرهابية والانضمام لتنظيم داعش الإرهابي.
وفي تقارير وزارة الصحة الروسية كشفت عن وضع الأطفال الذين ينتمي آبائهم لداعش أن حالتهم مستقرة، ولكن ستجرى لهم فحوصات شاملة، وتأمل موسكو في إعادة أكثر من ألفي امرأة وطفل إلى روسيا بعد أن أصطحبهم أزواجهم وآباؤهم إلى سوريا، حيث كانوا يقاتلون في صفوف التنظيم. كما أدينت بعض الأمهات بتهمة الانضمام لتنظيم داعش الإرهابي وفقًا للوكالة البريطانية.
ويُعتقد أن آباء الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاثة وعشرة أعوام، قُتلوا في الحرب التي استمرت في العراق على مدى ثلاثة أعوام ضد التنظيم.
محاولات بوتين في إنقاذ أطفال ونساء داعش الروسيين
هناك محاولات من الرئيس الروسي لإنقاذ نساء وأطفال داعش الموجودين في سجون العراق وسوريا، بدأ ذلك بعد رسالة الرئيس الشيشاني رمضان قديروف على حسابه على تليجرام والتي كشف خلالها عن هبوط طائرة وزارة الطواريء الروسية ووصولها إلى مطار زاكوفسكي في موسكو.. وقال قديروف إن وصولهم دليل قاطع على المهمة الحاسمة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنقاذ النساء والأطفال في سوريا والعراق. خاصةً بعد قول الأخير "إذا لم نعدهم للوطن، سيصبحون أهدافا لاستخبارات دول أخرى".
نشر قديروف مقطع بالفيديو على شبكة "فيكونتاكت" الروسية التي تحظى برواج كبير يصور مغادرة الأطفال بغداد، مضيفا أن 24 منهم من داغستان وثلاثة آخرين من الشيشان.
وفي وقتِ سابق، سافر آلاف الروس للانضمام لمسلحي داعش في المناطق التي أعلن زعيم التنظيم إقامة الخلافة فيها وتشمل مناطق واسعة من سوريا والعراق، وفقا لتقديرات أمنية روسية، ومنذ العام الماضي، عاد نحو مئة امرأة وطفل، معظمهم من مناطق القوقاز الروسية ذات الأغلبية المسلمة، إلى روسيا ضمن برنامج وضعه قديروف.. ولكن في نوفمبر الماضي من العام المُنقضي، اتهمت الناشطة الشيشانية خيدا ساراتوفا - وهي عضو في مجلس قديروف لحقوق الإنسان- الأجهزة الأمنية الروسية بوقف محاولات استعادة أرامل وأطفال داعش، موضحة أن المنظمة التي تعمل لديها، كشفت عن وجود ألفين من النساء والأطفال في سوريا والعراق.