«متسلل إلى قلب السلطة».. كتب يعيد قضية حارس ماكرون للمشهد من جديد
الثلاثاء، 04 يونيو 2019 02:00 م
بعد مرور عدة أشهر من قضية اليكسندر بينالا، الحارس الشخصى السابق للرئيس الفرنسى إيموانيل ماكرون، عادت الأضواء تتسلط من جديد عليه، وعلى علاقته بالرئيس الفرنسى.
وفى الإطار ذاته، من المقرر أن تصدر الكاتبة الفرنسية صوفى كوانيار، كتابها الجديد عن حارس ماكرون المثير للجدل أليكسندر بينالا، (5) يونيو الجارى عن تجربة بينالا فى قصر الإليزية، حسب ما جاء فى صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الأسبوعية الفرنسية الصادرة يوم الثانى من الشهر ذاته.
ويحمل عنوان الكتاب «متسلل إلى قلب السلطة»، والذى يصدر عن دار «لوبسرفاتوار» على (25) فصلا تتطرق الكاتبة فى أحدها إلى الجدل الذى أطلق ولم ينته بعد حول طبيعة العلاقة بين الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون وحارسه السابق.
وتصف الكاتبة فى كتابها الجديد أنه من الأرجح لتفسير العلاقة الخاصة التى كان الرئيس ماكرون يقيمها مع حارسه السابق هى شعور الرئيس بالوِحدة فى منصبه الاعلى فى السلطة التنفيذية وحاجته إلى شخص يتحدث إليه فى كل وقت، وقد وجد ماكرون فى شخص ألكسندر بينالا ضالته فأصبح هذا الأخير يلعب دور «مهرج الملك».
ومن ناحية أخرى استدعت الإدارة العامة للأمن الداخلى الفرنسى صحفية من جريدة «لوموند» الفرنسية وهى التى كانت وراء كشف فضيحة المعاون الأمنى السابق للرئيس ماكرون ألكسندر بينالا للحضور إلى مقرها من أجل التحقيق معها فى (29 مايو 2019).
وكانت الصحفية أريان شومان قد كشفت صيف (2018) أن بينالا كان متواجداً خلال تظاهرات الأول من مايو العام الماضى يقوم بمهمة مراقبة إلى جانب ضباط الشرطة ويرتكب أعمال عنف ضد المحتجين تم تصويرها ونشرتها الصحيفة.
وكان من نتائج التقرير الصحفى الذى أعدته شومان إقالة بينالا وتوجيه جملة من الاتهامات له، كما أنها أدت إلى انخفاض فى شعبية الرئيس ماكرون، وخاصة بعد ما تلاها من كشوف صحفية متتالية بينها استخدام بينالا غير القانونى لجوازات سفر دبلوماسية وروابطه المزعومة المثيرة للجدل مع رجال أعمال روس وغيرها.
وبحسب صحيفة «لوموند» فإن التحقيق الذى فتحته مؤخراً إدارة الأمن الداخلى الفرنسى يستهدف المقالات والتقارير التى نشرتها الصحيفة حول بينالا بما فى ذلك المعلومات الخاصة حول ضابط صف فى سلاح الجو الفرنسى يدعى شكرى فاكريم شريك المديرة السابقة لأمن رئاسة الوزراء مارى إلودى بواتو.
أما عن لجنة مجلس الشيوخ الفرنسى فقد أوصت بمحاكمة ألكسندر بينالا المساعد الأمنى السابق لماكرون بتهمة الحنث باليمين فى إطار تحقيق مستمر منذ نحو (10) أشهر بشأن سلوكه العنيف على هامش احتجاج.
وظهر بينالا فى مقطع فيديو العام الماضى وهو يضرب محتجا يوم عيد العمال بينما كان يرتدى شارة شرطة على ذراعه، ويواجه ماكرون وكبار مساعديه انتقادات واسعة النطاق بالتباطؤ فى إعلان الحقائق مما أثار اتهامات بالتستر على ما حدث.
وقال فيليب عضو مجلس الشيوخ من حزب الجمهوريين المنتمى ليمين الوسط ورئيس لجنة التحقيق للصحفيين «يبدو أن ما حدث يوم عيد العمال ليس سوى قمة جبل الجليد». وتوصلت التحقيقات التى تتبعها اللجنة أيضا إن كبار مساعدى ماكرون حجبوا معلومات خلال شهاداتهم أمام البرلمان فى قضية بينالا.
وأوصت اللجنة المجلس بإخطار ممثلى الادعاء، وقال أعضاء مجلس الشيوخ إن أليكسيس كولر، أقرب مستشار لماكرون وباتريك سترزودا مدير ديوان الرئاسة الفرنسية «حجبا جزءا مهما من الحقيقة أثناء شهادتيهما خاصة بشأن نطاق المهام الأمنية لألكسندر بينالا».
والأمر متروك الآن لرئيس مجلس الشيوخ لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان سيأخذ بتوصيات اللجنة ويقدم شكوى لمكتب النائب العام. والكذب على البرلمان تحت القسم جريمة فى فرنسا عقوبتها السجن لمدة تصل إلى 5 أعوام وغرامة قدرها 75 ألف يورو.