البلطجة عنوان المرحلة.. أردوغان «يضرب» معارضيه قبل انتخابات البلديات
الإثنين، 03 يونيو 2019 07:00 ص
يرفض الرئيس التركي رجب أردوغان، الاعتراف بالهزيمة التي مني بها حزبه الحاكم في الانتخابات البلدية، ولا يتراجع عن الاستمرار في استخدامه للبلطجة والعنف ضد معارضيه من السياسين والكتاب الصحفيين، فقد نشرت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، الضوء على ممارسات أردوغان، البلطجية تحت عنوان «أردوغان يلجأ إلى البلطجة لاستعادة أسطنبول».
ذكرت الصحيفة البريطانية، أن سلطات رجب أردوغان، تشن حملات ضرب واعتداءات واسعة، ضد المعارضين والصحفيين، قبل جولة إعادة الانتخابات البلدية في اسطنبول، وهو ما اعتبرته الصحيفة محاولة لإسكات وإرهاب المعارضة، بعدما شنت سلطات أردوغان، 5 هجمات ضد صحفيين ومعارضين، كان أخرهم الهجوم على الصحفي «إدريس أوزيول» الذي تعرض للضرب في الشارع من 3 رجال، أصابوه بكسور ورضوض، كما أوضحت أن حادث الاعتداء هذا، جاء بعد اسبوعين من تلقي «أوزيول» تهديد من أحد الساسة المحليين في أنطاليا، على خلفية مقالاته المعارضة لسياسات أردوغان.
وأشارت «صانداي تايمز» أن الهجمات زادت بشكل ملحوظ ضد الصحفيين المعارضين خلال الأسابيع القليلة الماضية، خاصة مع تصاعد التوترات قبل جولة إعادة الانتخابات البلدية في مدينة أسطنبول، المقرر انطلاقها في 23 يونيو الجاري، والتي يُنظر لها أنها استفتاء على حكم أردوغان، بعد سلسلة الهزيمة الساحقة التي تلقاها حزبه الحاكم في الجولة الأولى من الانتخابات، مارس الماضي، وخسر مقاعده في أهم البلديات التركية وفي مقدمتها أسطنبول.
ويعتبر منتقدو الحكومة، أن هذه الهجمات عودة إلى البلطجة في السياسة التركية، مع تحالف حزب متطرف مع حزب العدالة والتنمية، باعتباره مرتكب العنف، ووجهت للحكومة نفسها اتهاما بالتحريض ضد الصحفيين والشخصيات المعارضة والاعتداء عليهم من خلال وصفهم بالإرهابيين أو الخونة وعدم معاقبة المهاجمين، حتى أن «أوزيول» قال:« إن الرسالة واضحة.. إنهم يحاولون تخويف الصحفيين المعارضين القليلين».
وتابع، أنه ليس لدى الحكومة قائمة بمن سيضربون، إلا إنها عندما تطمئن الجمهور بعدم محاسبة أو معاجبة منفذي هذه الهجمات، فهم يدركون أنهم سيكونون أحرارًا إذا قاموا بهذا الأمر، واتهم أردوغان بمسؤليته الجزئية عن حملات الاعتداء على معارضيه، بسبب وصف الصحفيين والفنانيين والمزارعين بالإرهابيين، وهو ما ادى لخلق انقسام في الشارع التركي، أحدهما الإرهابيين، والآخر شعبه، فعندما تصدر هذه التصريحات من رئيس دولة، الأشخاص المواليين له أكثر وحشية.
ويرى منتقدو الحكومة، أن الوضع زاد سوء، بسبب الأزمة التي اجتاحت حزب العدالة والتنمية بعد أكثر من عقد ونصف من الحكم، خسروا فيها السيطرة على المدن الكبرى بما في ذلك اسطنبول وأنقرة وأنطاليا، خلال الانتخابات البلدية التي عقدت مارس الماضي، فقد كان أردوغان عمدة اسطنبول في التسعينيات، ويرى أن هذا المنصب هو مفتاح السيطرة على تركيا.
وذكرت الصنداي تايمز، رؤية المحللون، التي أوضحت أن انتشار الفساد يساعد على طرد الناخبين من حزب العدالة والتنمية، كما أن للأزمة الاقتصادية التي شهدت انخفاض العملة وأدت إلى ارتفاع الأسعار، تسببت في عزوف العديد من المواطنين ضد الحزب.