«الزراعة» تصدر توصياتها.. ماذا يفعل المزارعون خلال الموجة الحارة؟

تسببت موجة الحر، التى تسود مصر حالياً، فى حدوث تعديلات وتغييرات، بخطط وبرامج وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، فى مواجهة ووصول درجات الحرارة، إلى هذه المعدلات القياسية، وحتى تمارس الوزارة دوراً من أدوارها، وواجب من واجباتها، نحو حماية الزراعة المصرية والمزارعين، فقد أعلنت عن حزمة من الإجراءات،  إلى جانب إطلاق التحذيرات للمزارعين، بضرورة العمل والأخذ بعددٍ من التوصيات، التى من شأنها حماية الزراعة والحاصلات، من خطر ارتفاع درجات الحرارة طوال النهار.

ترطيب الأراضى برش المياه نظرا للموجة الحارة 

تفادى الخسائر المُحتملَة
وفى هذا الإطار، فقد أصدر مركز معلومات تغير المناخ والطاقة المتجددة والنظم الخبيرة، بمركز البحوث الزراعية، بالتعاون مع المعمل المركزى للمناخ الزراعى، بمركز البحوث الزراعية، نشرة توصيات فنية للمزارعين، يتم تنفيذها خلال الأيام القليلة المقبلة، ولفت النشرة إلي أنه سيسود البلاد بداية من أمس الثلاثاء، ولمدة 5 أيام، موجة شديدة الحرارة على البلاد.

وسوف تستمر حتى (الخميس)، إذ ترتفع درجات الحرارة من 6 إلى 7 درجات مقارنتاً بالمتوسط العام خلال تلك الفترة، ومتوقعاً أن تسجل درجات الحرارة العظمى بالقاهرة اليوم 42 درجة، وقد تصل مع ذروة الموجة بعد غد إلى 44 درجة، ووفقا للموقع الرسمي لهيئة الأرصاد الجوية، فمن المتوقع أن تبلغ ذروة درجات الحرارة المرتفعة يوم الخميس.

وتصل درجة الحرارة في القاهرة لأكثر من 43 درجة مئوية، وأليكم بيان بدرجات الحرارة:السواحل الشمالية الغربية (40°م عظمى– 20°م صغرى) والسواحل الشمالية الشرقية وشمال سيناء (41 – 22) والوجه البحري والقاهرة (44 – 23) وجنوب سيناء والغردقة (40 – 26) وشمال الصعيد (44 – 25) وجنوب الصعيد وحلايب وشلاتين (44 – 30).

حماية الثروة الداجنة من الحرارة الشديدة 

عدم تعرض المزارعين للشمس مباشرة
وقال الدكتور فضل هاشم، المدير التنفيذي للمركز، إن هناك عدد من التوصيات الفنية التي يجب علي المزارعين تتفيذها، للوقاية من أضرار ارتفاع درجة الحرارة، وفي البداية منها، لابد من عدم تعرض المزارعين للشمس مباشرة وقت الظهيرة، من الساعة  12 ظهرا وحتى 3 عصرا.

وفي حال الضرورة، ينبغي ارتداء قبعة، لتجنب الإصابة ببعض الأمراض المتعلقة بالاجهاد الحراري، نتيجة لتعرض الشخص لأشعة الشمس المباشرة، لفترة طويلة خلال ارتفاع الحرارة، ولابد من تناول شرب الكثير من المياه و السوائل قبل الصيام.

وأشار الدكتور فضل هاشم، إلي أن تلك التوصيات،  تتمثل في التسميد بالنترات، بدلا من اليوريا أو سلفات الآمونيوم، حتى تكون النباتات أكثر قدرة على تحمل الإجهاد، فضلا عن الرش بعنصر الكالسيوم و البوتاسيوم، لتحسين حالة النباتات وزيادة قدرة الجهود الخلوية للنباتات، لتحمل تلك الظروف القاسية.

وزيادة قدرة النباتات على تحمل الظروف الجوية السيئة شديدة الحرارة، وكذلك الرش بالمبيدات الحشرية، خلال تلك الفترة، فهو هام جدا لبدء نشاط معظم الحشرات الضارة، مثل حشرة المن و الذبابة البيضاء و الأكاروس و التوتا ابسليوتا،  نتيجة لارتفاع درجة الحرارة، لتوافر الظروف المناخية المناسبة لزيادة نشاطها خلال الفترة الماضية.

حماية الثروة الحيوانية تحت مظلات 

المعمل المركزى للمناخ الزراعى
وقال الدكتور أحمد عونى، مدير المعمل المركزى للمناخ الزراعى، إن ارتفاع  درجات الحرارة، يؤثر بشكل كبير على صحة الدواجن، وخاصة الكبيرة في العمر، أي التي يتجاوز عمرها أكثر من 20 يوما، وأنه في حالة تجاوز درجة الحرارة للحد المسموح به، فإن ذلك سيؤدى إلى إجهاد حرارى على الدواجن، ويسبب ضررا كبيرا على صحة الدواجن، ويمكن أن يؤدي لنفوق أعداد كبيرة منه، ويمكن تجنب ذلك باتباع الإجراءات التالية، وأهمها:-

-  رفع الأعلاف من أمام الدواجن، فى فترات النهار، قبل العاشرة صباحا، ومع شدة الحرارة، وتقديمها للدواجن بعد الساعة الخامسة مساء.

-  زيادة عدد المساقى، مع رفع مستوى المياه فيها، لترطيب جسم الدواجن، ويفضل استخدام ماء بارد.

-  رش جدران وأسطح العنابر بالماء، من الخارج صباحا لخفض درجة الحرارة.

-  استخدام مضادات الإجهاد الحرارى، وفيتامين "c" فى ماء الشرب.

-  ضرورة عدم إجهاد الطيور بالعلاج واللقاحات،  وتأجيل ذلك لفترات لا تعانى فيها الدواجن من الإجهاد الحرارى.

-  تركيب ستائر من الخيش، في الواجهات المعرضة للشمس، مع ترطيبها باستمرار بالماء لخفض درجة الحرارة.

-  عمل عنابر بصورة هندسية، للاستفادة من التهوية الطبيعية المناسبة، ولتقليل تأثير ارتفاع درجة الحرراة.

حماية الثروة الحيوانية من الحرارة 

العناصر الغذائية اللازمة لنمو النبات
وأضاف الدكتور محمد عبد ربه، وكيل المعمل المركزي للمناخ الزراعي، أنه لابد من ري النباتات في أوقات مبكرة "بعد الفجر" وإضافة المحاليل التى تحتوى على العناصر الغذائية اللازمة للنمو، وتجنب الري فى أوقات النهار، مع تكثيف الرش بسليكات البوتاسيوم 7-10 جم/ للتر، مع محفزات النمو وهيومات بوتاسيوم.

والرش المكثف بمحلول كبريتات زنك 2 % بمعدل 4 كيلوجرام للفدان، ويفضل الرش فى المساء أو 2 كيلو زنك مخلبي للفدان، في 200 لتر ماء، لكل فدان لمعظم الزراعات.

حماية الثروة الحيوانية

ومن التوصيات أيضا، طلاء سيقان أشجار الفاكهة بمادة الجير المخلوط بوردو (جير + سلفات نحاس)، وهو ما يقلل من ضرر الأشعة الشمسية، وتجنب تشقق "القلف"، وهو الطبقة الخارجية لجذوع النباتات، وخاصة الأشجار الصغيرة، وكذلك عدم رش أى مبيدات حشرية أو فطرية، خلال الموجة الحارة، حتى تنتهى تماما، مع عدم زراعة أى شتلات خضروات أو فاكهة خلال هذه الموجه الحارة.

ويفضل أن تتم الزراعة بعد انتهاء هذه الموجة، وكذلك إجراء الرش بالمغذيات والأحماض الأمينية، لتشجيع النبات على زيادة امتصاص العناصر، وذلك بعد انتهاء الموجة،  لتفادى أضرار الموجة الحارة، ووضع الحيوانات تحت مظلات للحيوانات، وإبعادها عن أشعة الشمس المباشرة، خلال الفترة من 12 ظهرا وحتى 4 عصرا، فضلاً عن الرش الوقائي للنباتات داخل الصوب، بالكبريت الميكروني، بمعدل 2 جرام في اللتر، لتجنب الإصابة بالكاروسات و الحلم الدودي، خلال تلك الفترة، مع الاهتمام بعمليات الري، وفقا للمقنن المائي للمحصول حسب مرحلة النمو.

الحرارة المرتفعة وإجهاد الحيوانات
وقال المدير التنفيذي، إن ارتفاع درجة الحرارة، له تأثير أكبر من انخفاضها على الماشية، فكلما ارتفعت الحرارة يؤدي إلى إجهاد الحيوانات، وخاصة الماشية الحلابة، وقلة كمية الغذاء، التي يتناولها الحيوان، وهذا ينعكس بدوره على إنتاجية الحيوان، ولذلك لابد من اتخاذ عدة إجراءات احترازية، لتفادى أي أضرار صحية على الحيوانات، مثل تغيير مياه شرب الحيوانات، منذ بداية الصباح على فترات قصيرة.

بسبب سخونة ارتفاع حرارة الهواء الجوي، والاهتمام بعمل علائق، تتماشى مع ظروف الإجهاد الحراري، وعمل نظام حماية مناسب للحيوانات، مثل المظلات المرتفعة وعمل نظام رش ضبابي لتقليل درجة الحرارة، خلال فترات ارتفاع درجات الحرارة،  والاهتمام بالتطعيم والاستفادة من القوافل البيطرية التي تقوم بها الوزراة.

رش الحاصلات وتغذيتها 

وفي سياق متصل طمأن مركز معلومات تغير المناخ والطاقة المتجددة والنظم الخبيرة، المزارعين بأن الموجة الحرارية المتوقعه خلال الأيام الثلاثة المقبلة، لن يكون لها تأثيرات شديدة على النباتات،  إذا تم اتباع هذه التوصيات، نظرا لقصر فترة تلك الموجة الحرارية، حيث أن موجة شديدة الحرارة لمدة 3 أيام فقط، ليس من شأنها عمل تأثيرات شديدة على المزروعات.

وقد كلف الدكتور عز الدين أبو ستيت، وزير الزراعة واستصلاح الاراضي، إدارة  "قناة مصر الزراعية" بالإذاعة و النشر المستمرين للتوصيات الدورية الفنية، وبالتنسيق مع المعاهد البحثية والمراكز الإرشادية، لتقديم التوعية للمزارعين، للتعامل السريع مع موجات الطقس غير المستقرة.