استثني نفسه وحزبه
«أردوغان» يطالب شعبه بالتقشف.. وينفق 10 ملايين ليرة على قصوره الفخمة
الإثنين، 20 مايو 2019 02:00 ص
في الوقت الذي يطالب فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شبعه بالتقشف، يعيش هو وحزبه «العدالة والتنمية»، ورجاله وحاشيته حالة غريبة من الترف داخل القصور الفخمة التي قاموا ببنائها رغم حالة الانهيار التي يعيشها الاقتصاد التركي.
وسط كل هذا الزيف وعمليات السرقة الممنهجة، بلغ العجز في الميزانية خلال الشهور الأربعة الأولى من عام (2019)، (54,5) مليار ليرة، وتبين أن حكومة العدالة والتنمية لم تنفذ سياسة ترشيد الإنفاق في بعض القطاعات التي كان من المنتظر تخفيض نفقاتها من أجل الادخار وسد عجز الميزانية.
وأنفقت وزارة الخزانة والمالية خلال أربعة أشهر 10 ملايين ليرة على التنسيقات البيئية، وهي أحد القطاعات التي كان من المنتظر أن يتم تخفيض نفقاتها، علاوة علي العناية بقصور أردوغان التي كانت أحد أسباب زيادة هذه النفقات.
وبحسب مقال الصحفية شيدام توكار، المنشور بجريدة «سوزجو»، فإن هناك احتمالا كبيرا أن تكون زيادة النفقات البيئية سببها أعمال تنسيق الحدائق بالقصر الرئاسي الجديد في العاصمة أنقرة، وبالقصر الصيفي للرئيس على خليج أوكلوك التابع لبلدة مرمريس في موغلا جنوب غرب تركيا.
وفي المقال المنشور بعنوان: «إضافة مصاريف الحدائق إلى الميزانية»، انتقدت «توكار»، أولئك المسئولين الذين يقللون من نفقات القطاع العام والخدمات التي توفرها الحكومة للمواطن، وينفقون على القطاعات غير الإلزامية لمجاملة الرئيس والحزب الحاكم، متسائلة: «ألا يجب أن يقولون لأنفسهم ماذا نفعل؟ يجب أن نخفض هذه النفقات؟».
وردت على هذا السؤال قائلة: «لا يجب أن ننتظر منهم هذا الشئ في ظل النظام الرئاسي الذي يسيطر فيه الحزب الحاكم على كل شيء».
ووفقًا لأحدث بيانات الميزانية الصادرة عن وزارة الخزانة والمالية فقد تم انفاق (10) ملايين و(114) ألف ليرة على شراء وصيانة مواد الحدائق خلال الفترة من يناير إلى أبريل، وبلغت نفقات هذا القطاع في نفس الفترة (يناير- أبريل) من العام الماضي (5,5) مليون ليرة ، كما تم إنفاق (6) ملايين، و(171) ألف ليرة من الميزانية على لوازم وتنسيقات الحدائق خلال شهر أبريل فحسب، وفي العام الماضي تم إنفاق (3,3) مليون ليرة خلال شهر أبريل.
وهذا يعني أن هناك زيادة مضاعفة في النفقات سواء خلال شهر أبريل مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي أو خلال الشهور الأربعة الأولى من (2019) مقارنة بنفس الفترة في العام الماضي. وتقول «توكار» في مقالها إنه لا شك أن أسعار مواد ولوازم المناظر الطبيعية تأثرت بالتضخم؛ الأمر الذي نتجت عنه الزيادة في النفقات، بالإضافة إلى تأثير سعر الصرف على أسعار الأشجار المستوردة .
وأوضحت «توكار» في مقالها أنه لا يجب الانفاق بكل هذا السخاء على زهور وبذور ونباتات المؤسسات العامة، مشيرة إلى وجود احتمال كبير أن تكون زيادة هذه النفقات البيئية بسبب أعمال تنسيق الحدائق بالقصر الرئاسي الجديد في العاصمة أنقرة، وبالقصر الصيفي للرئيس على خليج أوكلوك.
وفي واقعة أخرى نشرتها صحيفة سوزجو التركية، اشترت بلدية كارتبة التابعة لولاية كوجالي التركية وهي إحدى البلديات التابعة للعدالة والتنمية الحاكم، زهورا بقيمة (8) ملايين و(677) ألفا و(734) ليرة. وخلال اجتماع مجلس البلدية المنعقد في مركز نجيب فاضل قيصا كورك الثقافي، نوقش تقرير لجنة التخطيط والموازنة للحساب الختامي للسنة المالية (2018)، الصادر عن إدارة الخدمات المالية التابعة للبلدية.
وانتقد نائب رئيس الكتلة البرلمانية بحزب الشعب الجمهوري، حسن بيرق، نفقات البلدية على الزهور قائلا: «أكثر الموضوعات التي نركز عليها، هو ماذا فعلت بلدية كارتبة بزهور بقيمة (8) ملايين و(677) ألفا و734 ليرة، وإلى أين أرسلت هذه الزهور؟».
ونشرت بلدية كارتبة تصريحا بتوقيع نائب رئيس البلدية، محمد فليز، بشأن الجدل المثار حول نفقات البلدية السنوية على الزهور، وادعت البلدية في تصريحها أن هذا الرقم من النفقات كُتب سهوا. وأوضحت أن هذا الخطأ الذي حدث سهوا أدى إلى تشكيل تصور خاطئ ومضلل لدى الرأي العام، معربة عن أسفها لحدوث هذا الموقف.
وبحسب صحيفة «سوزجو»، فقد نشر حزب الشعب الجمهوري تصريحا يرد فيه على تصريح البلدية، قائلا: إن البلدية أصدرت هذا التصريح لتنقذ نفسها، مشيرا إلى وجود تناقضات ليس في نفقات الزهور فحسب، بل في بنود عديدة في تقرير حساب النفقات، مع وجود اختلافات بين الحسابات والمجاميع.
جدير بالذكر أن العجز في الميزانية خلال الشهور الأربعة الأولى من عام (2019)، بلغ (54,5) مليار ليرة، وهذا العجز الكبير أكبر من ضعف عجز الميزانية في نفس الفترة من العام الماضي.