الكنيسة المصرية وحرب الماسونية
الخميس، 16 مايو 2019 01:41 م
ربما يكون عنوان المقال مبهم ولكن مثير، ولما للماسونية من معاني كثيرة، وارتباك في تعاريف معانيها بسبب حالة التعتيم المقصودة، كحالة جذب وانبهار من منظور الغموض جاذب للانتباه، وبما إنني كتبت كثيراً عن الكنيسة المصرية وكان ملخص ما كتبت إنها العمق التاريخي والحضاري للدولة المصرية، والتي تمثل مخزون جينات ثقافة أجدادنا عظماء ملوك الأرض كجانب وطني تاريخي، ومن المنظور الروحي هي الكنيسة التي استلمت تقاليد الآباء الرسل والتلاميذ كما سلمها لهم السيد يسوع المسيح.
وبذلك أصبحت الكنيسة المصرية هي الثقافة المصرية التي مثلت السلام والرخاء والتسامح والمحبة التي استقبل بها أجدادنا المصريين الطفل يسوع الذي هو ملك السلام ومنبع التسامح واله المحبة، هنا حدث التلاقي الروحي ألسمائي الذي مثله الطفل يسوع ومعه أمه ويوسف النجار، مع ثقافة التسامح الأرضي الذي مثلها المصريين عظماء التاريخ حينذاك، وهنا عظمة الكنيسة المصرية في عمقها الروحي والتاريخي والثقافي فهي كنيسة الوطن والمسيح ولذلك أصبحت متفردة متميزة عبر كل العصور وفيها كانت الرهبنة سمو الروح الذي ربط بين ثقافة المصريين الأرضية وسمو يسوع السماوي.
وعندما أعرج علي الماسونية لابد أن اذكر إنني قتلت الموضوع بحثاً، ومنذ فترة طويلة جاري كتابة سلسلة من المقالات في جريدة الأسبوع المصرية باسم الماسونية، وذلك عبارة عن بحث كبير وضخم يشمل كل مراحل الماسونية التاريخية من مرحلة التكوين إلي وقتنا هذا معتمداً علي وثائق تاريخية ومراجع لكتاب وباحثين علي مستوي كل العالم، وفي هذا الشأن انوي نشر كتابي الأول باسم الماسونية والمسيخ الدجال.
فملخص ما اطلعت عليه أن الماسونية فكرة قائمة علي محاربة تعاليم السيد المسيح ومحاولة هدم المسيحية، وقد استخدمها الشيطان منذ البداية عندما قام هيرودس ملك اليهود الابن مع مستشاريه بتكوين أول خليه لها باسم القوة الخفية وكان هدفها مجابهة قوة يسوع الخفية الاعجازية التي عملت في تلاميذه ورسله الكثير من المعجزات، وبسببها اعتقد يهوذا الملك الابن أن كل الشعب اليهودي سيصبحون إتباع يسوع ويجب المقاومة بطريقة تناسب قوة يسوع الخفية حتي يستطيع المحافظة علي الدولة والديانة اليهودية.
نعم تطورت القوة الخفية واصبحت عمل مقنن وسلوك حياة حتي اخترقت كل مفاصل الكيانات العالمية، ولكن بفكر اخر ثالوثي حسب دستورهم الماسوني وهو الإخاء والمساواة والتسامح المنبثقة من نظرية الديمقراطية والحرية، وفي بحثي المنشور عبر سلسلة مقالاتي، استطاعت الماسونية اختراق كل حكومات العالم وضمت صفوة السياسيين ورجال الدين والاقتصاديين والمثقفين والعلماء، وخرجت إلي رحاب اللامحدود عبر حكمة الماسونية التي تقول ، أن الإنسانية هي الدين فوق كل الأديان.
وعندها سيطرت الماسونية التي منبعها الفكر اليهودي، علي مقاليد كل قرارات حكومات العالم وخلال مراحل صراعها مع المسيحية حاولت كثيرا اختراق الكنيسة المصرية، لكنها عجزت علي تجنيد عملاء لها بسبب ما ذكرته من طبيعة تكوين الكنيسة وعمقها الثقافي والتاريخي والروحي، وهذا السبب الرئيسي الذي جعل الكنيسة المصرية الأرثوذوكسية غير مقبولة في إسرائيل وأمريكا وعموم الغرب لأنها غير قابلة للتطويع أو الاختراق.
وموقف الكنيسة المصرية هنا ليس حائط صد روحي فقط بل وطني أيضاً، وعلي رجال الكنيسة المصرية أن لا ينجرفوا إلي الالتحام بثقافة الطوائف الاخري تحت مسمي الإخوة والتسامح، لان هذا هو المدخل الذي ستدخل منه الماسونية الشيطانية إلي الكنيسة المصرية وللوطن، فلا اخفي عليكم أن الماسونية الشيطانية قد اخترقت بقوة كنيسة الفاتيكان الكاثوليكية وأصبح رجال دينها اعضاء فاعلين في تلك الماسونية.
اجزم بضمير قوي أمام الله أن ما تبقي للمسيح علي الأرض هي الكنيسة المصرية، التي عصيت أبوابها علي شيطان الماسونية، ورسالتي هنا إلي قداسة البابا وكل إبائي رجال الكنيسة أن ينتبهوا تمام للعسل الذي يقدم لهم علي طبق ما يسمونه المحبة والإخاء من كنيسة الفاتيكان، لان في ذلك الطبق سم قاتل من شيطان الماسونية.