بين الشرع والقانون.. ما حكم الطلاق والخلع في نهار رمضان؟
الخميس، 09 مايو 2019 08:00 م
شهر رمضان المعظم من الأشهر الفضيلة التى لها تقديساَ خاصاَ لدى المسلمين ونتيجة لهذا الأمر تحتاج إلى بعض الفتاوى والمشورة، للإلتزام والحفاظ على العبادة فيه، وبسبب خوف البعض من عدم اكتمال عبادته، يتبادر دائماَ في الأذهان بعض الأسئلة، جاء أبرزها هل يجوز الطلاق في شهر رمضان أو أن «أبغض الحلال»، هو من المحرمات التي تتعارض مع روحية الشهر الفضيل؟
هل يؤثر الصيام على أعصاب الصائم؟
يُعتبر هذا السؤال من الأسئلة التى تتكرر بشكل مستمر مع بداية شهر رمضان الكريم وهو هل يجوز الطلاق أو الخلع فى رمضان؟ كغيرها من الأسئلة التى تهم الآسرة المصرية، وذلك بغرض التعرف على أن هل الصيام يؤثر على الشخص وعلى حالته النفسية فى مسألة الطلاق من عدمه أو حتى فى حالة خلع الزوجة لزوجها حيث يعتقد الكثيرون أن الطلاق خلال شهر رمضان «باطل»، خصوصًا وأن المأذون أحيانًا ما يحاول إيصال هذه الفكرة لعدم هدم البيت.
لا علاقة بين رمضان والطلاق
فى هذا الشأن، يقول محمود البدوى المحامي بالنقض والدستورية العليا ، والخبير الحقوقي، أنه أولاً يجب أن يتم الفصل كلياً بين شهر رمضان الفضيل وبين فكرة إيقاع الطلاق شرعاً وقانوناً أيضاً، إذ أنه لا علاقة بين رمضان والطلاق، ذلك أن الطلاق هو عقد رضائي يرجع إلى إرادة طرفيه في استكماله وفقاً لشروطه المتعارف عليها شرعاً أو فصم عري هذا العقد أو تلك العلاقة، فيحق لطرفي هذا العقد استكماله أو عدمه، وبناء على ما يراه طرفاه، وبناء على قدرتهم على الصبر والتحمّل، وإن كان القرآن الكريم قد حثّنا على الصبر إلى أبعد ما يكون وعدم العصف بكيان الأسرة نتيجة طيش أو غضب أو هوي أو حتى خلاف يمين رأب الصدع الناشئ عنه، حفاظاً على كيان الأسر بوصفها اللبنة الأساسية للمجتمع .
الطلاق كسائر المعاملات
وحتى من الناحية القانونية – وفقا لـ«البدوى» فى تصريح لـ«صوت الأمة» - أن الزواج أو الطلاق هو كسائر المعاملات التي يقوم بها الناس خلال شهر رمضان والتي لا تطرح حولها علامات إستفهام، ومن ثم فإن الطلاق يجوز في شهر رمضان ولا شيء يحرمه خلال الشهر المبارك سواء من الناحية الشرعية وفقاُ لما تواترت عليه أراء الفقهاء أو حتى وفقاً لصحيح القانون والذي لم يرد به ذكر لصحة أو عدم صحة الطلاق في شهور أو أيام محددة من السنة، ولكنه جري العرف بشكل الاتفاق تقريباً إلى أن الكثيرين يفضلون تأخير الطلاق إلى ما بعد شهر رمضان ، لاعتبارهم أنه شهر الخيرات، مما يستوجب معه الصبر إلى أقسى حدود قبل اتخاذ قرار الطلاق وهو قرار مصيري يصعب اتخاذه في لحظة غضب أو انفعال.
الطلاق والخلع قرار شخصى
كما يرى علماء وفقهاء المسلمين، الخلع أو الطلاق قرار شخصى للزوج أو الزوجة ويجوز الطلاق أو الخلع فى رمضان حيث أنه ليس هناك ما يمنع الطلاق أو الخلع فى شهر رمضان حيث أن لا علاقة بين رمضان والطلاق، بإعتبار أن ذلك الأخير هو عقد يرجع الى الزوج في استكماله أو عدمه بناء على ما يراه مكروهاً وبناء على قدرته على الصبر والتحمّل، وإن كان القرآن الكريم قد حثّه على الصبر الى أبعد ما يكون.
فقد سبق وأن وجهت زوجة سؤالا للدكتور علي جمعة فى غضون 2018 تقول فيه: «زوجي رمى علي يمين الطلاق في نهار رمضان وعندما سألت أحد المشايخ قالي لا تحسب إكراما لرمضان .. قهل هذا صحيح»؟، فرد علي جمعة حينها قائلا : «تحسب طلقة ولا يوجد اختلاف بين الطلاق في نهار رمضان وغيره من شهور السنة» .
ضرورة تأخير الطلاق لبعد رمضان
ووفقاَ لعلماء المسلمين فإن حدود الصبر نسبيّة بين شخص وآخر، لكون الطاقة الإنسانية تختلف من فرد إلى آخر، ولا معيار ثابت موحد لكل البشرية، وذلك لأن الزواج أو الطلاق هو كسائر المعاملات التي يقوم بها الناس خلال شهر رمضان والتي لا تطرح حولها علامات استفهام، وعلى الرغم من أن الطلاق يجوز في شهر رمضان ولا شيء يحرمه خلال الشهر المبارك، إلا أن كثيرين يفضلون تأخير الطلاق إلى ما بعد شهر رمضان، لاعتبارهم أنه شهر الخيرات، وعليهم تالياً الصبر إلى اقسى حدود قبل اتخاذ قرار الطلاق.
أجمع العلماء والأئمة على أن طلاق رمضان يقع
وأجمع العلماء والأئمة على أن طلاق رمضان يقع، لأنه لا علاقة للزمن سواء رمضان أو يوم جمعة أو غيره، كما قال مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام، أن الطلاق تصرف شرعي يتم بإرادة منفردة، وتترتب عليه آثار شرعية معينة، فيجب إذا صدر أن يصدر عن إرادة حرة، وعن اختيار كامل، ولذلك لم يوقع الفقهاء طلاق الصبي؛ لعدم اكتمال إرادته، ولم يوقعوا طلاق المجنون؛ لفساد إرادته، وعلى ذلك يحمل ما نقل من اختلاف العلماء في طلاق الغضبان؛ فإنه مبني على اختلافهم في تحقيق مناط الإرادة التامة حال نطق الغاضب بالطلاق، أي أن الطلاق مرتبط بالحالة وليس بالوقت.
فلسطين تمنع وقوع الطلاق فى رمضان
ولكن الغريب والعجيب أن هناك دولة عربية وإسلامية لم تُجز الطلاق فى رضمان، حيث أعلنت «فلسطين» العام الماضى منع الطلاق في رمضان، وهو القرار الصادر من قاضي القضاة، محمود الهباش، والذي عممه على المحاكم الشرعية، يتم بموجبه منع توثيق حالات الطلاق خلال هذا الشهر.
وعلق «الهباش»، على قراره حينها بقوله إن قراره جاء بناءً على تجارب واجهت المحاكم خلال شهر رمضان في الأعوام السابقة، حيث يتخذ بعض الأزواج قرارات سريعة وغير متزنة بسبب الصيام، والبعض يتخذ من نقص الطعام والتدخين سببًا لإثارة المشاكل، ويكون الصائم في حالة من عدم الاستقرار، وتكون قراراته سريعة وغير متزنة، مشيراَ إلى أنه يتم توثيق حالات الطلاق في رمضان، في حالة الضرورة فقط.