خبير سعودي: صمت المجتمع الدولي تجاه ممارسات أردوغان يدفعه لمزيد من الانتهاكات

سياسات وانتهاكات على جميع الأصعدة فهو نظام لم يكتف بسياساته الداخلية التي أودت ببلاده إلى حافة الهاوية؛ لنجده يعلن عن سياسات مشابهة بموجبها يعلن صراحة تحديه للقانون الدولي عارضًا به عرض الحائط.

نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اعتاد على سياسات قمعية تتعدى على حقوق الإنسان سواء على الأتراك أو الأجانب على الأراضي التركية. ولعل حادث مقتل الفلسطيني زكي مبارك في سجون تركيا مؤخرًا لخير دليل ذلك؛ فقد حاولت السلطات التركية إظهار الأمر وكأنه حادث انتحار في حين كشفت عدد من التقارير الإعلامية عدم صدق الرواية التركية من خلال تداول الصور لسجن «مبارك» ما أوضح أكاذيب السلطات التركية وادعاءاتها. أيضًا أعلن أفراد من عائلة زكي مبارك أن تركيا تحاول التستر على الحادث وإخفاء معالم الجريمة، وأن السلطات التركية طالبتهم بأوراق ووثائق من شأنها تعطيل استلامهم للجثة، وهو ما وصوفوه بالـ«مماطلة» التي تؤكد على ما يدور حول تركيا من شبهات في هذا الشأن.    

وبعد أيام قليلة من هذا الحادث بدأت تركيا في التلويح بشروعها الحفر بشرق المتوسط حيث المنطقة الاقتصادية لقبرص؛ تنقيبًا عن الغاز، ما يُمثل تعديًا صريحًا على السيادة القبرصية وانتهاكًا للقانون الدولي، ما دفع مصر وحلفاءها بهذه المنطقة إلى جانب الإتحاد الأوروبي للتنديد بذلك الأمر والتأكيد على ضرورة احترام القانون. وأكدت تقارير إعلامية قبرصية أن ما أعلنت عنه تركيا من عمليات حفر في منطقة البحر المتوسط، يُعد تعديًا على المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص. وأعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني عن قلقها البالغ تجاه هذا الإعلان التركي، لافتة إلى تنديد المجلس الأوروبي في مارس من العام الماضي (2018) لمواصلة تركيا أنشطتها غير القانونية في شرق البحر المتوسط، قائلة: «في هذا السياق، ندعو تركيا بإلحاح إلى ضبط النفس واحترام الحقوق السيادية لقبرص في منطقتها الاقتصادية الخالصة والامتناع عن أي عمل غير قانوني». وشددت على أن الاتحاد الأوروبي سيرد على تركيا في شكل ملائم وبتضامن كامل مع قبرص. كما أعلنت مصر عن متابعتها للتطورات الجارية في هذا الشأن بشدة، محذرة من خلال بيان صدر عن وزارة الخارجية من انعكاس أية إجراءات أحادية على الأمن والاستقرار في منطقة شرق المتوسط، مؤكدة على ضرورة التزام دول المنطقة كافة بقواعد القانون الدولي وأحكامه.

أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام، الدكتور عبدالله العساف يرى أن صمت المجتمع الدولي لانتهاكات «أردوغان» في المنطقة ضاربًا بممارساته القوانين عرض الحائط، هو ما يشجعه على انتهاك المزيد من القوانين الدولية.

وقال في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «إذا رأينا ما حدث  في سوريا والعراق حيث الانتهاك السافر لميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي وتدخلها في شأن هذين الدولتين في عمليات عسكرية دون إذن من الأمم المتحدة، وتدشين جماعات إرهابية تتبع أردوغان، ندرك ما يحدث الآن». وأضاف أن «تركيا أردوغان تريد أن تستحوذ على ثروات شرق المتوسط لنفسها متحدية بذلك 6 دول لديها الحق في استخراج النفط والغاز في هذه المنطقة».

أما عن حادث زكي مبارك، فقال «العساف»: «السجون التركية مكان كبير للاعتقال وتصفية الخصوم فهل زكي تم تصفيته لأنه كشف أمر تركيا بما يمتلكه من معلومات.. هناك أشياء كثيرة تثير علامات الاستفهام حول هذا الحادث؟!».