حرب الأطراف الفاعلة في فنزويلا تحتدم.. من ينتصر في كراكاس؟
السبت، 04 مايو 2019 06:00 م
تسببت الأزمة الدائرة في فنزويلا، بين الحكومة الشرعية لنيكولاس مادورو- تدعمه روسيا- وجبهة المعارضة برئاسة خوان جوايدو -تدعمه الولايات الأمريكية- في اشتعال الحرب الباردة بين البلدين، فكلاهما مهتم بما يحدث في كراكاس، خاصة في الآونة الأخيرة بعد اشتعال الأوضاع بما ينبؤ بحرب أهلية محتملة.
مؤخرا تصاعدت حدة التصريحات بين البلدين حول آخر تطورات الوضع فى فنزويلا، تقول صحيفة الباييس الإسبانية، إن الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الامريكية وروسيا تسخن فى فنزويلا، فكلتا القوتين متهمتان بالتدخل، مشيرة إلى أن واشنطن وموسكو من الأطراف الفاعلة بما يحدث في كراكاس من الدرجة الأولى، خاصة فى هذه المرحلة المشتعلة.
ولا يمكن لأى شخص يتابع عن كثب الأزمة الفنزويلية أن يتجاهل ان خوان جوايدو، رئيس المعارضة ، الذى أعلن نفسه رئيسا للبلاد، لا يقوم بأى حركة دون بموافقة البيت الأبيض، وأن نيكولاس مادورو لا يزال قائما لأن الكرملين لا يزال يقف بجانبه، والهجوم الجديد من جوايدو ضد مادورو خدمت القوتين لإظهار مرة أخرى أنه بدونهما لن يكون هناك مخرج من الأزمة.
وترى الإدارة الأمريكية أن التدخل العسكري في فنزويلا واردًا، وهو ما أكده وزير الخارجية الأمريكية، مايك بومبيو، بعد محاولة انقلاب "فاشلة" في فنزويلا، نفذتها مجموعة صغيرة من العسكريين ضد حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، قائلًا إن الرئيس دونالد ترامب واضح للغاية وثابت على مبدئه، العمل العسكري وارد، هذا ما ستفعله الولايات المتحدة إذا تطلب الأمر ذلك. واستطرد قائلًا: "لكن الولايات المتحدة تفضل انتقالًا سلميًا للسلطة في البلاد، يغادر بموجبه مادورو، وتجرى انتخابات جديدة".
وأفادت التقارير بأن جوايدو دعا المواطنين والجيش فى فنزويلا إلى الخروج للشوارع للإطاحة بمادورو، وهو ما أحبطته القوات الأمنية فى وقت لاحق، وقال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تدين "الدعم الروسى المستمر" لحكومة مادورو.
وكان بومبيو، قال إن الولايات المتحدة ستواصل رفع الثمن الذى يتعين على كوبا وروسيا دفعه جزاء تصرفاتهما حيال قضية فنزويلا، قائلا "لقد رأيتم ما قمنا به بالفعل لرفع ثمن ذلك على الكوبيين، لقد اتخذنا مجموعة من الإجراءات، وهناك مزيد من الإجراءات التى سنواصل العمل بشأنها، وسوف نقوم بالمثل مع الروس".
وأجرى وزير الخارجية الأمريكى اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسى سيرجى لافروف لبحث الأزمة فى فنزويلا، وحث موسكو على وقف دعمها لحكومة مادورو، وأوضح أن دور روسيا وكوبا فى فنزويلا يزعزع الاستقرار بالنسبة للفنزويليين وبالنسبة للعلاقات الثنائية الأمريكية الروسية، فى حين أن لافروف أكد أن الشعب الفنزويلى هو وحده الذى يملك حق تقرير مصيره، وأن هذا التأثير الخارجى المدمر لا علاقة له بالعملية الديمقراطية.
أما الجانب الروسى فأكد على أن تدخل الولايات المتحدة فى الشئون الداخلية لفنزويلا انتهاك صارخ للقانون الدولى، وحذر لافروف من تداعيات أخطر للخطوات العدوانية ضد فنزويلا.
وقال مستشار الأمن القومى الأمريكى جون بولتون إن فى حاله رحيل افتراضى لمادورو، فسوف يكون الانتقال الديمقراطى جارى، متهما روسيا بتزويد مادورو بشريان الحياة من خلال القروض والدعم الفنى والعسكرى ، خاصة بعد الدعم العسكرى الذى كان فى نهاية مارس مع وصول طائرتين و100 جندى بقيادة اللواء فاسيلى تونكوشكوروف، كما حصلت على 35 طنا من المواد العسكرية، وكان الجيش الروسى المسئول عن إصلاح الصواريخ إس 300 أرض جو فى 14 مارس، كما افتتح نظام مادورو مركز تدريب للطيارين الهليكوبتر الروسيين، ويقوم ببناء مصنع رشاش من نوع كلاشينكوف ومصنع روسى للصواريخ.