خبراء ليبيون يكشفون سقوط «الوفاق» في قبضة الجماعات الإرهابية.. ماذا قالوا؟
الجمعة، 03 مايو 2019 11:00 ص
«القوات المسلحة الليبية تحركت للعاصمة طرابلس لتطهيرها من قبضة الجماعات المتطرفة والمليشيات المسلحة التى بدعمها المجلس الرئاسى الليبى برئاسة فائز السراج، وذلك بالمال والسلاح لعرقلة أى تحركات سياسية لنزع فتيل الأزمة فى البلاد والانتقال نحو نظام ديمقراطى مستقر».. هذا ما أكده خبراء سياسيون ليبيون.
كشف الخبراء الليبيون عن تفشى الفساد فى ملف علاج جرحى المصابين الليبين وكذلك وجود مرتزقة فى صفوف مليشيا النواصى التى تقاتل الجيش الليبى فى طرابلس. وقال المحلل السياسى الليبى الدكتور محمد الزبيدى، إن حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج دخلت إلى طرابلس بناء على اتفاق مع المليشيات المسلحة التى تسيطر على العاصمة الليبية.
وأكد الزبيدى، الخميس، أن حكومة الوفاق رهينة لإرادة المليشيات لأن كل مليشيا تسيطر على جزء فى عدد من المناطق، وتخصص حكومة الوفاق الاعتمادات المالية للمسلحين المسيطرين على وزارات فى العاصمة طرابلس.
وأشار المحلل السياسى الليبى، الى أن حكومة السراج ، تتعامل مع المليشيات المسلحة بطريقة الرشوة إما بفتح الاعتمادات المالية، واضفاء الشرعية على التشكيلات المسلحة والمليشيات ومحاولة ضمها لوزارة الداخلية فى حكومة الوفاق ، واصفا العلاقة بين المجلس الرئاسى الليبى من جهة والمليشيات المسلحة بعلاقة تبادل المصلحة، موضحا أن المسلحين يتحصلون على المال والسلاح مقابل تأمين أعضاء المجلس الرئاسي الليبي، الذى يضم قيادات تنتمى لتنظيم القاعدة الإرهابى فى ليبيا.
وشدد الزبيدى ، على ضرورة تأمين الجيش الوطنى الليبى على العاصمة الليبية طرابلس بعد تحريرها لمساحات شاسعة من التراب الليبى، مؤكدا أن أكثر من نصف سكان ليبيا يتواجدون فى طرابلس.
وأضاف الزبيدى: «طالما أن مؤسسات الدولة فى طرابلس خاضعة لسلطة المليشيات المسلحة إذن هذا لا معنى لها.. لابد دون دخول الجيش الوطنى الليبى بعد تأمين لحقول النفط الليبى دون الحصول على أى أموال»، قائلا: دخول الجيش الليبى لطرابلس أمر حتمى لأنها مصدر صنع القرار، مؤكدا أن الأمر ليس له علاقة بالصراع على السلطة أو غيره.
وأكد المحلل السياسى الليبى صالح الزوبيك، أن المجتمع الدولى والاقليمى يتحملان تدهور الأوضاع فى ليبيا، مشيرا إلى أن عدم تفعيل بنود اتفاق الصخيرات الموقع فى المغرب عام 2015 تسبب فى ترسيخ وجود التشكيلات والمليشيات المسلحة التى كان يجب حلها وتسليم أسلحتها.
وأكد الزوبيك فى أن إهمال تفعيل الترتيبات الأمنية وتكريس الانقسام المؤسسى فى ليبيا بعد توقيع اتفاق الصخيرات تسبب فى وصول البلاد لهذه الحالة الصعبة، منتقدا عدم توحيد مؤسسات الدولة الليبية بعد توقيع اتفاق الصخيرات.
وأشار المحلل السياسى الليبى إلى أن التشكيلات والمليشيات المسلحة المنتشرة فى طرابلس تسببت فى حالة الفراغ بالبلاد، مؤكدا وجود مليشيات مسلحة ارتكبت جرائم فى حق الشعب الليبى.
واتهم المحلل السياسى الليبى بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا برئاسة غسان سلامة لتحريضها للمليشيات المسلحة فى طرابلس، مؤكدا دعمه لوجود مؤسسة رسمية نظامية موحدة وفقا للقانون والتعاطى مع أى مليشيات مسلحة فى البلاد، وأوضح، أن كل ما يجرى هى تراكمات منذ توقيع اتفاق الصخيرات فى المغرب دفعت ليبيا لهذا الوضع الانسانى الكارثى.
فيما قال المحلل السياسى الليبى إبراهيم بلقاسم، ان العمليات العسكرية لتحرير طرابلس هدفها انتشال العاصمة من تشكيلات مسلحة تسببت فى أزمة كبيرة فى الدولة الليبية، مؤكدا أن ليبيا سقطت فى الفساد والجريمة المنظمة وهى مسألة خطيرة للغاية.
وأكد المحلل السياسى الليبى، أن رئيس المجلس الرئاسى الليبى ليس أمامه حلول كثيرة إلا أن يتمسك بالمجموعات المسلحة المحيطة به، والذى لم يعد قادرا على تسييرها، مؤكدا أن الجيش الليبى توجه إلى تحرير طرابلس لانتشالها من المسلحين واستعادة سلطة الدولة.
وتوقع «بلقاسم» أن يخرج رئيس المجلس الرئاسى الليبى فائز السراج من المشهد السياسى بشكل كامل بعد فشله فى إدارة المرحلة، ولن يكون جزء من أى مرحلة قادمة بسبب اشتداد الخناق عليه نتيجة انفلات الأمر ميدانيا من التشكيلات المسلحة التى تقاتل إلى جانبه.
وأكد المحلل السياسى الليبى ان الخيارات والحلول السياسية متاحة لكن يجب أن يدرك الجميع أهمية تسريح وحل التشكيلات المسلحة، واعادة هيكلة النظام السياسى الحالى وإصلاحه بشكل فعلى، دمج المؤسسة العسكرية فى المسار السياسى حال رغب أى وسيط فى الدفع نحو مسار سياسى لحل الأزمة.
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسى الليبى عبد الباسط بن هامل، أن المجلس الرئاسى الليبى فضل التعايش مع المليشيات المسلحة رغم وجود بند فى الاتفاق السياسى الموقع فى مدينة الصخيرات لحل التشكيلات المسلحة وتسليم أسلحتها.
وأكد الكاتب السياسى الليبى ، أن القوى المسلحة تستفيد من أعضاء فى المجلس الرئاسى الليبى بينهم متطرفين ومنهم محمد عمارى زايد المتطرف والذى أدرج على قوائم الإرهاب، وذلك لدعمه مجلس شورى بنغازى الإرهابى والمتطرفين الموالين لتنظيم أنصار الشريعة وداعش.
وأشار المحلل السياسى الليبى إلى أن المجلس الرئاسى بفتح ممرات امنة للارهابيين فى مدينة درنة، مؤكدا وجود أسماء عابرة للحدود مدرجة على قوائم الإرهاب لتنفيذها هجمات إرهابية بعدد من الدول.
وأكد بن هامل، أن المجلس الرئاسى الليبى يوفر الغطاء للتنظيمات والتشكيلات المسلحة والجماعات المتطرفة فى طرابلس، مشيرا إلى علاج جرحى الإرهابيين فى تركيا بتمويل ودعم من خزينة الشعب الليبى، موضحا أن وزير فى حكومة الوفاق الليبية يشرف على الجرحى الإرهابيين فى تركيا.
واتهم الكاتب الليبى المجلس الرئاسى بإهمال جرحى الجيش الليبى وعدم تسديد ديونهم للدول العربية التى تعالجهم، مؤكدا أن علاج جرحى الجيش الليبى يشوبه فساد وغسيل أموال تمت عبر أعضاء فى المجلس الرئاسى الليبى وحكومة الوفاق التى تدعم تشكيلات مسلحة وجماعات ارهابية، مؤكدا وجود عناصر أجنبية وإرهابية فى صفوف مليشيا النواصى التى تقاتل الجيش الليبى فى طرابلس، مشيرا إلى وجود تشكيلات مسلحة وجماعات إرهابية منضوية تحت راية المجلس الرئاسى الذى يمدها بالمال والسلاج، محذرا من السيطرة على مصرف ليبيا المركزى لتمويل التشكيلات المسلحة والجماعات المتطرفة والسيطرة على الاستثمارات الليبية.