ماذا ستفعل تركيا حال إدراج أمريكا الإخوان المسلمين جماعة إرهابية؟
الخميس، 02 مايو 2019 06:00 ص
جاء إعلان إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عزمها تصنيف جماعة الإخوان منظمة إرهابية، كصاعقة على النظام التركي الداعم الرئيسي للجماعة الإرهابية، فما لبث أن أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن إدارة ترامب تعمل على تصنيف جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا، مما قد يمهد إلى فرض عقوبات على الجماعة، وخنق مصادر تمويلها، ووضع قادتها على قوائم المطلوبين، ليأتى بعدها الرد التركي على لسان الناطق باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم،عمر جليك، الذي ادعى أن القرار سيشكل ضربة كبيرة لمطالب التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط.
النظام التركي تذرع بفزاعة "معادة الإسلام"، الذى يتنامي فى الغرب على حد قول الناطق باسم حزب العدالة والتنمية، ليضيف بذلك سببا دينيا للدفاع عن الجماعة الإرهابية؛ ويعتبر السبب وراء الدعم التركي المستميت للإخوان، هو المشروع الأردوغاني ، فإذا أقرت الولايات المتحدة القرار وأعنت تصنيف الإخوان جماعة إرهابية، فإن هذا سيوجه ضربة قاضية للمشروع الأردوغاني، إذ عمل أردوغان جاهدا للترويج للإخوان، وإقناع إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بدعمها، مدعيا قدرتها على مواجهة المتطرفين، بحسب ما يرى الخبير في الشؤون التركية، بشير عبد الفتاح.
وقد تبين مع مرور الوقت لإدارة أوباما أنه لا يوجد أي فرق بين الإخوان والجماعات المتشددة التي من المفترض أن تواجهها، مثل داعش والقاعدة، كون تلك الجماعات تتبنى الفكر الإخواني، وتلجأ للعنف لتحقيق مساعيها، تماما كما تفعل الإخوان، بحسب الخبير التركي الذى يرى أن إدارة ترامب تتعامل بشكل أكثر حزما مع الجماعات الإرهابية وكل من يدعمها، وترفض استغلال الدين في الأغراض السياسية، واللجوء للعنف لتحقيق ذلك، إضافة إلى ذلك فهناك أدلة على أن أردوغان دعم داعش وتعاون مع تنظيمات إرهابية اقتصاديا وعسكريا، إلى جانب الإخوان، وبالتالي فإن النموذج الذي سعى للترويج له وحاول تحقيقه سينهار تماما مع تصنيف ترامب للإخوان جماعة إرهابية.
وبالنسبة لردود الأفعال التركية المرتقبة تجاه القرار الأمريكي، فمن المتوقع أن يلجأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى "فزاعة التطرف" للضغط على الدوائر الأمريكية التي قد تكون معارضة لقرار التصنيف، وإثارة خوفها من هذه الخطوة، التي هي في الواقع أساسية في الحرب ضد الإرهاب، بحسب خبراء سياسيين، الذين أكدوا أن تركيا وإيران وقطر يمثلون "مثلث شر"، يعمل بلا كلل على دعم الجماعات الإرهابية لتحقيق مصالح خاصة.
ومن أهم محطات دعم هذه الدول للإرهاب من خلال تحالفات تسعى لزعزعة استقرار المنطقة، مثل الدعم الذي قدمته قطر وتركيا للإخوان في مصر وليبيا من خلال الأسلحة، ودعم الرئيس المصري السابق محمد مرسي، واستضافتهما قيادات من الإخوان ومنحهم دعما إعلاميا هائلا، ولكن قرار التصنيف سيدين هذه الدول الثلاث، ويؤثر على علاقاتها بأمريكا وأوروبا والعالم، لأن فرضه يستدعي حصارا للقاعدة المالية للإخوان، التي تدعمها قطر وترعاها تركيا وتستفيد منها إيران في التحايل على العقوبات، وبالتالي فإن هذه الدول ستتلقى ضربة موجعة قريبا.