ماذا لو حقق «ترامب» رغبته في فرض عقوبات على الإخوان؟
الثلاثاء، 30 أبريل 2019 03:00 م
لحظات من القلق تعيشها الآن عناصر جماعة الإخوان الإرهابية والتي أصبحت مشتتة في أنحاء العالم، بعد أن باتت غير مُرحب بها في دول عديدة إما بوجب القانون أو في محاولة للتصدي لانتشارها بعد أن كُشفت سياساتها وداعميها، وما يتوافقون حوله من أطماع توسعية في المنطقة وإثبات الذات في بقاع مختلفة حول العالم.
الجماعة الإرهابية تُعاني كثيرًا منذ إطاحة الشعب المصري لها في 30 يونيو من عام 2013 وكشف سياساتها وانتهاكاتها، فمنذ تلك اللحظة وهيكلها بدأ في التصدع والانهيار، وعلى الرغم مما يُقدم لها من دعم وتمويل من قبل النظامين القطري والتركي، فإحداهما بالمال والإقامة والآخر بالاحتواء وتوفير ملاذ آمن لعناصرها بعد فرارهم من بلادهم في ظل أحكام القضاء الموجهة إليهم.
وتشهد المنطقة العربية وربما العالم أجمع الكثير من التغيرات التي ربما تعكس انهيار بؤر إخوانية أو مجموعات تابعة للجماعة في مناطق مختلفة إلى جانب تحجيم نفوذها من خلال قطع أذرعها في عدة دول وقطع الطريق أمام آليات تمويلها سواء بالمال أو السلاح.
اقرأ أيضًا: هل فضح سياسات الجزيرة الإنجليزية خطوة في طريق إدراج الإخوان على قوائم الإرهاب؟
لقد بدأت دول المنطقة وتحديدًا خلال الأشهر القليلة الماضية في التصدي لانتهاكات قطر والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من خلال تمويل الإرهاب ومساندة عناصر الجماعة الإرهابية وغيرها من الجماعات المتطرفة. ولعل ما يحدث في ليبيا ودول المغرب العربي والسودان لأمثلة دامغة على ذلك. إضافة إلى إعلان الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) قطع العلاقات مع الدوحة في 5 يونيو من العام 2017، إثر ثبات دعم وتمويل الدوحة للإرهاب وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وهو ما أيدته دول في وقتها فيما بدأت أخرى في الاقتناع بالأمر بعد أن بدأ الإرهاب في ضرب أراضيها.
صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية كشفت في تقرير لها اليوم الثلاثاء عن دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحو إصدار قرار لتصنيف جماعة الإخوان منظمة أجنبية إرهابية، وفرض العقوبات عليها على غرار العقوبات الأمريكية الواقعة على إيران. ولفتت الصحيفة إلى أن البيت الأبيض أصدر في أوائل إبريل الجاري، تعليمات لمسؤولين بالأمن القومي إلى جانب عدد من الدبلوماسيين للبحث عن طريق لفرض عقوبات على الجماعة الإرهابية. فيما أوضح بعض المسؤولين بحسب الصحيفة أن مستشار الأمن القومي، جون بولتون ووزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو يدعمان هذه الفكرة.
أيضًا يأتي هذا الاتجاه الأمريكي متزامنًا مع الكشف عن إعراب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون عن مخاوفه من تهديدات الإسلام السياسي لبلاده، معربًا عن رغبته في تكثيف مراقبة عمليات التمويل الخارجية لجميع الجماعات والعناصر ذات الأفكار المتطرفة، والتعامل معها كونها تهديدًا.
اقرأ أيضًا: «إلهان عمر» نائبة الجماعة في الكونجرس.. تحركات إخوانية وعلاقات مشبوهة
وعلى الرغم من طرح مشروع إدراج جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب بالولايات المتحدة الأمريكية بدأ منذ آواخر عام 2015 في الكونجرس ليعقبه الأمر مجددًا في عام 2017، إلا أنه دائمًا ما يتم تعطيله مع عدم وضوح الرؤية حول أسباب ذلك. وهو ما يراه خبراء ومحللين سياسيين أنه ربما يعود لعدة أسباب منها إحتمالية تورط الإدارة الأمريكية السابقة مع الإخوان، وأخرى بسبب عناصر من اللوبي الإخواني متواجدة بين صفوف أعضاء الكونجرس.
ولكن يبدو أن الأمل هذه المرة أكبر من المرات السابقة، فإصرار دونالد ترامب وإدارته يُعزز من الاقتراب من اتخاذ قرار جاد تجاه جماعة الإخوان.
ومن المؤكد أنه إذا نجح «ترامب» في تحقيق ذلك الهدف، فستكون قطر وتركيا في ورطة حقيقية، ربما تتسبب في معاملة أنظمتهما من قبل دول العالم تمامًا مثل الجماعات المتطرفة والعناصر الإرهابية. فهي الدول الراعية للإخوان وغيرها من المنظمات الإرهابية كما أكدت عدد من المعلومات والأدلة على مدار السنوات الأخيرة.