أسرار من داخل الكهف الإخواني (4): كتائب إلكترونية بنفقات شهرية تتجاوز 30 مليون جنيه
الأحد، 28 أبريل 2019 10:00 صطلال رسلان يكتب:
الهجمات المتبادلة بين جبهتي الداخل والخارج للسيطرة على وسائل التواصل الإجتماعى
مجموعة محمود عزت تحرم رجال محمود حسين من 300 صفحة على فيس بوك و450 حسابا فى تويتر و22 قناة يوتيوب
جبهة تركيا تفشل فى السيطرة على السوشيال ميديا.. وعناصر الداخل يكلفون 11 ألف شاب وفتاة كمسئولى لجان إلكترونية بنفقات شهرية تتجاوز 30 مليون جنيه
فى هذه الحلقة من ملف (أسرار من داخل الكهف الإخواني) نكشف بالتفاصيل كيف ردت جبهة محمود حسين على مخطط إخوان الداخل للسيطرة على المكاتب الإدارية، وتهميش مجموعة اسطنبول، فبعد خطة الحسم الإعلامى والإستراتيجية التى تم التوصل لها، وسحب بساط من تحت أقدام مجموعة محمود حسين، خاصة فى المحافظات، كان التحرك فى تركيا سريعاً للملمة أوراقهم، وكانت البداية بالتواصل المباشر مع عدد من قيادات الداخل، وإغرائهم بالمال لينقلبوا على مجموعة "عزت"، وإغراء آخرين من المسئولين عن خطة الحسم الإعلامى لتسليم الوسائط الإعلامية لمجموعة تركيا.
هذه الخطة التى وضعتها مجموعة محمود حسين لم تنجح كثيراً، خاصة فى ظل اعتماد مجموعة الداخل على التهديد لكل من يخرج عن طوعهم، وهذا التهديد لم يقتصر فقط على الفضائح المالية وربما الأخلاقية، وإنما أمتد ليصل إلى درجة التهديد بالقتل.
وأمام هذا الوضع لجأت مجموعة محمود حسين إلى تجنيد عناصر فنية تكون مهمتها استعادة النوافذ الإعلامية الخاصة بها والتى نجحت مجموعة الداخل فى اختراقها، ووفقاً للمعلومات والوثائق الموجودة لدينا، فأنه تمت الاستعانة بـ40 عنصرا من المتخصصين فى القرصنة والاختراقات من جنسيات مختلفة، مع تكليف لجنة الإعلام بالتنسيق بينهم والاتصال والاتفاق معهم، مع تنشيط القسم التقنى فى الجامعة العالمية للتجديد IUR لتدريب مزيد من الكوادر على أعمال الاختراق والقرصنة فى مكاتب الجامعة السبعة بين بريطانيا وكندا وتركيا وماليزيا والسودان، إلى جانب 30 من شباب الجماعة يتولون أعمالا تقنية ذات طابع أمنى طوال الوقت.
وليد الشرابي
وتم تخصيص 200 ألف دولار ميزانية لهذه الخطة، لكن لم تنجح هذه الخطة أيضاً فى إرباك حسابات مجموعة الداخل أو حتى سيطرتهم الواسعة على المنصات الإعلامية، وبحسب خطة "الحسم الإعلامى" مجموعات الداخل استطاعت أن تفرض سيطرتها خلال السنتين الأخيرتين على 800 وسيط إعلامى، بواقع 300 صفحة على موقع "فيس بوك"، و450 حسابا على "تويتر"، و22 قناة يوتيوب، يديرها حوالى 11 ألف عنصر ينتشرون فى كل المحافظات، يعملون من خلال 23 ألف حساب شخصى على "فيس بوك"، و17 ألف حساب على خدمات "جوجل"، وينفقون حوالى 30 مليون جنيه شهريا، ويتولى المكتب العام تدبيرها من خلال الاشتراكات وتبرعات الداخل، والمساهمات الواردة من المجلس الثورى وبعض أجنحة التنظيم الدولى بالخارج، عبر 13 بنكا وشركة فى تركيا وقطر وإندونيسيا وماليزيا والفلبين، و5 رجال أعمال بالداخل والخارج.
وأمام محاولات الخارج لاختراق منظومة إخوان الداخل الإعلامية، وضعت مجموعه محمود عزت خطّة إدارية ومالية لتنشيط الصفحات والحسابات الخاضعة لسيطرتها، خاصة بعدما ظهر لها أن تأثيرها بدأ فى التراجع، فهم وجدوا أنفسهم أمام تحديين، استمرار المواجهة معه رجال محمود حسين، وأن يعود التأثير مرة أخرى لهذه الوسائط، خاصة أن أخر تقرير تلقته المجموعة كان يشير إلى أن حجم التفاعل على كل هذه الوسائل لا يتجاوز 300 ألف متفاعل شهريا، وهو ما لا يتناسب مطلقا مع الأموال التى يتم أنفاقها على المجموعة.
محمود حسين
ووفقاً للخطة، فقد أعادت مجموعة الداخل توزيع المخصصات المالية، فى إطار خطة التنشيط التى تستهدفها، فتم تخصيص 11 مليون جنيه لشباب اللجان بواقع 1000 جنيه شهريا لكل عنصر، إضافة إلى قرابة 20 مليون جنيه تُوجّه لمصروفات تأمين الحسابات والصفحات، وتوفير خدمات الإنترنت والاتصال، وقيمة الإعلانات والمنشورات المموّلة عبر منصّات التواصل المختلفة، وتكلفة إنتاج المواد البصرية وفرق الإعداد والتصوير والمونتاج، إضافة إلى تخصيص نسبة من هذه الأموال للاستعانة بمئات من مُصمِّمى الجرافيك والمواد البصرية بالقطعة من خارج الجماعة؛ لإعداد الملصقات والمواد الدعائية ذات الطبيعة السياسية والاحتجاجية، أو مواد السخرية و"الميمز" والكوميكس المُستخدمة ضمن الحملات الإعلامية المختلفة.
يلاحظ أن الخطة التى وضعتها مجموعة الداخل، استطاعت أن تستعيد من مجموعة تركيا العديد من الوسائط الإعلامية عبر مواقع التواصل الاجتماعى من خلال 5 موجات هجوم متتابعة على مدى 19 شهرا، الأولى فى سبتمبر 2016 وأسفرت عن استرجاع 43 صفحة على "فيس بوك"، و71 حسابا على "تويتر"، و5 قنوات يوتيوب، والثانية فى يناير 2017 واسترجعت 56 صفحة على "فيس بوك"، و59 حسابا على "تويتر"، و11 قناة يوتيوب، والثالثة مارس 2017 بحصيلة 133 صفحة على "فيس بوك"، و227 حسابا على تويتر، و3 قنوات يوتيوب، والرابعة أغسطس 2017 بـ47 صفحة فيس بوك و22 حساب تويتر وقناتى يوتيوب، والخامسة أبريل 2018 بـ21 صفحة فيس بوك، و21 حساب تويتر وقناة يوتيوب واحدة.
الإخوان ومواقع التواصل
من واقع الأرقام وتقديرات المكتب العام ولجانه الإعلامية، بحسب أوراق الخطة، فمجموع ما تمتلكه أجنحة الجماعة بالداخل والخارج أكثر من 1200 منفذ عبر منصات التواصل الاجتماعى المختلفة، بلغ حجم المستعاد منها 800 منفذ بنسبة 67% تقريبا، بينما نجحت جهود الجانب الآخر الدفاعية، وهجماته المُرتدّة على مجموعات الردع والمبادرة (تسمية فرق القرصنة بحسب الخطة) فى إحباط استرداد أكثر من 70 منفذا آخر، إضافة إلى استعادة عدة صفحات وحسابات أبرزها صفحة المركز الإعلامى "المتحدث الرسمى للخارج" عبر فيس بوك، التى يتابعها 250 ألف مستخدم، وعدد من الحسابات التابعة لقيادات المكتب الإدارى فى تركيا ومسؤولى التنسيق فى عدّة عواصم وكوادر الإدارة العليا فى قناتى "الشرق" و"مكملين".
وتُورد الخطة القائمة الكاملة للنوافذ المُستعادة بتصنيف مُفصّل، يتضمّن توصيفها بين منصّات رسمية أو غير رسمية، وآلية إدارتها، وفرق عملها، واحتياجاتها المالية، وعدد متابعيها. وكانت أبرز تلك النوافذ: صفحة الجماعة الرسمية التى يتابعها 270 ألفا ويديرها 11 عنصرا بنفقات شهرية 27 ألف جنيه تقريبا، وصفحة المتحدث الإعلامى بالداخل ويتابعها 117 ألفا ويديرها 7 عناصر بنفقات 11 ألف جنيه شهريا، والصفحات غير الرسمية: "اكسر كلابش" يتابعها 212 ألفا ويديرها 9 بنفقات 15 ألف جنيه، و"ضنك" يتابعها 450 ألفا ويديرها 17 بنفقات 42 ألف جنيه، و"الجياع" يتابعها 30 ألفا ويديرها 5 بنفقات 9 آلاف جنيه، وصفحات المحافظات: "نافذة مصر" التابعة لمكتب الغربية يتابعها 600 ألف ويديرها 21 بنفقات 51 ألف جنيه، و50 صفحة تابعة لمكتب الإسكندرية يتابعها 6 ملايين و450 ألفا ويديرها 317 بنفقات 715 ألف جنيه، و50 صفحة تابعة لـ10 محافظات بالدلتا والصعيد يتابعها مليونان و720 ألفا ويديرها 219 بنفقات 453 ألف جنيه، والصفحات التنسيقية غير الرسمية: "الدكتور محمد مرسى غير الرسمية" يديرها 13 بنفقات 25 ألف جنيه، و"الثورة للجدعان" يديرها 11 بنفقات 32 ألف جنيه، و"انت عيل إخوانجى" يديرها 9 بنفقات 27 ألف جنيه.
وتوزّعت خريطة حسابات "تويتر" المستعادة بواقع 95 فى الإسكندرية، و135 فى القاهرة، و47 فى محافظات القناة والبحر الأحمر، و76 فى الدلتا، و97 فى شمال وجنوبى الصعيد، وشملت حساب الجماعة الرسمى ويتابعه 1600، وحساب الحزب الرسمى "الحرية والعدالة" ويتابعه 700 ألف، وحساب المتحدث الإعلامى، وحساب "الثورة تجمعنا" يتابعه 1300، وحساب الحزب بالإسكندرية 53 ألفا، و"اكسر كلابش" عربى 13 ألفا، و"شباب ضد الانقلاب بالإسكندرية" 8800، و"اكسر كلابش" إنجليزى، و"جياع"، و"بنت الحرية"، و92 حسابا شخصيا بإجمالى متابعات 142 ألفا، و103 حسابات فى الإسكندرية بإجمالى 275 ألف متابع، و150 فى البحيرة وكفر الشيخ بإجمالى 192 ألفا، و80 حسابا فى الدلتا بواقع 31 فى الشرقية و16 فى الغربية و33 بدمياط والمنوفية والدقهلية بإجمالى 162 ألف متابع، إضافة إلى مجموعة حسابات تنسيقية لشباب الجامعات وناشطين فى حركات سياسية أخرى بإجمالى مليون و564 ألف متابع.
وشملت قنوات يوتيوب "ثورة إسكندرية" أو "إسكندرية رفليوشن"، بأرشيف يضم 9 آلاف و271 مادة مصوّرة، و20 ألف متابع، و10 ملايين مشاهدة إجمالية، ويعمل من خلالها فريق يضم 72 شخصا بمتوسط نفقات شهرية 120 ألف جنيه، وقناة "الثورة تجمعنا" بأرشيف 283 مادة و20 ألف مشاهدة، وفريق عمل يضم 23 عنصرا إعلاميا وفنيا بمتوسط نفقات 62 ألف جنيه شهريا. وصنّفت الخطة عناصر العمل فى النوافذ المُستردّة بين: موالين، وكامنين، ومنشقين، مع الإشارة إلى بلوغ نسبة الموالين 79% من فريق عمل "فيس بوك"، و57% من فريق عمل "تويتر"، و71% من فريق التسويق الإلكترونى، و82% من مجموعات الحراك والعمل الميدانى، بإجمالى يُقارب 7 آلاف أقرّوا بالبيعة الشرعية والتبعية الكاملة للإدارة، و2563 قيد المتابعة والتقييم مع انخراطهم فى تنفيذ المهام والتكليفات، واستعانة المكاتب ومسؤولى التنسيق بقرابة ألفى عنصر جديد لاستكمال هيكل اللجان الإعلامية البالغ 11 ألف عنصر على مستوى الجمهورية