أردوغان يقود مخطط «التتريك» في سوريا
الجمعة، 26 أبريل 2019 06:00 ممحمد الشرقاوي
التركنة أو التتريك، مصطلحات ظهرت على الساحة السياسية، في ظل جهود الديكتاتور التركي رجب طيب أردوغان لنشر مخططاته، بما يخدم مخطط الخلافة وثقافة بلاده العثمانية.
يقول موقع عثمانلي، المتخصص في الشؤون التركية، إن هناك هدفان أعلن عنهما رجب إردوغان قبل عمليتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، الأول الذي أعلنه إردوغان محاربة "داعش" والثاني القضاء على تهديد "وحدات حماية الشعب" الكردية، إلا أن ما حققه بالفعل هو فرض سيطرته على منطقة واسعة غرب نهر الفرات المحاذية لحدود تركيا الجنوبية.
وقال الموقع، إن «تتريك الشمالي السوري» هو ما خطط له رجب منذ البداية، وفرضه كأمر واقع من خلال التعليم والمؤسسات الحكومية، محو الهوية الكردية من المنطقة، بدعم من الفصائل المعارضة المسلحة التي سخرها لخدمة أهدافه التوسعية، وبعد إحكام سيطرته على المنطقة، بدأ إردوغان في تنفيذ خطته بعد احتلال الشمال السوري والتي تمثلت في تجريف الهوية وإحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة، يفضي في النهاية إلى التتريك.
ويعنى التتريك، إحلال الثقافة التركية في المنطقة، وهو يتأكد يوما تلو الآخر، في الشمال التركي، حيث باتت اللغة التركية لغة رسمية في المدارس، بجانب العربية، والعلامات الإرشادية حملت ترجمة تركية للأسماء العربية، وبعض الشوارع أطلق عليها أسماء عثمانية، فيما اختفت نهائيًا جميع المظاهر الكردية من المنطقة التي ترفرف الأعلام التركية على مباني المؤسسات بها.
وأوضح الموقع أن عمليات توطين التركمان الذين يتجاوز عددهم نصف مليون، وإحلال العرب بدلا عن الأكراد، أخذت في التزايد، إضافة أن المجالس المحلية التي تأسست في "درع الفرات" و"غصن الزيتون" تتبع ما يطلق عليه "الحكومة السورية المؤقتة"، التي تدار من قبل حكومة أنقرة التي تدفع رواتب حكومة المعارضة.
وتابع التقرير، أن الشركات التركية فقط مسموح لها بإقامة المشاريع الاقتصادية في عفرين ومدن الشمال السوري، فيما أصبحت العملة التركية هي المتداولة في عدة مناطق، أما البريد التركي فيقدم خدماته المالية في شمال البلاد، لخدمة السوريين والجالية التركية، إضافة أن المليشيات التي تقودها أنقرة أزالت أبراج الهواتف المحمولة من عفرين ليحل بدلا منها شبكات اتصالات تركية، ومن المتوقع تكرار الأمر نفسه في مناطق المعارضة بريفي حلب الشمالي والشرقي في المراحل القادمة.