بين حين وآخر، يتنامى القلق لدى الأجهزة الأمنية الأوروبية خشية هجمات إرهابية من قبل أذرع جماعات متطرفة، وخاصة بعد موجة الإرهاب الأخيرة التي ضربت سيريلانكا ونيوزيلندا.
الأسبوع الماضي، أحبط أجهزة الأمن الأسبانية، هجومًا إرهابيًا، تزامن مع نداءات من قبل تنظيم داعش الإرهابي للذئاب المنفردة، باستهداف الكنائس والتجمعات، في وقت الاحتفال بعيد الفصح.
صحيفة "لاراثون" الأسبانية، قالت إن تنظيم داعش دعا ذئابه المنفردة فى أسبانيا لشن هجمات إرهابية، عبر وسائل التواصل الاجتماعى، التى يستخدمها التنظيم للتواصل المستمر معهم، مشيرة إلى أن تلك الرسائل التهديدية التى تكاثفت بشكل كبير فى الفترة الأخيرة، وإحباط العملية الإرهابية، التى كانت ستتم ضد أشبيلية فى الأسبوع المقدس، أجبرت وحدات مكافحة الإرهاب على تعزيز- قدر الإمكان- مراقبة الأفراد المستعدين لمحاولة اتباع تلك الشعارات.
وأوضح التقرير أن جميع الرسائل التى يبعثها التنظيم الارهابى يهدد بالانتحار، من أجل قتل ما أسماهم "الصليبيين" في أسبانيا، مضيفة أن عملية اعتقال "زهير البهديدى" الإرهابى، هدد أسبانيا بشن تفجيرات فى الأسبوع المقدس بأشبيلية، الأمر الذي استدعى وجود تنسيق أمني مشترك بين القوات الأسبانية والمغربية، التي نجحت بدورها في إحباط هجوم، خطط له شاب مغربى.
وقالت الصحيفة إن زهير البهديدى ، يبلغ من العمر 23 عاما، كان يعيش فى أشبيلية مع أسرته، لوالد يعمل إماما لمسجد "البركة"، وصل إلى إسبانيا بسبب مرض شقيقه بالسرطان فى الرأس، وتم معالجته فى أسبانيا، ومنذ ذلك الوقت وهو يعيش فى إشبيلية، وأنه زهير اعتاد زيارة مسجد "البركة" مع والده عبد الرحيم البهديدى، الذى لا يتبع أي أفكار إرهابية.
وشددت وزارة الداخلية الإسبانية الإجراءات الأمنية، مع الأسبوع المقدس وعيد الفصح، وكذلك اقتراب موعد الانتخابات التشريعية فى إسبانيا المقررة فى 28 أبريل الجارى.
وتتلقت إسبانيا منذ بداية عام 2019 حتى الآن، ثلاثة تهديدات ارهابية، وكان التهديد الأول الذى تلقته إسبانيا فى 22 فبراير، حين نشر تنظيم داعش الإرهابى عبر تطبيق "تيليجرام"، تسجيلًا مصورًا ، ظهر فيه أربعة أفراد مسلحين وهم يقولون: "أعداء الله سنقتلكم بينما تنبض قلوبنا".
وشهد نفس الشهر ثانى تهديدات داعش الارهابى، حيث نشر التنظيم، 27 فبراير، صورًا لـ"أبو بكر البغدادى"عبر مواقع التواصل الاجتماعى، لحث أتباع داعش من "الذئاب المنفردة" على القيام بهجمات فى إسبانيا ودول أوروبا، بينما جاء التهديد الأخير لإسبانيا حين أصدر تنظيم القاعدة فى 19 مارس، بيانًا يدعو إلى استهداف الأراضى الإسبانية.
وقالت صحيفة الشرق الأوسط، إن التغييرات المتسارعة في العالم الراهن، حتمت على التنظيمات المتطرفة، أن تعيد صياغتها لتنصهر استعداداً للتحور، خاصة مع تشديد الرقابة الأمنية وتآزر العالم من أجل التخلص من الإرهاب بجميع أشكاله مثل ما حدث عند استهداف تنظيم داعش في سوريا والعراق. مضيفة أن مثل هذه الحيثيات فرضت على التنظيمات المتطرفة أن تسلك نهج «الذئاب المنفردة» وذلك في محاولة الصمود في ظل المتغيرات العالمية، وذلك بغض النظر عن توجهات هذه التنظيمات المتطرفة، سواء أكانت ذات صبغة دينية أو عنصرية يمينية.
وتابعت الصحيفة أنه يمكن استنتاج هذا الواقع من خلال الحوادث الإرهابية في الأعوام الأخيرة، التي ظهرت عشوائية فردية أشبه بجرائم شخصيات مضطربة، وأحدثها الهجمات الإرهابية التي نفذها الأسترالي برينتون تارانت، يوم 15 مارس على مسجدين في مدينة كرايستشيرش بنيوزيلندا وأسفرت عن مقتل 50 شخصاً. هذه الحادثة تعيد إلى الأذهان تكرار حوادث «الذئاب المنفردة» المتأثرين بأدلجة «تنظيمات معينة دون الانضمام المباشر إليها».
وأضافت الصحيفة أنه في الآونة الأخيرة يظهر استساغة التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم داعش الاستعانة «بالذئاب المنفردة»، إذ إن من الصعب الكشف عنهم قبل إتيانهم بالهجمة الإرهابية، لا سيما أنهم يتأثرون ذاتياً دون التجمع مع أفراد منتمين للتنظيم نفسه، وذلك تطبيق حرفي لاسم «الذئب المنفرد» الذي ينفذ كل شيء وحده دون اللجوء إلى قادة في أعلى الهرم التنظيمي يتولون التوجيه، فليس هناك حاجة للتواصل قبل القيام بعملية إرهابية معينة. إلا أن ذلك لا ينفي وجود نوع من التواصل ما بين بعض المتأثرين أو «المناصرين» لتنظيمات معينة مع أحد القادة ممن يتواصل معهم عن بعد من أجل التحريض على شن هجمات إرهابية سواء كان بصفة شخصية أو رسالة عامة لجميع المناصرين.