الذئاب المنفردة تعود بتأشيرة تركية.. الوضع في سوريا يزداد تعقيدا
الأربعاء، 23 يناير 2019 03:00 م
ارتفعت في الآونة الأخيرة، وتيرة التفجيرات الإرهابية في سوريا، بعد فترة من السكون، في محاولة لتقويض مساعي الاستقرار والنجاحات التي يحققها الجيش السوري على مدار الأشهر الأخيرة.
بحسب تقارير، طرحت عودة التفجيرات في أكثر من منطقة في سوريا، سواء تلك التي تسيطر عليها الحكومة أو القوات الكردية، أكثر من علامة استفهام بشأن حدوثها في وقت انخفضت حدة الحرب التي اندلعت في البلاد قبل نحو 8 سنوات. يقول مراقبون إن ذلك يهدف لخلط الأوراق مجددًا بين أكثر من جهة تتصارع النفوذ على الأراضي السورية، كما أنها جاءت بعد إعلان واشنطن سحب قواتها من سوريا.
سلسلة التفجيرات بدأت في منبج، التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية شمالي سوريا، في 18 يناير الجاري، وقتل 15 شخصا من بينهم 4 أمريكيين، تلاه بيومين تفجير بالعاصمة دمشق قرب مقر أمني، أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، كذلك تفجير انتحاري ثالث، استهدف رتلا عسكريا في محافظة الحسكة قبل يوم، أسفر عن مقتل عدد من قوات سوريا الديمقراطية وإصابة جنديين أمريكيين. وأخيرًا، انفجار سيارة مفخخة في محافظة اللاذقية وأسفر عن مقتل السائق وإصابة 4 آخرين.
شبكة سكاي نيوز عربية، نقلت تصريحات الكاتب والباحث السوري الكردي، رستم محمود، قدم فيها تفسيرين للتفجيرات، التي شهدتها المناطق الكردية، مثل منبج والحسكة، الأول يتعلق بعودة الذئاب المنفردة، من تنظيم داعش للضرب مجددا بدون أي توجيه مركزي، والثاني يتعلق باختراق الأجهزة الاستخباراتية.. لتنظيم داعش ودفعه لتنفيذ هذه التفجيرات كي تضطر واشنطن إلى تسريع سحب قواتها من سوريا بدون حسابات مضبوطة.
وأضاف أن تركيا تدفع باتجاه هذا السيناريو، لأنها لا تريد الاضطرار مستقبلا على التفاوض مع الأكراد أو التعامل مع أي كيان سياسي لهم.
التفجيرات لم تكن في المناطق الكردية فقط، بل في مناطق خاضعة للنظام السوري، مثل دمشق واللاذقية، الأمر الذي أرجعه مراقبون إلى الضغط الاجتماعي الذي يتعرض له سكان المناطق التي استعادتها دمشق من أيدي الجماعات المسلحة، في إطار رد الفعل الانتقامي. غير أن رأي آخر قال إن ذلك دليل على فشل الجماعات المسلحة في تحقيق نصر، وهي محاولة لإثبات ذاتها على المسرح.
اليوم الأربعاء، شهدت منطقة تابعة لقوات مدعومة تركيًا، بمدينة عفرين في محافظة حلب شمالي سوريا، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، أمام مقر ميليشيات "أحرار الشرقية" المدعومة من تركي، في حي المركز الثقافي وسط مدينة عفرين، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفها، الأمر الذي فسره مراقبون بتوسيع دائرة الأطراف المتنازعة في سوريا.