أوروبا تحاصر أنشطة الإخوان.. والتنظيم يبحث البديل في شرق آسيا
الأربعاء، 17 أبريل 2019 03:00 م
مع نهاية عام 2018 اتجهت أوروبا بقوة إلى محاصرة أنشطة جماعة الإخوان على خلفية كشف علاقة التنظيم بالجماعات الإرهابية والتحركات المشبوهة في داخل بعض الدول.
البداية كانت في ألمانيا عندما أعلنت السلطات إيقاف منظمات وجمعيات لها علاقة بتمويل جماعة الإخوان، بعدما رصدت تحركات لنشر أفكار لها علاقة بالجماعات الإرهابية في مساجد وحضانات أطفال.
منذ أيام خرج عاصم عبد الماجد، عضور مجلس شورى الجماعة الإسلامية، بتصريح ربما كشف حالة الرعب الإخوانية من اتجاه الدول الأوروبية إلى تغيير موقفها من جماعة الإخوان، وقال إن هناك دولا أوروبية بدأت في إجراءات لتشديد الرقابة على التنظيم وجمعياته المنتشرة فى أوروبا بعد انكشاف علاقته بتمويل بعض المنظمات الإرهابية.
القيادي الإخواني الهارب قطب العربي اعترف في مقال له عبر أحد المواقع التابعة للجماعة، أن المطالبات التى تصدر من بعض الشعوب تطالب باتخاذ مواقف ضد الإسلام السياسى تتزايد، مبديا تخوفه من تلك المطالبات.
تصريحات قيادات الإخوان كانت بمثابة دق ناقوس الخطر وتحذير قيادات الجماعة من التحركات الأوروبية، ومحاولة لتحويل مسار التنظيم إلى دول بشرق أسيا.
داليا زيادة، مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، أكدت أن الدول التى تحتوى الإخوان بدأت فى نبذهم بالفعل، لافتة إلى أن هذا أمر طبيعى ومتوقع لأن الإخوان لن تستطيع الكذب على العالم بإدعاء أنهم معارضة سياسية أو عاملين بالمجتمع المدنى لإخفاء حقيقة كونهم جماعة إرهابية.
وكشفت مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، أن الأسبوع الماضى داهمت السلطات الألمانية مقر عدد من المنظمات الإسلامية، وأغلبها منظمات تنتمى للإخوان، بسبب توصل التحقيقات التى أجراها أجهزة الأمن الألمانية المعروف باسم هيئة حماية الدستور هناك، وأثبتت أن المنظمات الإخوانية تجمع التبرعات باسم المساعدات الإنسانية لترسلها إلى التنظيمات الإرهابية فى الشرق الأوسط.
وأوضحت داليا زيادة، أن أغلب الدول الأوروبية، بما فيها تركيا، فى الفترة الأخيرة قامت بترحيل عناصر إخوانية مطلوبة على قوائم الإننتربول الدولى وسحبت التأشيرات من بعض العناصر الإخوانية التى تعيش هناك؛ وفى جنيف قلصت الهيئات الدولية العاملة هناك من تعاملاتها مع العناصر الإخوانية والكيانات الوهمية التى يختلقها الإخوان تحت شعار حقوق الإنسان، وأصبح هناك حذر شديد بشأن التعامل معهم على كل المستويات.
وبشأن تخوف الإخوان من انقلاب المجتمع الدولى عليها، أكد الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن هناك تخوفا مثارا على مستوى التنظيم الدولى للإخوان منذ عدة أشهر من تغير موقف بعض الدول الداعمة للإخوان من التنظيم، وهو مرتبط بتغيير واضح فى سياسات بعض الدول الداعمة مثل تركيا على سبيل المثال نتيجة للضغوط التى يشهدها حزب العدالة والتنمية بعد انتخابات المحليات.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الإخوان تبحث عن البديل مثل ماليزيا وإندونسيا، فهذه الدول مطروحة كبديل حال تغير موقف تركيا من الإخوان خلال الفترة المقبلة، متابعا: ومن المهم الإشارة إلى أن الإخوان فى الإقليم يختلفون عن المقيمين فى الخارج وهو ما يتطلب النظر إلى كل حالة على حدة.
وأوضح الدكتور طارق فهمى، أن التنظيم الدولى يعد السيناريوهات البديلة لمواجهة كل التحديات القادمة، ومنها البحث عن البديل فى التواجد ومن خلال استراتيجية جديدة لاحتمال إجراء إبعاد غير معلن لعناصر الجماعة خارج مناطق تواجدهم فى المنطقة العربية.